على خليل يكتب.. إحنا انضربنا على قفانا

الجمعة، 20 نوفمبر 2009 04:05 م
على خليل يكتب.. إحنا انضربنا على قفانا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"أربع هزائم فى مباراة واحدة".. هذه هى العبارة التى يمكن أن نصف بها ما حدث الأربعاء الماضى خلال وعقب مباراة المنتخب المصرى مع "شقيقه" الجزائرى على أرض "الشقيقة" الثالثة السودان، ـ الإخوة التى أمسيت أشك فيها ـ فما حدث من الجانب الجزائرى لا يمت بصلة إلى الأخوة لا من بعيد أو من قريب، وكذلك تقصير الجانب السودانى فى حماية المصريين، بغض النظر إذا كان ذلك برضاهم أم لا.

الهزيمة الأولى التى منى بها المصريون كانت من لاعبينا الذين قدموا مباراة "لا بأس" بها ولم يجهدوا أنفسهم من أجل إسعاد الملايين، الذين وقفوا خلفهم بكل الطرق وبطريقة لم تحدث من قبل، فكان لزاماً عليهم أن يضعوا هؤلاء الجماهير فى حسبانهم ومحاولة إسعادهم بأى طريقة كانت، فالمنتخب الجزائرى ليس بأفضل منهم، وهذا ما لم يحدث، وبات الشعب المصرى مغموماً كعادته، ورجعت القاهرة إلى هدوئها وسكوتها وخنوعها القديم.

الهزيمة الثانية هى تعدى المشجعين الجزائريين على الجماهير المصرية بطريقة وحشية وعنيفة، أقل ما توصف به أنها همجية بربرية غير إنسانية، ولا تدل بأى حال من الأحوال على أن الفريقين عربيان، فما حدث من ترويع لأبناء مصر وتعدٍ عليهم بدون سبب لا يمت بشىء لكرة القدم التى هى أخلاق ومنافسة شريفة قبل أى شىء، هذا العنف ظهر جلياً أمام الجميع، فالنية كانت مبيتة، كما جاء فى وسائل الإعلام من أن الجزائر سخرت طائرات الجيش لنقل المشجعين الجزائريين للسودان، وإمدادهم بـ"المؤن" التى لم تفصح عن ماهيتها، وأظن كما ظن الكثيرون ـ مع العلم أن ليس كل الظن إثم ـ أن ما حدث للمصريين بالسودان هو موقف جزائرى رسمى، ونرجو من حكومتنا الكريمة ورئيسها الموقر أن تبحث عن حقنا الذى ذهب تحت الأقدام.

الهزيمة الثالثة والتى لم تخطر على بالنا جميعاً، وهى تقصير الأمن السودانى ـ الذى توقعنا جميعاً أنه سيعمل على حمايتنا لما بيننا من الإخوة والعلاقات الطيبة ـ فى حماية المصريين وتأمين الشوارع من وإلى استاد أم درمان الذى شهد المباراة الفاصلة بين مصر والجزائر، مما عرض المصريين للتعدى عليهم وإهانتهم شر إهانة، وإن كنا نلتمس للإخوة السودانيين العذر، وربما وقع هذا الخطأ بدون قصد، إلا أن ذلك لا يغفر تقصير الأمن السودانى الذى لم يكن على قدر الحدث، ولم يعطه قدر حقه، فكيف سمح بوجود المشجعين الجزائريين فى شوارع العاصمة بدون أمن وبدون سيطرة، وكيف سمح لهم بشراء الأسلحة البيضاء من مطاوى وغيرها.

الهزيمة الرابعة والأهم أننا كمصريين منينا أنفسنا بالفوز لدرجة أننا اعتبرنا أنفسنا صعدنا للمونديال، مما جعل وقع الهزيمة شديداً علينا، وشعرنا بكمية رهيبة من الإحباط والفشل، هذا الفوز الذى لم يأتِ كنا نريد به الهرب من هموم كثيرة ومشاكل أدمنت ملاحقتنا ولم تترك لنا سبيلاً للفرح.

وفى النهاية نقول لمسئولينا الكرام ابحثوا عن كرامة المصريين التى انتهكت بكل الطرق.. إلى كل مسئول نريد موقفاً واضحاً لمرة واحدة فى حياتنا.. نرجوكم استرجاع كرامة المصريين.. وبلاش عبارات نشجب وندين ونرفض التى لم تأتِ بنتيجة طوال عمرها.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة