قال فاروق حسنى وزير الثقافة، إن الدراسات العلمية والأثرية الحديثة أثبتت أن أمراض القلب وخاصة مرض الشريان التاجى ليس مرضا عصريا نتيجة لأسلوب الحياة التى يحياها الإنسان فى هذا العصر ولكنه يمكن أن يكون مرضا جينيا كان معروفاً منذ القدم، وعانى منه قدماء المصريين. وأضاف أن هذه النتيجة توصل إليها فريق علمى طبى أثرى برئاسة الدكتور عبد الحليم نور الدين أستاذ اللغة المصرية بكلية الآثار جامعة القاهرة بالتعاون مع جمعية القلب الأمريكية.
ومن جانبه أوضح الدكتور زاهى حواس أمين عام المجلس الأعلى للآثار أن هذه النتائج توصل إليها فريق العمل باستخدام تكنولوجيا العلم الحديثة بعد فحص عشرين مومياء كانت موجودة بمخازن المتحف المصرى بالأشعة السينية لمعرفة ما إذا كانت أمراض القلب هى أمراض وليدة العصر أم أمراض قديمة، وكانت النتيجة أن هذه الأمراض عانى منها المصريون القدماء، حيث وجد الفريق العلمى أن تسع مومياوات من العشرين مومياء التى تم فحصها كانت تعانى من مرض تصلب الشرايين وسبعا آخريات يعانين من تكلس الأوعية الدموية فى القلب وأن من أقوى المومياوات التى عانت من هذا المرض "تصلب الشرايين" هى سيدة تدعى راى RAY وهى المربية الخاصة بالملكة أحمس نفرتارى وأنها عاشت بين ثلاثين وأربعين عاما.
كما أكد حواس أن الدراسات العلمية التى أجراها منذ عامين على مومياوات ملكية لمعرفة وتحديد مومياء الملكة حتشبسوت أثبتت أن المصريين القدماء كانوا يعانون من أمراض فى القلب حيث إن فحص مومياء الملك تحتمس الثانى ( 1516-1504 ق.م) زوج الملكة حتشبسوت كان يعانى من مرض فى القلب أدى إلى وفاته.
من جانبه قال الدكتور عادل علام أستاذ القلب بكلية الطب جامعة القاهرة، إن الفريق الطبى أوصى الفريق الأثرى بالقيام بدراسة متعمقة لمعرفة أسلوب الحياة الذى عاشه أصحاب المومياوات التى تم فحصها وذلك للتأكد ما إذا كانت أمراض القلب جينية أم نتيجة للأسلوب الخاطئ فى ممارسة الحياة والتشبث ببعض العادات السيئة كالتدخين والخمول وعدم ممارسة الرياضة وتناول الأطعمة الدسمة وخاصة أنه معروف أن المصريين القدماء كانوا يأكلون كميات كبيرة من اللحوم الحمراء والأوز والبط ، كما أنهم استخدموا الملح فى حفظ الطعام وخاصة اللحوم والأسماك، مما أدى إلى زيادة ارتفاع نسبة ضغط الدم وهو أحد أسباب تصلب الشرايين وخاصة شرايين القلب.
أما د/ عبد الحليم نور الدين والذى ترأس الفريق الأثرى فأوضح أن الدراسات أثبتت أن أمراض القلب كانت منتشرة بين أفراد الطبقات العليا فى المجتمع وذوى المستوى المعيشى المرتفع حيث أن المومياوات التى تمت عليها الدراسة وكانت تعانى من المرض كانوا من رجال البلاط الملكى وكبار رجال الدين والذين كانوا ينعمون برغد فى العيش وقلة الحركة.
وأضاف نور الدين، أنه من المرجح أن أمراض القلب هى أمراض مرتبطة بالحضارة المصرية القديمة حيث أن المصريين القدماء كانوا يستخدمون الملح بكثرة لحفظ الطعام، مما أدى إلى ارتفاع نسبة الضغط فى الدم كما أنهم كانوا يأكلون كميات من اللحوم الحمراء العالية الدسم مما أدى إلى ارتفاع نسبة الكوليسترول فى الدم وهما من أهم أسباب أمراض القلب وللتأكد من هذه النظرية يجب دراسة مجموعة أخرى من المومياوات وخاصة تلك التى عاشت فى الواحات مثلاً حيث أنهم كانوا أكثر حركة ونشاطا لأنهم يعيشون فى منطقة نائية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة