سبق وأن كتبت مقالا بأننا "المصريون" لسنا عربا، واليوم وبعد مصيدة أو موقعة الغدر الحربية فى أم درمان التى نصبتها الحكومة الجزائرية بإرسال بعض الخارجين على القانون من فتوات الجزائر، لاغتيال شعب مسالم راح يشجع فريقه فى كرة القدم، أستطيع تأكيد كلامى السابق بأننا لسنا عرباً، وبات من المؤكد أن مباراة مصر والجزائر تحولت إلى كارثة حقيقية فى التاريخ السياسى لمصر، وحقيقة الأمر أن مباراتى كرة القدم ليستا هما السببان الحقيقيان لما حدث، لأن الفائز فيهما لن يتخطى الدور الأول فى مباريات كأس العالم 2010، فإذا كان الإعلام فى كل من الدولتين هما السبب المزعوم لهذه المعركة المؤامرة، فإننا لو كنا حقيقة عرباً لما تآمر علينا الجزائريين الرسميين.
صحيح أن التعبئة الإعلامية غير المسئولة فى مصر وفى الجزائر، قد نجحت فى حشد جماهير مليونية فى مصر والجزائر، وحولت حب الكرة والتشجيع المشروع لكل فريق إلى ميدان لاغتيال براءة المدنيين من المشجعين المصريين فى السودان يوم 18 من نوفمبر 2009.
أن بعض من يسمون أنفسهم مجازاً بالإعلام الرياضى المصرى خاصة فى بعض القنوات الفضائية الجديدة التى تلهث وراء الحصول على الإعلانات على شاشاتها حتى ولو كان على حساب الإثارة المصطنعة لبعض مندوبى تلك القنوات من مقدمى البرامج الرياضية من لاعبى الكرة حملة ادعاء العلم ببواطن الأمور والخبرة الإعلامية، فالإعلام الرياضى فى مصر إعلام عشوائى تحركه الإعلانات والعائد منها.
وقامت بعض الصحف المصرية والجزائرية الهابطة بإثارة الشعب المصرى والشعب الجزائرى، فاستغلت السلطات الجزائرية هذه الظروف للانتقام من اللاعبين والمشجعين المصريين فى أم درمان. وقامت قناة الجزيرة القطرية بسقطة مهنية وأخلاقية أخرى، عبرت عن ولائها المعروف لتحقيق أهداف إسرائيل، فعرضت كل ما يثير العالم ضد مصر وخاصة الشعب الجزائرى.
إن الكارثة التى حلّت على المشجعين المصريين فى الخرطوم، ودفع ثمنها المواطنون المصريون فى الخرطوم كما حدث قبله فى الجزائر، وبهذا يمكننا القول أن القومية العربية هى من قبيل الوهم والطمع الشخصى لبعض القادة العرب الذين اختلقوا ما يسمى بالقومية العربية، طمعا فى نصر شخصى لم يحدث وعادت بالوبال والخراب على الشعب المصرى.
إن الشعب المصرى لو لم ينخدع بما يسمى بالقومية العربية منذ الخمسينات من القرن الماضى لما فقد ثروته وكرامته، فى حروب لا ناقة له فيها ولا جمل فى 1956 وسنة 1967 وحرب اليمن، والصراعات التى أدت إلى استنفاذ ثروة مصر، وكرامة مصر وأخيراً الاعتداءات على شعب مصر المسالم، والبقية تأتى إذا لم تتخذ القيادة السياسية فى مصر المواقف الملائمة لعودة مصر إلى وطنيتها الحقيقية وتراثها الحقيقى.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة