لم أشاهد فى حياتى شعبا يقف على خط واحد وعلى قلب رجل واحد مثل الشعب المصرى الشقيق الذى أظهر وحدة وطنية حقيقية متكاملة بجميع فئاته وذلك من خلال الأزمة الأخيرة التى خلفتها مباراة مصر والجزائر، لقد اثبت الشعب المصرى حبه وولاءه الشديد لبلده ولأبناء بلده وأنه شعب لا يرضى بالذل والمهانة التى قد تنال من عزة ومكانة أى فرد ينتمى لأرض الكنانة، فهذه الثورة الشعبية التى وحدت جميع القنوات الفضائية المصرية سواء الحكومية منها أو الخاصة كانت محل إعجاب وتقدير جميع المتابعين للشاشات الفضية فى العالم العربى وذلك خلال الأيام الماضية التى تلت المباراة الشهيرة حيث شاهدنا معظم فئات الشعب المصرى من مسئولين وعلماء دين وأساتذة جامعات وفنانين ورياضيين يشكلون كتلة واحدة ضد الأحداث الغوغائية التى قامت بها جماهير الجزائر فى السودان والتى لا تمت إلى الرياضة بل إلى كل المعانى الإنسانية والإسلامية بصلة والتى أظهرت الفرق الشاسع فى الأخلاق ما بين شعب يتجرع الهمجية ويعشق الدم وإثارة الفوضى كالشعب الجزائرى وشعب آخر تغلبه الطيبة ويتعامل بكل احترام ولباقة وثقافة وهو الشعب المصرى، وأنا هنا لا أتجنى على الجزائريين بل أتحدث من خلال وقائع يسردها التاريخ فالشعب الجزائرى عاش لفترات طويلة فى نزاعات داخلية وحروب طاحنة وإراقة دماء فى فترة الثمانينات وبداية التسعينيات بسبب هذه الهمجية التى تشكل سلوكه فى المقابل عاشت مصر خلال تاريخها العتيد فى سلم وسلام وكانت ولا تزال ملتقى جميع العرب حيث يزورها الجميع سنويا سواء بقصد السياحة أو بهدف الدراسة وتلقى العلوم.
فهنيئا لكم أيها المصريون بهذه الوحدة التى تفتقدها بعض الشعوب فى الدول العربية الأخرى التى تحسدكم عليها، وكم ستكون أحوالكم أفضل فى المستقبل فيما لو استغلت هذه الوحدة فى أمور أكثر أهمية من الرياضة وكرة القدم وهى أمور مازال الشعب المصرى يعانى الأمرين منها ويأتى فى مقدمتها الفقر الذى ضرب جميع أركان مصر وكذلك البطالة المتضخمة وسوء الخدمات والفساد الإدارى والمالى وغيرها من الأمور التى يعلمها المصريين أنفسهم، فلو حصل أن سجلت نفس تلك الردود الفاعلة التى صاحبت المباراة وتكررت مرة أخرى لمناقشة هذه الأمور الأساسية التى تهم مستقبل الشعب المصرى ومستقبل أبناءه لوجدت الحلول الناجعة التى تضمن القضاء على تلك المشاكل ولعاش الشعب بعد ذلك فى مستوى معيشى أفضل فالوحدة الوطنية الشعبية بإمكانها أن تصنع المعجزات ولذلك يتوجب على المصريين مواصلة هذه الوحدة تجاه كل ما يهم إصلاح أمور دينهم ودنياهم وأن لا تقف اهتماماتهم على كرة القدم فقط .
خـالد الخــلاوى يكتب من السعودية:يا مصريين: افرحوا بوحدتكم ولا تجعلوا الكرة أكبر همكم
الأحد، 22 نوفمبر 2009 12:11 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة