قال الرئيس مبارك إنه أعرب للرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز، عن القلق من أن جهود السلام لم تحزر تقدما منذ لقائهما فى شهر مايو الماضى.
وأضاف الرئيس مبارك - فى كلمته فى مستهل المؤتمر الصحفى المشترك الذى عقده اليوم الأحد، مع الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز - أننى أكدت تطلع مصر لتجاوب إسرائيل مع استحقاقات السلام ومرجعياته، ولا نريد أن نفقد أى فرص للسلام على الإطلاق.
وأكد مبارك "أننا نريد أولا وقف الاستيطان فى الأراضى المحتلة بما فى ذلك القدس الشرقية، وأن تستأنف المفاوضات حول كافة قضايا الوضع النهائى من حيث توقفت وفق حدود عام 1967 وقرارات الشرعية الدولية للتوصل إلى سلام ينهى معاناة الفلسطينيين ويقيم دولتهم المستقلة.
ومن جانبه قال الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز، إن الطموحات الإيرانية كى تصبح إمبراطورية فى الشرق الأوسط يقف عائقا أمام حل مشكلات المنطقة، مضيفاً أن الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد لا يمثل أى أمل إيجابى لشعوب المنطقة.
وأكد بيريز على عدم السماح بأن يمزق الشرق الأوسط بهذه الطريقة من الخديعة - حسب تعبيره - مشدداً على أن مصر وقائدها العظيم يبذلون جهوداً كبيرة فى هذا الصدد، موضحاً أن جوهر محادثاته مع الرئيس مبارك تركزت على ذلك.
ودعا الرئيس الإسرائيلى إلى التغلب على كل الصعوبات الموجودة وتفادى ما سماها "خيبات الأمل" والنظر إلى المستقبل بتفاؤل، معتبرا أنه من الممكن تحقيق السلام فى المنطقة. وأوضح أن هناك موقفاً فلسطينياً وآخر إسرائيلياً، وكلا الجانبين لديهما آراء مختلفة، مشددا على ضرورة التفاوض لتحقيق السلام وهو أمر ممكن تحقيقه.
وقال بيريز "إننا على قناعة وإنه مازال على قناعة بأنه يتعين وضع كل الجهود والقدرات للاستمرار فى المسيرة السياسية والوصول إلى حل يرضى الطرفين، وإن هذا الرأى يمثل موقف الحكومة الإسرائيلية الحالية. ورأى أن هناك بعض الشروط المقبولة، وأن إسرائيل لا تريد أى معاناة للجانب الفلسطينى، وأنه يتعين العيش ضمن شروط حسن الجوار، مشيرا إلى أنه خلال السنوات 25 التى ذكرها الرئيس كانت سنوات مارس فيها دور القيادة فى إسرائيل، ووجد أن على إسرائيل تقديم الشكر للزعامتين المصرية والإسرائيلية لما تحقق من تقدم حتى الآن.
وأعرب بيريز عن تقديره واحترامه للرئيس الفلسطينى محمود عباس "أبو مازن" لأن نواياه محترمة، وهو يعد السلطة الشرعية للشعب الفلسطينى، وأن إسرائيل تحترم هذا الموقف.
وأشار إلى أنه يتحدث بالنيابة عن دولة إسرائيل، مؤكدا ضرورة العمل سويا للتوصل إلى حل عادل وموثوق وآمن للصراع الطويل بين إسرائيل وبين الفلسطينيين بمساعدة من الجانب المصرى وقائدها الأعظم الرئيس حسنى مبارك.
وبشأن وجود أى نوايا إسرائيلية لإيقاف عملية الاستيطان، قال الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز إن "الحكومة الإسرائيلية ذكرت أنه فور بدء المفاوضات السلمية مع الفلسطينيين لن تكون هناك مستوطنات جديدة فى الميدان، لن تجرى أى استثمارات مالية لبناء المستوطنات فى الضفة الغربية، وسيتم إخلاء المستوطنات غير الشرعية، وما سيبقى بعد ذلك يجب أن نجد له حلا، ونحن مستعدون لذلك".
وأشار بيريز إلى أن قضية المستوطنات يمكن إيجاد حل لها عن طريق المفاوضات بين الطرفين، لكنه أكد ضرورة بدء التفاوض فورا كى يتم حل هذه المشكلة.
وقال الرئيس الإسرائيلى إن "موضوع القدس مختلف عن بقية المواضيع، فالقدس تعتبر ضمن السيادة الإسرائيلية ولا تعتبر مستوطنة، وبالتالى فإن أى تغيير للوضع القائم يجب أن يحدث عن طريق المفاوضات بين الطرفين".
وأضاف بيريز "لا نريد أن نخرج كل يوم بمقترح جديد، علينا أن نتفق ونتمسك بخارطة الطريق الأمريكية، وإذا قام كل طرف بتقديم مقترحات كل يوم فذلك يعنى إعادة المفاوضات من الصفر"، معربا عن قناعته بأنه يمكن حل الخلافات عن طريق المفاوضات إذا بذل كل طرف من الأطراف جهوده.
وأضاف بيريز أن إسرائيل ترغب فى أن يكون للفلسطينيين دولة خاصة بهم، إلا أنه أكد مجددا ضرورة العودة إلى المفاوضات، مضيفا أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنامين نتنياهو معنى بالتوصل إلى حل سلمى بين الطرفين.
وعلق الرئيس مبارك قائلا "إننى تكلمت مع الرئيس شيمون بيريز عن موضوع القدس بصفة خاصة، القدس ليست مشكلة فلسطينية فقط وإنما هى مشكلة تهم كل مسلم فى العالم، فإذا لم نصل إلى حل للقدس وعدم تهويدها، فإن إسرائيل ستكسب عداء كل المسلمين فى العالم، ولقد شددتُ على هذا الموضوع لأننا نريد أن تكون القدس أحد الموضوعات المطروحة على طاولة المفاوضات".
وبدوره قال بيريز "إننا نحترم جميع الأديان ونؤكد لأصدقائنا المسلمين أننا نحترم تماما قدسية هذه الأماكن، ونود أن نبين هذا الاحترام لهذه الأماكن المقدسة ولا نود إطلاقاً أن نخلق مشاكل مصطنعة حول القدس".
وبشأن رفض إسرائيل الانضمام لمعاهدة حظر أسلحة الدمار الشامل، بينما تضغط بقوة لإجهاض المشروع النووى الإيرانى، قال بيريز "نحن لا نهدد أى طرف، ولكن إيران هى من تهدد أمن إسرائيل، ولابد أن توقف إيران كل التهديدات والخطط الرامية لتدمير إسرائيل، نحن لا نهدد أى طرف ولسنا عدواً لأى طرف، والإيرانيون ليسوا أعداء لإسرائيل، ولكنا ضد القيادة القائمة حاليا فى إيران".
طالع نص كلمة الرئيس مبارك فى المؤتمر الصحفى المشترك
مبارك يعرب عن قلقه أن جهود السلام لم تحزر تقدما
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة