عقد المجلس الأعلى للثقافة مساء أمس الأحد، "مائدة مستديرة" بعنوان "القصة القصيرة.. تواصل أم انقطاع.. لقاء بين كتاب القصة القصيرة من الأجيال المتعددة"، وذلك ضمن فعاليات ملتقى القاهرة الدولى الأول للقصة العربية القصيرة الذى افتتح أمس الأحد، ويستمر حتى الرابع من نوفمبر الجارى.
ضمت الجلسة كوكبة من أدباء الأجيال المختلفة، فحضر بهاء طاهر وابتهال سالم ومحمد صلاح العزب ومحمد عبد النبى ومحمد فتحى وسهى زكى، إضافة إلى بعض الكتاب العرب مثل اليمنى محمد الغربى عمران والأردنى دكتور هشام البستانى وعز الدين المدنى، وأدار الجلسة الكاتب الكبير خيرى شلبى.
افتتح اللقاء خيرى شلبى وتحدث عن تجربته فى كتابة القصة قبل أن يتجه للرواية، وعاب على بعض الكتاب قولهم "عقبال الرواية" عند تهنئة زملائهم من كتاب القصة، وقال: "القصة ليست أقل من الرواية حتى نسمع تلك الأقاويل".
"لا أحب الحديث عن نفسى" هكذا افتتح الكاتب الكبير بهاء طاهر حديثه، وأضاف: "لكن الحديث عن ترابط الأجيال يفرض على ذلك، فكل جيل يأخذ من الجيل السابق عليه، ومن حسن حظنا أن يوسف إدريس أعاد لنا فهم الصورة بالنسبة للقصة وخلق مفاهيم جديدة، أما الآن فالقصة القصيرة لم تعد كما كانت فى السابق.
الأديب الأردنى دكتور هشام البستانى، قال: "القصة القصيرة أكثر الفنون تعبيرا عن عصرنا الحالى فى ظل "الأدب المعلب" لأنها تلفظ المفارقات وتضعها فى قالب سردى.
الكاتب اليمنى محمد الغربى عمران، قال: تعيش "اليمن" حالة انتعاش قصصى، فبالنظر إلى ما يقرأ وينشر سنجد أن الفارق لصالح القصة القصيرة وليس الرواية، وأشار إلى أن "اليمن" شهدت العام الماضى المهرجان الرابع للقصة القصيرة.
وأشارت الكاتبة سهى زكى إلى أن جيل التسعينيات الأدبى الذى تنتمى إليه تعرف إلى كبار الكتاب من الأجيال السابقة عن طريق كتاباتهم، وقالت: "كنا نندهش ونتساءل كيف يكتبون؟"، وعندما عرضنا عليهم التواصل معنا وبدأوا فى مساعدتنا، الأمر نفسه تكرر معنا بعد أن ظهرنا على الساحة الثقافية.
"مرارة شديدة عند المبدعين تخلق احتياجا للبوح" عبارة افتتحت بها الكاتبة ابتهال سالم كلمتها، وأضافت: "الرواية تخلق هذه الحالة أما القصة فهى حالة إبداعية أصعب من الرواية لأنها تحتاج إلى كثافة وتركيز فى اللغة، وتعبر عما يمسنا فى الشارع".
الروائى محمد صلاح العزب قال: يطرح البعض مقولة أن القصة القصيرة لعصر السرعة، فلا وقت لدى القارئ لقراءة الرواية، والسؤال هنا "هل القصة تناسب اللحظة أكثر أم الرواية؟"، وتداخل معه خيرى شلبى وقال: سؤال لا يطرح. واستكمل "العزب" قائلا: فى رأيى الرواية أنسب للحظة من القصة التى تحتاج إلى التأمل، أما الرواية فتأخذها فى السياق.
وأعرب القاص محمد عبد النبى عن رفضه لفكرة أن يعقد الأدباء ما سماه "مأتم القصة" والدفاع عنها باعتبارها فناً مهدداً بالانقراض، وقاطعه "شلبى" قائلا: "نحن لسنا فى مأتم القصة، فالقصة مازالت بخير".
واستكمل "عبد النبي" مشيرا إلى فترة الانقطاع فى الإنتاج القصصى التى انتابت الفترة ما بين أواخر الثمانينات حتى أوائل التسعينات، بعد أن وصلت القصة إلى طريق مسدود.
تداخل معه بهاء طاهر الذى أشار إلى أن التواصل غير المتحقق المنوط به هو حركة نقدية قوية تتابع ما ينتج ضاربا المثل بنقاد جيله قائلا: فى جيلنا كان هناك نقاد عظام من أمثال محمد مندور وعبد القادر القط، أما الآن فليس هناك من يحتضن كاتبا معينا.
وأرجع "شلبي" السبب فى ذلك إلى عدم وجود مجلة سيارة غير حكومية تتبنى الكتاب الشباب، وطالب أن يصنع الكتاب الشباب مجلتهم الخاصة بهم.
"لم نعد نرى النقاد إما لأنهم ملائكة أو لأنهم كائنات غير مرئية" هو ما عبر به الكاتب الساخر محمد فتحى عن ضيقه من أزمة النقد الحالية، واستكمل: "كتاب القصة انشغلوا بشهوة التجريب أكثر من انشغالهم بشهوة الحكى، ومن ثم أصبحت لغتهم غير مفهومة، وانتقلت الفكرة إلى دور النشر التى ترفض نشر الأعمال القصصية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة