لوتس عبد الكريم: مصطفى محمود لم يترك لأبنائه سوى دعاء الفقراء

الإثنين، 02 نوفمبر 2009 01:42 م
لوتس عبد الكريم: مصطفى محمود لم يترك لأبنائه سوى دعاء الفقراء لوتس عبد الكريم مع الدكتور مصطفى محمود
حاورها بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم تتمالك الدكتورة لوتس عبد الكريم نفسها عندما هاتفها اليوم السابع وهى فى ألمانيا لتعزيتها فى رحيل الدكتور مصطفى محمود، فما إن سمعت اسمه حتى انهارت باكية.. لوتس صاحبة كتاب،"مصطفى محمود وسؤال الوجود بين الدين والعلم والفلسفة"، عن الراحل وعلاقتها به كان لليوم السابع معها هذا الحوار..

كثيرًا ما كانت كتاباتك وحواراتك مع الراحل الدكتور مصطفى محمود؛ فما هى أهم التفاصيل فى حياته؟
نعم، كثيرًا ما حاورته، وكتبت عنه فى مجلة "الشموع"، فهو كان دائم الكتابة، ولم ينقطع عنها، لقد كان صديقًا عزيزًا جدًا، وكان يكتب بالمجلة، فكتابتى عن أحد، تأتى من وجهة نظرى الشخصية عنه، وهو رحمهُ الله، له منزلة خاصة جدًا، فهو إنسان غير عادى، كان عالمًا وأستاذ فلسفة ومتبحرًا فى الدين بطرق أهل الدين والصوفية والداعية، وهو أيضًا الذى جعل العلم طريقًا لتبحره فى الدين، فهو إنسان زاهد فى الحياة، ومتاعهُ ليس من متاع الدنيا، وما يمتع الآخرين، فكان يكتفى "بأكلة" بسيطة وحوار بسيط ولكن عميق، أصدقاؤه يعدون على أصابع اليد، فلم يكن اجتماعيًا بالمرة، وهذا ما جعلنى أختاره ليكون بطل كتاباتى.

لماذا كان يعيش منعزلاً فى الفترة الأخيرة من حياته؟
كان يناجى الله فى خلوته الصوفية، يقنعُ بلقيماتٍ بسيطةٍ جدًا، يقرأ ويسمع القرآن ليل نهار، فكانت شهوته هذه الغرفة الصغيرة التى يختلى فيها بنفسه، والتى سمّاها بالتابوت؛ ليذكره ذلك بالموت، ولم يكن يخشى الموت على الإطلاق، وكان مؤمنا جدًا بالله، كتب لغز الحياة وكتب لغز الموت وتبحر فى قراءته وتأملاته.

متى قابلت الراحل الدكتور مصطفى محمود؟
آخر مرة قابلته فيها كانت منذ عامين.

ولماذا انقطع اتصالك به؟
حاولت وألححتُ فى طلبى بزيارته، ولكن أولاده نصحونى بعدم الإلحاح فى ذلك، نظرًا لأن حالته الصحية كانت لا تسمح وكان يفضل العزلة.

أسس الراحل مصطفى محمود مشروعا خيريا كبيرا، فما هى الخلافات والنزاعات التى حوله؟ وما هى الأسباب؟
الجمعية كان يتفرع منها المسجد وكل المستشفيات التى قام بإنشائها، وهى قائمة على تبرعات من الدول العربية، ومن مصر، ومن حسابه الخاص، فبرنامج "العلم والإيمان"، وكل كتابٍ صدر له تبرع بماله وخصصه لهذا المشروع الخيرى؛ ليخدم بذلك المستشفيات والجمعية التى تساعد الفقراء، ولكن قبل أن يمرض كان ابنه "أدهم" رئيس مجلس إدارة الجمعية ونشأ سوء تفاهم بينه وبين أعضاء الجمعية فتركها لهم، لأنه لا يحب النزاع ولا يحب الجدل الكثير وأراح نفسه من هذا الجدل بعدها اشتد المرض بالدكتور مصطفى.

وما هو موقف الدكتور مصطفى من ابنه "أدهم" آنذاك؟
كان مريضًا وقتها وتركه يفعل ما يشاء، فأدارها بقية العاملين بها وجميعهم كانوا أطباءً صغارًا تعلموا على يد الدكتور مصطفى محمود، وهو الذى عيّنهم فى هذه الجمعيات.

إذن فمن الذى استولى على الجمعية؟
الجمعية متكونة من عدة أطباء هم مشرفون على الجمعية أثناء مرض الدكتور مصطفى محمود، ولا أعلم أسماءهم، ولكنهم يتصرفون فيها كما يحلو لهم، ولم يتركوا أى شىء إلا وضموه للجمعية، فلقد كانت لديه أجهزته وعلى سبيل المثال اشترى ميكروسكوب لأنه من هواياته أنَّ ينظر فى الفلك ويتابع، وكان ثمنه مليون جنيه، ضموه للجمعية، ما الفائدة من ضمه إذن؟، كما ضموا شقته أيضًا، وهذا ليس من حقهم، نعم هو تبرع بكل ماله للجمعية، ولكن هناك شيئاً اسمه "ذوق"، وكان يشترى هذه الأدوات من ألمانيا ويطلبها من شقيقه.

ولكن هل تتوقعين أن يكون هناك نزاع بين ابن الدكتور مصطفى "أدهم" وبين الأطباء فى الجمعية؟
لا أعلم؛ ولكن "أدهم" إنسان مهذب جداً وهادئ ولا يميل للنزاع، ربما.

هل تتوقعين أن ينهار مشروعه الخيرى الكبير؟
لا أتوقع، لأن أعمال الخير ربنا يرعاها.

إذن فما الذى تركه الراحل لأبنائه؟
أجاب هو عن هذا السؤال عندما سألتهُ أمال وأدهم: يا بابا انت سبت لنا ايه؟ فقال لهم: تركتُ لكم رضاء الله ودعاء الفقراء، وتضيف لوتس وهى تبكى "مصطفى محمود إنسان عظيم جدًا استولوا على حاجته وتركوا لأولاده كتبه فقط".

دائمًا ما كان يكتب الراحل مصطفى محمود بمجلة الشموع، وكان حريصًا على حضور الصالون، فما الذى تنوين عمله فور عودتك من ألمانيا؟
سأعود من ألمانيا بعد شهر، وسوف أقوم بعمل ندوة كبيرة جدًا عن إسهامات الدكتور مصطفى محمود، وسوف أدعو كل أصدقائه ممن هم فى جميع التخصصات، الفلسفية والدينية والعلمية، فلقد كانت هذه هى تخصصاته، وسوف يكون هناك صالون لذكرى مصطفى محمود، وأتمنى أن يعود برنامج "العلم والإيمان"، وأنا أطالب الإعلام بأن يؤدى هذه الخدمة تكريمًا لذكرى العبقرى العظيم الذى ساهم بنصيب كبير فى خدمة وطنه ورفع قامتها وهذا أقل ما يقدم للدكتور مصطفى محمود.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة