بالطبع كل متابع متواضع يعلم تمام العلم أن العالم الكروى كان فى انتظار نهاية تصفيات "مونديال" كأس العالم لعام 2010م، الذى سيقام فى دولة جنوب أفريقيا والتى ستحدد الملامح الرئيسية لتلك البطولة، وبالطبع كل عربى بالأخص يتابع منذ فترة عمداً أو مصادفةً أخبار وتطورات المباراة التى قد تحولت إلى معركة أو حرب أهلية بين دولتين مسلمتين عربيتين شقيقتين هما مصر والجزائر، تلك المباراة التى سموها "فاصلة" التى جعل منها كلٌّ من الإعلام المصرى والجزائرى حرباً شعواء تدمر كل شىء، تأتى على كل أخضر ويابس فتنهشه، نعم هى كذلك، فالواقع يثبت ذلك، يثبت كيف تفرق مباراة كرة قدم بين أخوين، بل وتكون مدعاة لأن يضرب أحدهم الآخر، ولا أبالغ إن قلت يقتل أحدهم الآخر، وما ذاك إلا بسبب الشحن الإعلامى الذى شحن به كلا الشعبين الشقيقين من الحين إلى الآخر حتى استشرت البغضاء بين كلتا الدولتين.
وأقول: يا رجال العالم اتحدوا! يا رجال العروبة والإسلام أليس منكم رجل رشيد؟ ماذا تفعل كرة القدم لمستقبل الأمم؟ هل انتهت كل مشاكلنا وتفوقنا على الأمم الأخرى حتى نفرغ تماماً لمباراة كرة قدم؟
بالطبع أنا مصرى وكنت آمل أن يفوز فريق بلدى ليس كراهيةً لإخوانى الجزائريين؛ ولكن حباً للانتماء والمنافسة، ويكفى أن فريقنا الخصم كان فريق مسلم عربى يمتلك نفس قيمنا وأخلاقنا، فلم العراكُ ولمَ الفرقة؟ وهل يمكن لمباراة رياضية أن تغزوَ حياتَنا بهذا الشكل كما غزت فى هذه المرة بالذات؟ هل يعقل أن تؤجل حياتنا العلمية والعملية، بل وتشل طرقنا وشوارعنا من أجل مباراة؟ بالطبع لا.
إخوانى وأخواتى الشباب كثيرٌ منا يعلم أن بعض الشركات الخاصة المصرية فى الجزائر قد تخرب فيها الكثير وأن لدينا حالات وفاة من بين المشجعين وما كل ذلك إلا لمباراة كرة، وحين يحاصر الأقصى لا يجد من يموت على أبوابه.
إخوانى وأخواتى الشباب، ما لهذا كانت الرياضة، الرياضة أولاً وأخيراً من أجل الحفاظ على صحة الإنسان، وثانياً لربط أواصر الحب والتعارف بين الأمم وبعضها، لا أن تصبح عصبية قبلية بين دولة وأخرى يكره بعضنا الآخر بسببها.
وأحب أن أختم كلامى بقول الله تعالى:{ولا تفرقوا فتذهب ريحكم} الأنفال: 46
وبقوله صلى الله عليه وسلم: "لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً"، متفق عليه.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة