يعتبر السائحون الأجانب الشيشة والمقاهى المصرية من أهم عناصر الجذب السياحى لهم، خصوصا فى المناطق الأثرية القديمة بوسط القاهرة، حتى إنها تعد معلما من معالم هذه المنطقة، إلا أن انتشار مرض أنفلونزا الخنازير أثار جدلا كبيرا حول دور هذه الشيشة فى نقل المرض، وهو ما أدى إلى قيام وزارة الصحة بحظر "الشيشة" فى بعض الأماكن السياحية.
أصحاب شركات السياحة والمقاهى أبدوا استياءهم من القرار، وقالوا إنه سيؤدى إلى تسريح الكثير من العمال الذين كانوا يقومون بتقديم الشيشة للسائحين، بالإضافة إلى إحجام عدد كبير من السائحين أنفسهم عن زيارة المناطق الأثرية فى القاهرة مثل منطقة الحسين لأنها ستفقد طابعها الخاص بدون الشيشة.
الخبيرة السياحية آمال لهيطة رئيس مجلس إدارة شركة مينا فيل للسياحة، أكدت أن تدخين الشيشة يعد من أول الأشياء التى تجذب نظر السياح عندما يزورون منطقة حى الحسين بشكل خاص، فهى تمثل بالنسبة لهم تجربة جديدة ولا يمكنهم تكرار هذه التجربة عند عودتهم إلى بلادهم، حيث لا توجد لها مثيل هناك، خاصة فى أمريكا ومعظم الدول الأوروبية باستثناء تركيا.
وأضافت أنه يمكن منعها بالنسبة للمصريين، ولكن بالنسبة للسائح يجب عدم إلغائها بشكل نهائى لان السائحين يعتبرونها ميزة فريدة للمكان وتجعل به خصوصية لا يجدونها فى أى أماكن أخرى، ولذلك يحرص كثير منهم على شراء الشيشة قبل مغادرتهم مصر كتذكار من المكان.
وعن أصحاب المقاهى يقول صاحب مقهى باريس الشرق إن خسائرنا تقدر بآلاف الجنيهات يوميا فالأجانب يأتون من أجل الشيشة لكن منعها جعل الزبائن يغادرون عندما لا يجدونها، كما استغنت المقاهى عن العمال الذين يقدمون الشيشة للزبائن ولكن لم يطبق الحظر الحكومى على كل المناطق فلا تزال الشيشة موجودة فى كثير من أحياء القاهرة فيمكن للسائحين أن يتوجهوا ببساطة إلى مناطق أخرى غير حى الحسين فلماذا يتم الحذر فى حى الحسين فقط، هل ضمنت وزارة الصحة أن هذه المنطقة خاصة بها انتشار لفيروس أنفلونزا الخنازير؟!
ويتفق معه محمد حسين أحد العمال فى مقهى الحسين، مضيفا أن قوات الشرطة تقتحم المقاهى بعنف وتقوم بتكسير الشيش فى المقاهى، فى حين سمحت لبعض المقاهى باستخدام الشيشة ولكن بشرط استخدام خراطيم صحية للاستعمال الفردى فقط، ولكنها تمثل تكلفة مضاعفة على المقاهى وسعرها حوالى خمس جنيهات، وقال إنه يمكن إيجاد حلول منها تقديم الشيشة مع فرض رقابة دائمة لتضمن وزارة الصحة عدم انتقال المرض.
ومن جانبه يقول عطوة محمد عطوة رئيس فرع القاهرة الكبرى بجهاز شئون البيئة، إن لائحة القرار رقم 4 الصادر لسنة 1994 مادة 164 منه جاء فيها ثلاثة اشتراطات للمقاهى حتى لا تكون مخالفة وتتعرض لغرامات أو قضايا، أولا أن يكون هناك حيز خاص لشرب الشيشة بالمقهى بنسبه ثلث المساحة الكلية مع وجود ستائر هوائية على الأبواب والنوافذ، ثانيا وجود مدخنة حتى لا يؤثر دخان الشيشة على المناطق السكنية المحيطة، ثالثا عند تدخين الشيشة خارج المقهى فيلزم أن يكون بعيدا 500 متر من أى مسطح سكنى.
وتابع أنه تم تشكيل لجان على مستوى مناطق محافظتى القاهرة والجيزة مكونة من اختصاصيين فى البيئة والصحة والطب الوقائى، وذلك للحد من ظاهرة أنفلونزا الخنازير، ولكن لم يصدر قرار بمنع تدخين الشيشة نهائيا.
وأكد عطوة أن الإدارة العامة للتفتيش البيئى بجهاز شئون البيئة هى التى تولت القيام بعدد من الحملات التفتيشية المفاجئة على المقاهى فى محافظات القاهرة وحلوان وجهاز مدينة القاهرة الجديدة، وستقرر الوزارة غرامات مالية ليس فقط على أصحاب المقاهى، ولكن على المواطنين أيضا الذين يدخنون فى أماكن مغلقة.
أما بالنسبة للنقطة التى يثيرها أصحاب المقاهى بأنه يتم تفتيش المقاهى بشكل عنيف أو به إهانة فهذا الأمر به نوع من المبالغة نوعا ما من قبل أصحاب المقاهى فالحملات التفتيشية تقوم بعملها فقط ولا تتعرض لأى شخص سواء صاحب المقهى أو العمال أو من يقوم بالتدخين.
يذكر أن محكمة جنح إمبابة دائرة البيئة غرمت عادل سيد صاحب مقهى 10 آلاف جنيه لاتهامه بتلويث الهواء، بعدما تمكن مأمور الضبط القضائى بجهاز شئون البيئة واللجنة المرافقة له من ضبط صاحب المقهى يعرض الشيشة على الزبائن بدون تصريح ودون توافر شروط البيئة.
بسبب أنفلونزا الخنازير
إلغاء "الشيشة"من المقاهى الأثرية يهدد السياحة فى"الحسين"
السبت، 21 نوفمبر 2009 08:57 م
أصحاب المقاهى فى الحسين تضرروا من إلغاء الشيشة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة