قال مارتن انديك مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشئون الشرق الأوسط سابقا، إنه على الرغم من نجاح إدارة الرئيس الأمريكى السابق بيل كلينتون من إبرام أول اتفاقية رسمية مباشرة بين الجانب الفلسطينى وإسرائيل عام 1993، إلا أن محاولاتها ارتدت إلى نقطة البداية، فى ظل التوسع الاستيطانى الإسرائيلى والانقسام الفلسطينى الداخلى.
وأشار انديك فى حواره مع برنامج "آخر كلام" الذى يقدمه الإعلامى يسرى فودة، إلى أن الوضع الحالى أكثر صعوبة بالنظر إلى حل الدولتين، حيث لفت إلى أن صراعا جديدا قد يتفجر عندما تسعى حماس لإقامة الدولة الإسلامية بغزة، الأمر الذى ترفضه السلطة الفلسطينية ويرفضه المجتمع الدولى الذى يعتبر حماس منظمة إرهابية، مشيرا إلى قول الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز فى التسعينات "إن مثل التاريخ مثل حصان يعدو خلف نافذته"، لافتا إلى أن المحنك والذكى فقط هو من يستطيع جلب هذه النافذة إلى الخلف حيث الوضع الطبيعى.
وعن خطاب الرئيس الأمريكى باراك أوباما بالقاهرة، قال انديك إن أوباما تعمد بهذا الخطاب أن يوضح للعالم العربى أن أمريكا أبعدت يدها تماما عن إسرائيل فى تلميح إلى عزمه إحراز تقدم فى حل الصراع العربى الإسرائيلى لصالح الفلسطينيين مما أثار غضب الإسرائيليين، موضحا أن شعبية أوباما فى إسرائيل الآن لاتتعدى 4%، موضحا أنه إذا حقق أوباما شعبية واسعة داخل إسرائيل فمن الممكن إحراز تقدم فى عملية السلام بالشرق الأوسط.
ونوه إنديك بأن هذا الخطاب هو العامل الرئيسى وراء إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو على المضى قدما فى التوسع الاستيطانى، مشيرا إلى أن هذا القلق الإسرائيلى من أوباما يرجع إلى أن علاقته بكلينتون كانت هشة وصعبة للغاية، وخشيته من أن تسير الأمور بينه وبين أوباما على نفس الطريق، فلجأ إلى إظهار قدرته على إدارة العلاقة مع أمريكا وفى الوقت نفسه إظهار مدى قدرته على إرضاء شعبه من خلال الاستيطان وتحدى "العدو".
ولفت انديك إلى أن نتياهو على المستوى السياسى شخصية براجماتية تعمد إلى إرضاء أطراف القوة التى تتمثل بالنسبة لإسرائيل فى أمريكا والشعب الإسرائيلى، فيصبح مطاطيا "يوتر الأوضاع من هنا ويرخيها من الطرف الأخر" ليبدوا أكثر مرونة واستعدادا للتفاوض للوصول إلى سلام حقيقى.
وعن تصريحات نتنياهو عن القدس وتأكيده بأنها عاصمة إسرائيل، قال انديك إن "القدس لايمكن أن تكون حكرا على دين دون آخر"، إلا أنه أشار إلى أن الحل النهائى لم يتطرق إلى قضية القدس أو تقسيمها، مقترحا أن تكون القدس عاصمة الدولتين من خلال تقاسم السلطة بها.
واقترح انديك فرض الوصايا الدولية على غزة والضفة الغربية إلى حين يكتمل بناء السلطة الفلسطينية ومؤسسات إدارة الدولة، قائلا"لابد أن تكتمل مؤسسات الدولة أولا فى القطاعين حتى لا نفاجأ بصراع جديد داخل الدولة الفلسطينية نفسها، مشيرا إلى أنه بذلك يمكن تأجيل مفاوضات السلام لسنتين تصبح دولة فلسطين القادمة تحت الوصاية الدولية لحين اكتمال مؤسساتها.
وعن احتمالات اللجوء لفتح قنوات سرية للتفاوض مع سوريا، قال انديك إن الضغوط الدولية والإقليمية والعربية تجبر الحكومة الإسرائيلية على التفاوض كما حدث فى عهد الملك حافظ الأسد، حيث لجأت إسرائيل إلى مفاوضات غير مباشرة جرت بين نتنياهو والأسد حين كان نتنياهو رئيساً للوزراء بين عامى 1996 و1999، عبر وسيط أمريكى هو رجل الأعمال اليهودى رونالد لودر.
وتوصل الطرفان حينها إلى اتفاقية نصت على أن "تنسحب إسرائيل من الأرض السورية المحتلة عام 1967 إلى خط يرتكز على خط الرابع من حزيران 1967"، ويعنى ذلك انسحابا كاملاً من كل الأراضى السورية التى احتلت فى ذلك العام.
ولفت انديك إلى أن الحكومة الإسرائيلية قد تتنازل عن الجولان لتحسين علاقتها بسوريا وعزلها عن إيران وحزب الله، إلا أنها لا تستطيع التخلى عن الضفة الغربية أو القدس لأن اليمين الذى تنتمى إليه الحكومة يعتبر الضفة جزءا من دولة إسرائيل الكبرى.
وأخيرا، أعرب انديك عن أمله فى أن تتوصل إدارة أوباما لتسوية سريعة للقضية، مشيرا إلى أن تحقيق السلام يلزمه تأييد ومساندة من العالم العربى، مشددا على ضرورة أن يشرع أوباما فى بدء مفاوضات الحل النهائى فورا حفاظا على أرواح الأبرياء من الطرفين.
إنديك فى حوار مع يسرى فوده: التوسع الاستيطانى هو رد إسرائيل على خطاب القاهرة.. والمفاوضات مع سوريا يمكن أن تتخذ قنوات سرية.. وشعبية أوباما قد تحقق السلام
السبت، 21 نوفمبر 2009 12:25 م
مارتن انديك مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشئون الشرق الأوسط سابقا
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة