أشرف عبد الشافى

الأخت الخضرا الأمورة

الإثنين، 23 نوفمبر 2009 06:57 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ترك لنا الزعيم عبد الناصر عدداً لا يُحصى من الفتيات الصغيرات، كان- رحمه الله- عطوفا أكثر من اللازم ورمانتيكيا إلى أقصى درجة، وكان أجدادنا يطيعونه، فهو الأب الذى جاء لليتامى والزعيم الذى تهتز القلوب معه وله وكلما حطّ على الأرض أو ارتفع.

وقرر الأب الرومانسى العظيم أن يتبنى فتيات كثيرات وأن يدافع عن شرفهن بالخطب الرّنانة أحيانا وبدمائنا نحن دائما.. وقال: هن شقيقات صغيرات لكم.

وكلما اشتكت فتاة من معاكسة أو مشاكسة أو خطف أو تحرش.. أرسل الزعيم "الرجالة "بالشوم والبنادق والدبابات والرشاشات.. وبالروح بالدم يفتدى الرجال شرف بناتنا.. ولا يسلم الشرف الرفيع من الأذى إلا أن تراق على جوانبه الدم.. وفى كل مرة يعود الرجال منتصرين.. وفى كل مرة ترتدى المصريات ملابس الحداد، وتُعلق الأمهات والزوجات فى أسوان وسوهاج ودمنهور ودمياط والمنيا وأسيوط وقنا وبورسعيد والسيدة عائشة وشبرا... صوراً على الحائط لزوج أو أخ أو ابن ضحى بنفسه دفاعا عن شرف اخته الصغرى التائهة الضائعة فى مكان ما على أرض الوطن.. وهذا حسن.

وقبل أن يموت الزعيم أوصى أجدادنا وآباءنا بصيانة ورعاية وتنظيف "عرض وشرف" الصغيرات فى كل مكان ،وتعلمنا جميعا أن نحرسهن ليل نهار..نترك ما فى أيدينا ونشد الرحال أن اشتكت إحداهن من مغص أو من آلام الدورة الشهرية.. وإن جاعت إحداهن علينا أن نخطف اللقمة من فم أطفالنا لنضعها بكل رقة وحنان فى فم الصغرى، وإن بكى أطفالنا أرضعناهم الأغنيات والأناشيد..وتعيش الوحدة العربية.. ومن العجيب أن اطفالنا كانوا يشبعون بالفعل.

وراحت أرواح وجرت دماء أبناء وأحفاد دفاعا عن فساتين.. وباروكات..وحمّالات الشقيقات الصغيرات.."واللى يقرب من بنت الحتة يتقطع حتة حتة".

وكبرت البنات وترعرعن وكانت بينهن الشريفة العفيفة الطيبة التى تعرف من أطعمها وأسقاها ومن سهر على راحتها ومن قص لها أظافرها الطويلة وشذب لها شعرها المنكوش وألبسها فستانا وقبعة بعد العرى وملابس الخيش الخشنة، وتلك نحترمها ونحبها ونصونها ونحافظ عليها ونفرح لها ومعها ، وبحمد الله وفضله، مازالت هناك شقيقات كثيرات تغمرهن الفرحة إن ذُكر اسم مصر أمامهن.

وقد يحدث أن تظهر بين الشقيقات البعيدات، شقيقة "لعوب" تجلب العار لأهلها، وتتفرنج وتلبس المحزق والملزق وتهرب فى الليل إلى صالات الديسكو متنكرة لأهلها وناكرة لأفضالهم عليها ..وقد تتجرأ وتتبجح على أبوها وعمها وخالها وتمرموغ رؤوسهم فى الوحل.. وتبيع جسدها فى الطرقات.. وتلك لا تستحق سوى القتل وبخنجر بارد مثلما فعل متولى مع شفيقة فى القصة الشعبية الشهيرة.

تعالوا جميعا نشكر الأخت الحلوة الخضرا الأمورة التى كشفت عن وجهها الحقيقى وأزالت المساحيق فشاهدنا "حيزبون قبيحة شرسة "،وهذا حسن.. فقد تعلمنا أننا قد نخطىء ونُربى عضّاضين.. ونُطعم أندالا.. ونُدافع عن عقارب وحيات لا تجيد سوى نهش لحمنا!.

ظللنا سنوات طويلة نرضع هذه البنت الصغيرة ونناغشها ونطبطب وندلع، وفجأة اكتشفنا أن بداخلهن فتاة ليل رخيصة تجيد الغدر.. وهذا حسن بالطبع.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة