الحجاج غير مهتمين بالمخاوف من أنفلونزا الخنازير

السبت، 21 نوفمبر 2009 02:24 م
الحجاج غير مهتمين بالمخاوف من أنفلونزا الخنازير حجاج بيت الله الحرام
مكة المكرمة(أ.ف.ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل أيام من بدء مئات آلاف الحجاج مناسك الحج، تكثف السلطات السعودية إجراءاتها الصحية الوقائية من فيروس أنفلونزا الخنازير الذى لا يبدو أن الحجاج يولونه الكثير من الاهتمام.

وبدأت جموع حجاج بيت الله الحرام فى التوافد منذ أيام على مكة المكرمة للعمرة والطواف فى انتظار انطلاق مناسك الحج الأربعاء بيوم التروية الذى يتوافدون فيه على مشعر منى استعدادا للوقوف بجبل عرفات يوم الخميس حيث يؤدون أعظم أركان الحج.

ولا يبدى غالبية الحجاج قلقا واضحا إزاء المرض لكن عددا كبيرا من رجال الشرطة والأمن فى داخل الحرم وفى محيطه وبعض الحجاج يضعون كمامات للوقاية من العدوى.

ويشير الرازى وهو مدرس ماليزى (59 عاما) إلى أنه يضع كمامة على انفه وفمه "تحسبا من العدوى من مرض أنفلونزا الخنازير أو حتى الرشح".

وقال الحاج الفلسطينى إبراهيم كنعان، إن قلة من الحجاج يضعون كمامات واقية من الفيروس.
ويؤكد الحلاق المصرى خالد الذى يقيم فى مكة المكرمة أنه يستقبل الحجاج فى محله "دون أية مخاوف من انتقال العدوى".

فى هذه الأثناء أعلن وزير الصحة السعودى عبد الله الربيعة أن 12 مصابا بفيروس "إتش1 إن 1" عولجوا تماما من هذا الوباء من بين 20 حالة اشتباه بالمرض سجلت.

وأوضح أنه تمت تهيئة 14 مستشفى فى مكة المكرمة والمناطق المقدسة التى يزورها الحجاج خصوصا منطقتى منى وجبل عرفات وتضم هذه المشافى المجهزة بكافة المعدات الطبية 2782 سريرا إضافة الى 244 سريرا للعناية المكثفة.

ووضعت لافتات ولوحات إعلانية فى كل مكان لإرشاد الحجاج إلى طرق الوقاية من المرض، بينما تم رفع غالبية السجاد من داخل الحرم تحسبا من انتشار العدوى.

كما تم تزويد الحمامات فى داخل الحرم والمرافق العامة بمعقمات ومواد صحية يحرص عاملون على تغييرها قبل أن تنفد إضافة إلى آلاف من قوارير مياه زمزم الصحية.
غير أنه يبدو أن الحجاج واثقون من أن خطر الإصابة بالفيروس ضعيف، كما أن بعضهم يعتبر أنه جرى تضخيم الأمر.

وقالت أم سعيد وهى حاجة موريتانية "الحجاج يتولون العناية بأنفسهم بأنفسهم ولسنا بحاجة إلى كل هذه الإجراءات" مضيفة "أكثر من مليون حاج يصلون فى الوقت نفسه إلى الحرم المكى ولا مؤشر على تفشى العدوى" معتبرة أن فيروس "إتش1 إن1" كذبة أمريكية وخدعة لبيع اللقاح ونشر الخوف".

بيد أن صالح الحاج البحرينى تساوره مخاوف وقال "حين يعطس أحدهم أحول وجهى إلى الناحية الأخرى" مضيفا أن الأمر فى نهاية المطاف "بيد الله".

ويضطر الحجاج القادمون من خارج مكة للوقوف عند عدد من حواجز الشرطة والأمن، حيث يخضعون الى تدقيق فى جوازات السفر وتأشيرات الدخول، وفى بعض الأحيان ينتظرون ساعات عدة خصوصا فى وقت الذروة مع ساعات المساء.

وتقول آمنة (33 عاما) "توجهنا إلى مكة بعد وصولنا الى مطار جدة وتوقفنا على حاجز الشميسى (بوابة مكة للقادمين خصوصا من جدة) ساعة ونصف الساعة بسبب الازدحام الكبير لمئات السيارات".

وتضيف هذه المدرسة القادمة من قطر للحج والتى كانت بصحبة والدها "دققوا فى تاشيرة الدخول قبل أن نمر بسهولة لكن المشكلة الانتظار والتعب".

ويقول ضابط أمن طلب عدم ذكر اسمه "نسعى لمساعدة الحجاج.. هذه إجراءات أمنية عادية ضرورية من أجل أمن وسلامة ضيوف الرحمن".

وينتشر أفراد أمن فى كل الطرقات والمداخل المؤدية خصوصا إلى الحرم المكى ومناطق المشاعر المقدسة.

ولا يمنع الازدحام غير العادى عند دخول الحرم رجال الأمن من التدقيق وتفتيش الحقائب التى تثير شكوكهم وأاحيانا تنشغل نساء يرتدين النقاب الأسود فى تدقيق حقيبة امرأة.

ويقول حيدر (30 عاما) وهو شاب إيرانى تم تفتيش حقيبته عدة مرات لدى دخول الحرم "طلب (الأمن) منى فتح حقيبتى دون أن يسالوا عن جنسيتى أو أصلى، وكان بداخلها حذاء وسجادة للصلاة" وتابع "التفتيش اعتيادى لأى شخص لا أشعر أنهم يقصدونى.. ونحن نحترم قوانين هذا البلد".
ومن المتوقع أن تقيم البعثة الإيرانية تجمعا أثناء الوقوف على جبل عرفات لإعلان "البراءة من المشركين".

وكان نائب رئيس البعثة الإيرانية على قاضى عسكر قال إن "مراسم البراءة من الكفار والمشركين والظالمين، تقليد سنوى عادى ولن تكون مخالفة لقوانين وأنظمة الحكومة السعودية".

وتزدحم طرق مكة بمئات آلاف الحجاج الذين يتوجهون إلى الحرم المكى بواسطة حافلات صغيرة غالبيتها قديمة يعمد بعض سائقيها إلى رفع الأسعار من ريال واحد (0.28 دولار) إلى خمسين ريالا (14.2 دولار) فى أوقات الصلوات، رغم أن السيارات لا تكاد تسير من فرط الازدحام.

فى المقابل يطوف متصدقون من الأغنياء على سكن الحجيج خصوصا الفلسطينيين والعراقيين منهم، لتوزيع صناديق فيها الاف وجبات الطعام.

ولا تخلو المدينة المقدسة من حوادث مرورية يسعى الدفاع المدنى لمعالجتها سريعا فى الوقت الذى يطرح فيه تواجد مئات آلاف الحجاج فى رقعة صغيرة نسبيا تحديا تنظيميا وأمنيا.

وخصصت السلطات السعودية حوالى 13750 عنصرا وضابطا للدفاع المدنى فى المشاعر المقدسة، مزودين بـ3000 من المعدات و900 سيارة حسبما يقول الفريق سعد التويجرى مدير عام الدفاع المدنى.

ويشير وزير الشئون البلدية والقروية، حبيب زين العابدين، إلى أنه تم تركيب 600 كاميرا على الأقل فى منطقة رمى الجمرات (منى) لمراقبة الحجاج وضمان سلامتهم.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة