التقت اليوم السابع سمير أحمد زينهم من مدينة 15 مايو، ويعمل محاسبا بأحد الفنادق الكبرى، وأحد المواطنين المصريين الذين قرروا السفر إلى السودان لمؤازرة المنتخب الوطنى فى مباراته الفاصلة أمام نظيره الجزائرى لتحديد المتأهل لمونديال جنوب أفريقيا 2010 التى انتهت بهزيمة الفراعنة بهدف نظيف.
سمير أحمد زينهم بدأ حديثه لليوم السابع ونبرة الحزن ملازمة لصوته قائلاً، "وصلت إلى السودان فى السابعة صباح أمس الأربعاء "يوم المباراة"، ومنذ وصولنا إلى مطار الخرطوم بدأت المهازل فلم نجد أى مندوب من الحكومة السودانية أو السفارة المصرية لإنهاء الإجراءات الخاصة بدخولنا للسودان، مما أدى إلى تواجدنا داخل المطار لمدة تجاوزت السبع ساعات، حتى نجحنا فى الصعود إلى الأتوبيس الذى سيقوم بنقلنا إلى الإستاد الساعة الثالثة والنصف عصراً، وجميعنا توقع أن عذاب المطار انتهى، إلا أننا انتظرنا ثلاث ساعات أخرى حتى يتحرك الأتوبيس، مما أدى إلى تأخرنا بشدة عن اللقاء وبعد التحرك بدأ سائق الأتوبيس فى اتخاذ طريق غير مباشر للإستاد، واتضح من طريقته أنه تعمد تعطيلنا.
وواصل سمير كلامه قائلاً، "وصلنا إلى الإستاد فى السابعة والربع مساء، ولم يتمكن سوى أتوبيسين فقط من أصل 7 أتوبيسات من الدخول إلى الإستاد، وطالب الأمن السودانى من لم يتمكنوا من الدخول بمشاهدة اللقاء فى أى مكان آخر، مما دفع البعض إلى الجلوس على مقاهى، وفوجئنا بعد الدخول أن جميع المدرجات امتلأت، ولم يعد هناك مكان لأى مشجع مصرى، وكانت الصدمة عندما وجدت أن عدد الجماهير المصرية لم يتعد 4 آلاف متفرج، بينما وصل عدد الجماهير الجزائرية إلى أكثر من 16 ألف مشجع، وقامت الجماهير السودانية بملء المدرجات الخاصة بالمصريين، وهو ما أدى إلى غياب التشجيع المصرى طوال المباراة، خاصة أن الجماهير السودانية لم تقم بأى انفعالات، وظهر اللقاء كأنه يقام بالعاصمة الجزائرية".
ومع بداية الحديث عن أحداث ما بعد المباراة سكت سمير وكأنه تذكر كابوس قائلاً، "ركبت الأتوبيس رقم 3 فى الموكب الذى تحرك إلى المطار، وكانت الشرطة السودانية قد خصصت رجل شرطة يقود دراجة نارية لحماية الموكب المكون من 8 أو 9 أتوبيسات، وظل السائق يسير بنا قرابة الساعة دون أى جديد، وأثناء سيرنا تلقيت مكالمة هاتفية من أحد أصدقائى المستقلين للأتوبيس رقم 1 التابع لشركة موبينيل الذى أكد لى أنهم تعرضوا لهجوم عنيف من قبل الجزائريين الذين قاموا بمهاجمة الأتوبيس وتحطيمه، فقمت بالتحدث مع السائق وطلبت منه تغيير طريق السير، ولكنه اكتفى بمطالبتنا بإغلاق الستائر وهو ما فعلناه، وعند مرورنا بالمكان نفسه تعرضنا لهجوم عنيف وتم تكسير الأتوبيس، وتعرض عدد كبير منا إلى إصابات خطيرة بسبب تعرضنا لزجاج النوافذ، وهو ما حدث مع باقى الأتوبيسات التى مرت من المكان نفسه، وكانت هذه اللحظات بمثابة كابوس وأول شىء بدر إلى ذهنى ماذا كان سيحدث إذا فزنا بالمباراة".
ثم بدأ سمير فى سرد ما حدث لهم بعد الوصول للمطار قائلاً، "دخلنا إلى الصالة نفسها التى استقبلتنا عند وصولنا، ثم واجهنا باب حديد كبيرا كان يقف خلفه 5 من رجال الأمن السودانى، ومعهم عدد من المسئولين عن تنظيم رحلات الطيران بين مصر والسودان، وظل الوضع هكذا قرابة الثلاث ساعات، وهى الفترة التى شهدت حدوث العديد من حالات الإغماء، وقمت بالتحدث مع أحد المسئولين عن التنظيم الذى طلب منى الانتظار لعدم وجود أتوبيسات لنقلنا إلى الطائرات، وأكد لى أحد رجال الأمن السودانيين أن جميع الأتوبيسات توجهت لنقل الجماهير الجزائرية، ولكن بعد فيض كيل الحاضرين جميعاً قمنا بفتح البوابة عنوة وتوجهنا إلى الطائرات التى كانت تقف فى الممرات الخاصة بها، ولم نتوقف إلا بعد تحذير المسئولين لنا بأن القوات السودانية ستقوم بإطلاق النار علينا، وبعد ساعة أو أكثر قام المسئولون بمطالبة القادمين على متن رحلة أسوان بالذهاب إلى الطائرة الخاص بهم سيراً على الأقدام، وهو ما حدث، وبعدها بقليل تم نقلنا إلى الطائرات الخاصة بنا وعدنا إلى مصر".
تواطؤ سودانى مع الجزائريين:
خلال حديث سمير مع اليوم السابع أكد أكثر من مرة على وجود تواطؤ واضح من قبل السودانيين مع الجماهير الجزائرية، مقدماً أكثر من دليل بالوقائع التى حدثت قبل وبعد المباراة، فقبل اللقاء تعمد سائق الأتوبيس تعطيلهم حتى تتمكن الجماهير الجزائرية من ملء المدرجات، حتى تمتلئ المدرجات المصرية بالجماهير السودانية التى كانت الحاضر الغائب عن اللقاء، وبعد المباراة لم يقم الأمن السودانى بأى رد فعل للهجوم الذى تعرضت له الجماهير المصرية، واكتفت بدور المتفرج، بل أن سمير أكد أن الجزائريين كانوا على علم بخط سير المصريين وكانوا فى انتظارنا طوال الوقت، للتعدى علينا، مما يدل على أن السودانيين قاموا بتسليمنا لهم.
السودان باعت مصر للجزائر..
تفاصيل رحلة جحيم مشجع مصرى فى معركة الخرطوم
الجمعة، 20 نوفمبر 2009 10:04 ص
المشجع أحمد زينهم خلال تسجيله مع أحد الفضائيات
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة