إذا أردت أن تتجاذب أطراف الحديث مع الآخرين فما عليك إلا أن تسألهم عن توقعاتهم للمباراة المرتقبة بين مصر والجزائر، وإذا سألتهم عن الخطة المناسبة التى يجب أن يلعب بها فريقنا لانبرى الجميع وتحولوا إلى خبراء فى كرة القدم وشرحوا باستفاضة طريقة اللعب، وأعطوا الإحصاءات الدقيقة لتاريخ البلدين وعرضوا أمامك سيناريو كامل لشكل المباراة التى ينتظرها عشاق كرة القدم، وأغلب المواطنين يتابعون أخبار الرياضة باهتمام ويلاحقون أخبار كرة القدم فى مصر بل والعالم !! أما لو سألت الأشخاص نفسه عن معدل التضخم أو أحدث الإحصاءات التى رصدها جهاز التعبئة والإحصاء أو نسب التلوث بأنواعها فى القاهرة، مثلا فسرعان ما تجد من تحادثه وقد بدأ فى التثاؤب وبادر بالانصراف، وهذا يفسر لنا مدى الاستمتاع الذى تحدثه كرة القدم فى نفوس أغلب المصريين.
ولكن أين نحن من الثقافة الطبية والبيئية والتربوية والقانونية بل والسياسية ؟ أين نحن من قضايا البطالة والتضخم والانفجار السكانى؟ هل وصلنا إلى درجة الشعور بأن المتكلم فى هذه القضايا المصيرية كالصامت واستقر فى اللاشعور أنه لا أمل فى الحديث عن الإصلاح والتقدم، أم وصلنا إلى حالة من اليأس والإحباط فهرب أغلبنا إلى الحديث والمشاهدة لمباريات كرة القدم بدلا من الخوض فى الحديث عن الديمقراطية والمشاركة السياسية والاجتماعية؟.
وإذا أردنا أن نرصد الظواهر التى تحدث فى المجتمع والأحداث اليومية والحوادث التى تقع ونضعها فى بؤرة اهتمام المواطن وندفعه إلى المشاركة الفاعلة، فعلينا أن نبنى قاعدة جديدة أساسها المصارحة والشفافية فى كل الأمور تماما، كما يشاهد المواطن أحداث المباراة فلا تخفى عليه خافية وحتى حكم المباراة لا يسلم من النقد والمؤاخذة وتكون نتيجة المباراة انعكاسا لأداء كل لاعب ومدرب فى الملعب، وتنتهى المباراة ويخرج الجمهور إما بالإشادة بالمدرب واللاعبين أو النقد، وقد يصل الأمر إلى مطالبة الأغلبية بتسريح اللاعبين، وفى أحايين كثيرة يخرج الفريق مهزوما، ولكن بعد أن يكون قد أدى الواجب الذى عليه، وفى هذه الحالات يظل المواطن راضيا عن المدرب واللاعبين !! ولو استطاعت الحكومة أن تفعل وتؤدى دورها تحت سمع وبصر المواطنين وأن يصارح الوزراء كل الشعب بالحقائق دون تجميل أو تهوين لاستطاعت الحكومة أن تكسب ثقة الجميع. عندما يتحدث الناس عن قانون الضرائب العقارية دون الوقوف على أهداف التعديل القانونى فإنهم لن يدركوا أن التعديلات التى حدثت قد ألغت الضريبة العقارية عن أغلب المواطنين، وإذا صارحت الحكومة المواطنين بعجز ميزانية التعليم عن تلبية كل المطلوب لتفاعل الجميع مع الحكومة، وإذا وجهت النيابة العامة اتهاما إلى مسئول كبير وتمت محاكمته وإدانته فلابد من طرح الحقائق كاملة على المواطنين وفى سبيل إعادة الثقة بين المواطن والحكومة لابد أن يبادر مجلس الوزراء المصرى بإصدار صحيفة يومية تعنى بأحوال الحكومة فيما يهم المواطن، كذلك تخصيص قناة تلفزيونية لذات الغرض، وأيضا موجة إذاعية وأولى البرامج التى يجب طرحها من خلال وسائل الإعلام التى ستخصصها الحكومة للتواصل مع المواطنين يمكن أن نطلق عليه خدعوك فقالوا: الحلقة الأولى (يوم الحكومة بسنة)، والثانية (الورود فى البستان مش فى الديوان) وأدع لحضراتكم طرح الأفكار التى تعيد الثقة بين الحكومة والمواطن كما أعاد حسن شحاتة الثقة بين المواطن وفريقنا القومى !! "
أشرف مصطفى الزهوى يكتب: مش عيب الحكومة تقلد حسن شحاتة
الإثنين، 02 نوفمبر 2009 03:52 م