رامى عطا صديق

محو أمية المواطنة

الإثنين، 02 نوفمبر 2009 07:21 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ثمة اهتمام حكومى إلى جانب اهتمام عدد غير قليل من مؤسسات المجتمع المدنى بمحو أمية القراءة والكتابة، وإن كان هناك اختلاف حول نتيجة هذا الاهتمام بتلك القضية، المشكلة الحيوية التى تمثل وصمة عار فى جبين مصر، ومن جانب آخر فإن هناك اهتمام من البعض بمسألة محو الأمية التكنولوجية من حيث استخدام الحاسب الآلى، وحث المواطنين على متابعة الجديد فى عالم تكنولوجيا الاتصال والمعلومات، للتواكب مع المجتمع العالمى ومسايرة التقدم العلمى فى مجال الاتصال.

والواقع أنه على الرغم من أهمية محو أمية القراءة والكتابة، وكذلك محو الأمية التكنولوجية، فإننى أظن أنه من الضرورى أيضاً الاهتمام بالجانب الثقافى، وأقصد تحديداً هنا محو الأمية الخاصة بقيمة المواطنة بين المصريين ونشر ثقافتها والوعى بمبادئها فى المجتمع المصرى، لاسيما وأن كثيرين من المصريين يسمعون عن المواطنة، ولكنهم لا يدركون معناها.

وذلك حتى تتأكد قيمة المواطنة للجميع على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، حيث المساواة والمشاركة بين جميع المواطنين الذين ينتمون للوطن مصر فى الحقوق والواجبات بغض النظر عن أى اختلاف بسبب الدين (مسلم ومسيحى..) أو النوع الإنسانى (رجل وامرأة) أو اللون (أبيض وأسود) أو المستوى الاقتصادى (فقير وغنى) أو الانتماء الفكرى والأيديولوجى.. إلخ. من خلال معرفة واعية بقيمة المواطنة وأبعادها.

وفى رأيى فإن الدور المهم هنا فيما يتعلق بالتربية والتنشئة على قيمة المواطنة ومبادئها إنما يقع على عاتق جهات عديدة، تقوم بدورها فى تشكيل ثقافة المواطنة وتكوين وعيه بنفسه وبالآخرين من حوله، وفى مقدمة تلك الجهات والمؤسسات تأتى مؤسسة الأسرة والتى تمثل المدرسة الأولى للنشء والأطفال.

وهناك ثانياً المؤسسة التعليمية من دور حضانة ومدارس ومعاهد وكليات وجامعات، بعناصرها المختلفة من مناهج وأنشطة متنوعة ومدرسين.

وهناك ثالثاً المؤسسات الإعلامية بمختلف وسائلها من صحف ودور نشر وقنوات تليفزيونية ومحطات إذاعية ومواق إلكترونية، بما تحمله تلك الوسائل من رسائل متعددة فى مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وهناك رابعاً المؤسسات الثقافية ومنها المجلس الأعلى للثقافة وهيئة الكتاب ودار الكتب المصرية وقصور الثقافة.. إلخ، من حيث الإصدارات والأنشطة الثقافية المختلفة من ندوات ومؤتمرات ومسابقات.

وهناك خامساً مؤسسات الشباب المخلفة ومنها مراكز الشباب بما تحويه وتقوم به من انشطة رياضية وثقافية متنوعة.

ثم هناك سادساً المؤسسة الدينية الإسلامية وكذا المؤسسة الدينية المسيحية، لاسيما وأن الخطاب الدينى سواء أكان الإسلامى أو المسيحى له تأثير كبير على المصريين، خاصة أن الدين مكون أساسى من مكونات الشخصية المصرية، ولرجال الدين.. مسلمين ومسيحيين.. تأثيرهم فى نفوس المصريين.

وفى كلمة، فإنه من الضرورى تضمين ثقافة المواطنة ومفرداتها فى الخطاب الأسرى والتعليمى والإعلامى والثقافى والدينى.

يتبقى أن أذكر أن كثيرين من المفكرين والباحثين والكتاب قد قدموا أفكاراً وأطروحات عملية كثيرة لنشر قيمة المواطنة، على مدار سنوات عديدة، فى مقدمتهم الدكتور وليم سليمان قلادة، والأستاذ سمير مرقس، والأستاذ نبيل عبد الفتاح، والأستاذ سامح فوزى.. وغيرهم. وأنه يتبقى هنا أن تجد تلك الأفكار استجابة حقيقية نعبر بها من حالة الطائفية إلى حيث حالة المواطنة التى تقوم على أساس المساواة والمشاركة فى الحقوق والواجبات، وتشمل الجميع وتتسع لتستوعب الكل دون تفرقة ودون تمييز.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة