د. محمد بركه

هل يخجل الجزائريون؟

الأحد، 22 نوفمبر 2009 07:10 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عشرون عاما مضت عندما التقيت بشاب جزائرى يدرس الدكتوراه ممن ينتمون للتيار الإسلامى وكان من المتشددين الأصوليين وكانت مباراة مصر والجزائر فى عام 89 ليقول لى ممكن نتغلب من اليهود إلا أنتم يا مصريين وكانت المرة الأولى التى التقى فيها جزائرى وأسمع فيها هذا الكلام الصادم ولما انتهت المباراة بالفوز لم يحدثنى بعدها أبدا وانتهت علاقتى به.

أتحدث عن ذلك اليوم لأوضح أن هذه هى طبيعة الشعب الجزائرى فكيف يعقل أن يكون هذا سلوك مسلم يدعّى أنه مثقفا....

وإذا كنا بصدد ما حدث الآن فلابد أن يكون هناك وقفة جادة ومتأنية لإعادة النظر فى طريقة التعامل مع ما نسميهم الأشقاء العرب دون تهويل أو تهوين وسنظل نحن المصريون على ما نحن فيه من رقىّ واحترام وهذا أبدا لا ينتقص من قيمتنا ولابد أن نحفظ لمن يحترم مواطنينا جميلة وأبسط قواعد الدبلوماسية هى ما يسمونه المعاملة بالمثل ليعرف كل واحد حجمه وليعرف أن لكل فعل رد فعل ليس مساويا بل لآبد أن يكون أكثر بكثير من الفعل نفسه .

أما ما يدعيّه الجزائريون من أنهم حماة العروبة فليتكلموا العربية أولا قبل أن يدّعوا أنهم حماة القدس والعروبة ولا يزايدون على من قدموا أرواحهم ودمائهم من أجل العرب فى كل مكان.

إن المصريين الذين يسافرون إلى الدول العربية ليسوا فقط مجرد عماله بل منهم الأطباء والمهندسين والخبراء فى كل التخصصات وعلى أكتافهم بنت تلك الدول حضارتها إن كان لها حضارة بل أن مواطنى كثير من هذه الدول معروف عنهم سلوكياتهم السيئة والمشينة فى الدول التى يتواجدون فيها مقابل سلوك محترم ومهذب لكثير من المصريين فى كل مكان يتواجدون فيه والأغرب أن السلوك الشائن لهؤلاء الجزائريين لا يقترن فقط بالعمالة الجزائرية أو الفئات الأقل ثقافة بل يصل إلى أعلى المستويات العلمية وتصرفاتهم العنصرية والهمجية تشهد عليهم فى كل الدول الأوربية التى يدخلونها بشكل غير شرعى محتمين فى لغة المستعمر التى يتحدثون بها ولو كان عندهم عروبة أو نخوة عربية يدعّونها لما احتفوا بلغة المستعمر الغازى ويفخرون بها على حساب اللغة العربية وهم يدعّون كذبا أننا تخلينا عن القضية الفلسطينية ... وهل كانت هذه مباراة فى كرة القدم أم قمة عربيه؟ أم كان هؤلاء البلطجية والمرتزقة هم المندوبون الدائمين للجزائر فى السودان !.

أمّا أن تتحول مباراة فى كرة القدم إلى ساحة قتال بين شعبين فهذه كارثة وأنا أقول لمن يراوغ فى قول الحقيقة كيف يستوى شعب ذهبت النخبة المثقفة من فنانين ومثقفين وسيدات ورجال مجتمع يشجعون فريقهم بشكل راقٍ مع فئة موتوره ومهووسة ومتعصبة؟ أولى بقيادة بلدها أن تحتجزها خلف القضبان!!! كيف تفتخر دوله بأن يكون هؤلاء ممثليها ومشجعيها؟؟ ولمن لا يريد أن يعترف بحقيقة ما حدث فى السودان ماذا يقول فيما حدث فى فرنسا وفى ألمانيا هل هذا تحضر أم تعصب أعمى وتشجيع غبى.

لكن ما يؤلمنى أكثر هو القصور الدبلوماسى من جانب سفارتنا فى الجزائر والسودان والتى كان يجب عليها نقل صورة حقيقية ومدعمة للقيادة السياسية ومتخذى القرار ولابد أن نعترف أن الجانب السودانى كان مغلوبا على أمره فى قضية لا ناقة له فيها ولا جمل.

لقد توحد الشعب المصرى فى هذه القضية وهذا الشعب الطيب الأصيل يشعر بجرح كبريائه وينتظر أن تُرد له كرامته وأن يكون هذا بداية لإعادة النظر ليس فقط فى طبيعة العلاقة مع أى دوله تحاول أن تنال من هذا الشعب بل علينا أن نعيد قراءة هذا الشعب وليكف الذين يشككون فى انتمائه وولائه لمصر وعلى الحكومة التى تعانى من انعدام الثقة بينها وبين الشعب أن تقدم نفسها من جديد وان تتعلم من الموقف وتعلم أنه لا نجاح لها بغير التفاف الشعب خلفها ...

وكفى المصريون ما قدموه لبلدهم وللأمة العربية وإن كان هذا قدرنا فنحن لن نتخلى عنه شريطة أن يكون المقابل احتراما وتقديرا لا حقدا ولا نكرانا....





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة