سامى عبد الجيد يكتب.. معاهدة "فيفا بيكورة" للتقسيم

الجمعة، 20 نوفمبر 2009 10:56 ص
سامى عبد الجيد يكتب.. معاهدة "فيفا بيكورة" للتقسيم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جلس بجوارى - فى العقد السابع من عمرة وربما أكبر – كان يحدث نفسه بصوت مكلوم ومكتوم - كل تقاطيعه تنم عن حالة من القرف والحزن - سألته ماهى جنسيتك قال مصرائيلى - تعجبت أى جنسية هذه – لكنه بادرنى بالقول ألا تعلم بأن هناك سعودائيلى وأردنئيلى.

ولكن قبل أن أتحاور معه سألته عن رأيه فى مباراة مصر والجزائر وما حدث خلالها وقبلها من مناوشات إعلامية واعتداءات سافرة من المشجعين الجزائريين على المصريين فى السودان – قال لى : همومى أكبر من ذلك.

صارحته بأنه لماذا كل هذا التشاؤم – قال ياخى لأنه تم تسييس الكرة – فكلا النظامين فى الجزائر ومصر لديهم مشاكل – الفقر والبطالة والصحة والجوع والتعليم _ ونفس نظرية الحكم الفرد . ونفس آلية الحكم من محاصرة الأحزاب والتيارات الدينية.

ثم استكمل حديثه وقال ألا تتذكر مقولة تصدير الثورة - هذا بالنسبة لإيران – هذا ما يحدث الآن بين الجزائر ومصر - وهو تصدير حالة الغضب الموجودة داخل المجتمع الجزائرى والمصرى . أفضل من انفجارها بالداخل، فتؤذى الحكام والجالسين على العرش – وتحرق المستفيدين من تواجد تلك الأنظمة.

هذه الأنظمة لا تعمل إلا لما يخدم مصالحها – وبربك قل لى ما سبب كل تلك الحرب الإعلامية والكلامية على الصحف والفضائيات – وما الثمار التى سوف نحصدها . ثم أضاف ياسيدى الفاضل هل اكتفت مصر بعلاقاتها من الدول العربية بالسعودية والأردن وأيضا إسرائيل؟

ألا تعلم ياسيدى الفاضل أن إيران نجحت فى كسب ود المغرب الشقيق – وأيضا تونس - وها نحن نقدم لها الجزائر على طبق من فضة – ومهما قيل عن حب السودان لنا - فكلنا يعرف بأن لإيران تواجدا هناك، قطر والبحرين وسوريا ليس بخفى أنها تميل إلى الدولة الإيرانية أكثر من المصرية.

فلماذا نسعى من أجل كرسى لن يدوم لأحد فى تقسيم العالم العربى من جديد – ونقيم معاهدة فيفا بيكورة لتقسيم العالم العربى – بدلا من معاهدة سايكس بيكو .

أين العقل والحكمة، ولماذا نضحك على شعوبنا بهذه الشعارات . هل علمت أنا الآن لماذا أنا مهموم وحزين. أنا ياسيدى أحمل هموم الدنيا كلها فوق كتفى منذ زمن ولكن وكأنى أحرث فى الماء فلا جدوى وليس هناك من يسمع أو يحاول أن يفهم.
لعن الله أى نظام لا يهمه إلا الكرسى ولا ينظر فيما جاء فى كتاب الله عن آية الكرسى.

لم يعطنى فرصة للحديث - ربما لأن ماقاله وافق هواى ومع تفكيرى - فلم أحاول أن أتواصل معه وانتقلت عدوى الهمهمة والتكشيرة علت ملامحى - فانتظرت أول محطة وصول حتى أقفز من جانبه إلى الهواء الطلق وظللت أفكر فى معاهدة فيفا بيكورة لتقسيم الدول العربية والتى صدرت من الداخل ولم تأت إلينا من الخارج.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة