محمد حمدى

حسابنا مع من؟

الجمعة، 20 نوفمبر 2009 11:22 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أخيرا تحركت مصر الرسمية وقررت استدعاء السفير المصرى فى الجزائر للتشاور؟.. وفى اعتقادى أن هذا القرار هو التصرف الحكيم الوحيد الذى قامت به مصر خلال أزمة مباراتى مصر والجزائر، والحقيقة أننا أخطأنا عدة أخطاء متتالية أجملها فى التالى:

1- حافلة الفريق الجزائرى تعرضت للرشق بالحجارة بعد وصولها فى القاهرة، مما أدى إلى هياج اللاعبين الجزائريين وتكسير الحافلة.. لكن بدلا من إعلان الحقائق كاملة سارعنا بالكذب وقلنا إنه لم يضرب أحد حافلة الفريق الجزائرى بالطوب.
2- حينما كذبت الصحف الجزائرية ونشرت أكاذيب عن قتلى جزائريين فى مصر، لم تضغط الحكومة المصرية لا على السفير الجزائرى فى القاهرة ولا على الحكومة الجزائرية لتكذيب الخبر لمدة ثلاثة أيام لدرجة أنه لا يزال معظم الجزائريين يعتقدون حتى الآن أن عشرات الجزائريين قتلوا فى مصر وأن الجزائريات تعرضن لاعتداءات وتحرشات!
3- تعرضت مصر الوطن والشعب لاتهامات وتعريض وتحريض فى كافة الصحف الجزائرية وعلى لسان مسئولين جزائريين مست مصر وشعبها بأحط الأوصاف، وقد سكتنا عنها فى وقتها حتى لا نتسبب فى تهييج الجماهير وتحلينا بالعقل والمنطق، لكن كان على الحكومة ووزارة الخارجية التصدى بحزم لكل هذه التجاوزات والرد عيلها بتصرفات واضحة ومسئولة.
4- لم تتحرك الحكومة بجدية لرفع المعاناة عن 15 ألف مصرى يعيشون بالجزائر يتعرضون للترهيب، وأقصى ما قامت به السلطات الجزائرية هو تجميع بعضهم فى أماكن مغلقة وحصارهم ومنعهم من الخروج، كما كانوا يفعلون مع الصحفيين الجزائريين فى زمن الإرهاب، حيث كانوا يضعونهم تحت الحراسة فى فنادق أو منازل آمنة.
5- لم تستجب الحكومة الجزائرية لطلب مصر بتنظيم جسر جوى لإخلاء المصريين فى الجزائر وتركتهم فى هذه المعاناة منذ الأسبوع الماضى، ولا يعرف أحد كيف ستنتهى هذه المعاناة، وكيف سيعود أهلنا من الجزائر... ولا نعرف كيف ستتعامل مصر مع هذا الموضوع حتى الآن.
6- تعاملت الجزائر مع مباراتها فى السودان بتخطيط وتنظيم وأقامت جسرا جويا لنقل المشجعين، بينما تصورنا أننا فى رحلة جمعنا لها الفنانين ورجال الأعمال والسياسيين، بينما غاب جمهور الكرة الحقيقى الذى يعرف كيف ينظم نفسه فى الملعب وخارجه ويشجع فرقته، لذلك كان صوت الجمههور الجزائرى أعلى منا فى استاد أم درمان.
7- البعض سارع بتوجيه الكثير من الاتهامات للسلطات السودانية وأنها فشلت فى حماية الجماهير المصرية فى الخرطوم.. لكن هل كان معروفا قبلها عدد الجماهير المصرية التى ستذهب.. وهل رتبت لهم السفارة المصرية الحافلات وخطوط السير، وتابعتهم بعد المباراة، كما حرصت على تنظيم المسيرات والمظاهرات المؤيدة لمصر أمام باب السفارة فى شارع الجامعة بالخرطوم.

فى ضوء هذه الأخطاء المتتالية أترك للقراء الغاضبين والثائرين الإجابة على هذه الأسئلة:
من أخطأ فى حق من؟.. ومن فرط فى حق المصريين؟.. ومن تسبب فى التعدى عليهم؟.. ولماذا يتعرض المصريون لكل هذه الكراهية.. والإهانة؟.. أرجو أن نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب الآخرين مهما أخطأوا!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة