من هم شيوخ التنظيمات الجديدة؟!

الخميس، 19 نوفمبر 2009 10:26 م
من هم  شيوخ التنظيمات الجديدة؟! عبود الزمر
شعبان هدية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
>> تنظيم جهاد «المنصورة» لا يعرف شيئا عن مبادرات وقف العنف ولا المراجعات وكل ما يملكه أجهزة كمبيوتر ومواقع إليكترونية يتحرك على أساس ماتمنحه لأفراده من أفكار
>> الشباب لم يعد أمامه إلا الإدمان أو العنف.. والتدين المتشدد والعنف الفكرى أخطر من العنف المسلح
>> علام: الأمن بذل أقصى ما يستطيع والإعلام وجميع مؤسسات الدولة قصرت فى واجبها
>> مكرم: العنف والتطرف سيبقيان طالما هناك احتلال فى فلسطين والعراق
>> عصام دربالة: الأزهر فقد مصداقيته فغابت المرجعية للشباب المسلم

أكبر أعضاء التنظيم الجديد الذى تم ضبطه فى المنصورة لا يتجاوز 32 عاما، هو الدكتور محمد عبدالعزيز عبدالمتجلى، واحد من 19 شابا متهمين بالانضمام لجماعة دينية تتخذ من الإرهاب والسلاح وسيلة لتنفيذ أهدافها، وتخطط لتنفيذ عمليات إرهابية ضد المصالح العامة والسفارات الأجنبية، وتسعى إلى قلب نظام الحكم، وتطبيق نظام الخلافة الإسلامية فى مصر.. وهى ذات الاتهامات التى وجهت لقيادات حركية قديمة أمثال كرم زهدى، ود. ناجح إبراهيم، وأسامة حافظ مؤسسى الجماعة الإسلامية، وهى ذاتها التى وجهت لقيادات تنظيم الجهاد فى 1981 فى قضية الجهاد الكبرى، وهى تنظيمات راجعت أفكارها وتراجعت عن كثير منها معترفة بسذاجة الطرح الفكرى والحركى وأيضا بسوء تفسير النصوص التى استندت إليها فى تشريع الإرهاب والعنف.

لقد مر 16 عاما على بدء المراجعات الفكرية لجماعات الجهاد والجماعة الإسلامية، وكان عمر أكبر أعضاء التنظيم أقل من 20 عاما وقت إعلان مبادرة وقف العنف والمراجعات الفكرية للجماعة الإسلامية، وبعضهم عمره 17 عاما أو أقل، بما يعنى أن هذا الجيل من الشباب الذى يفترض أنه خرج فى ظل المراجعات، من الواضح أنه لم يصل إليها ولا هى وصلت إليه، والدليل أن أبناء عصر المراجعات فكروا فى الخروج على الحاكم، ويبحثون عن وسيلة للانقلاب عن طريق الإرهاب، أى أنهم لم يستفيدوا من المراجعات وربما لم تصل إليهم، وهو ما يعنى أيضا أنهم بنوا تصوراتهم النظرية ربما على مصادر أخرى غير المصادر التى قامت عليها أفكار جيل العنف الأول فى السبعينيات والثمانينيات وحتى التسعينيات.
لقد راجع جيل كرم زهدى ومن معه من الجماعة الإسلامية، وتلاهم فى الرؤية قيادات تنظيم الجهاد أمثال عبود وطارق الزمر ومن فيهم أمير التنظيم د. سيد أمام، تراجعوا عن أفكارهم القديمة، وأعلنوا خطأ استدلالهم الفقهى فيما يتعلق بالتغيير بالعنف، بينما أعضاء تنظيم المنصورة مثل محمد على إبراهيم العشرى، 27 سنة، خريج تربية، أو محمد عبدالحكم المتولى ياسين 31 سنة، مهندس، ومنهم محمد حامد أبوالفرح 31 سنة، ليسانس آداب، وطلعت رجب عبدالحليم السيد، 31 سنة، فنى أشعة، وحسن عبدالغفار حسن خيال، 30 سنة، تاجر.. واضح أن كل هؤلاء الشباب لم يطلعوا على أكثر من 44 كتابا تتحدث بأسانيد وأدلة فقهية عن رفض العنف، وتحض على طريقة للتعايش وتدعو للبناء وليس الهدم.

ومع أن هؤلاء الشباب، لم يعاصروا العمليات الكبرى لتنظيمات التكفير مثل اختطاف وقتل الشيخ الذهبى 1977، كما أنهم ولدوا بعد سنوات من اغتيال الرئيس السادات وبالطبع لم يسمعوا عن عملية الفنية العسكرية، وبالتالى فإن مصادر معلوماتهم تبدو مختلفة عن مصادر الجيل الأقدم لجماعات التكفير والعنف، وهم ينتمون جغرافيا إلى منطقة تميزت بسيطرة التيار السلفى البعيد عن العنف، حتى إن المسجد الذى كان هؤلاء الشباب يجتمعون فيه «مجمع الحصين» تردد عليه من قبل الشيخ محمد حسان ومحمد حسين يعقوب وغيرهما من شيوخ السلفيين، كما أن مؤنس عبدالموجود عرفة إمام مسجد الحصين «25 سنة» بكالوريوس تجارة، بما يؤكد أن أعضاء التنظيم ليس من بينهم مَن درس العلوم الشرعية فى الأزهر أو خارجه، ومن بين مضبوطات القضية مجموعات من الأسطوانات وأجهزة الكمبيوتر وبعض المخططات، ولا يوجد من بين المضبوطات مثلا كتاب مثل ميثاق العمل الإسلامى دستور الجماعة الإسلامية أو الفريضة الغائبة لمنظر فكر الجهاد محمد عبدالسلام فرج، ولا كتب أحمد بن حنبل أو ابن تيمية أو أبوالأعلى المودودى أو سيد أمام أو سيد قطب وأبوالحسن الندوى، ومثل هذه الكتب كانت أشهر الأحراز فى تنظيمات الجهاد والجماعة الإسلامية، لكن الأمر يبدو مختلفا مع التنظيمات الجديدة التى تبتعد عن سابقاتها فى التأسيس أو التنظيم.

وأبرز المضبوطات فى قضية تنظيم المنصورة مجرد خطابات وشعارات دينية، وخطب وأناشيد على اسطوانات، وأجهزة كمبيوتر وتليفونات محمولة، واسطوانات تحمل مخططات وأهدافا لعمليات إرهابية بمنطقة شرم الشيخ وجنوب سيناء، ومواد كيماوية تستخدم فى صناعة متفجرات يدوية ورسوم تخطيطية لتصميم صاروخ، وتمت مصادرة أجهزة كمبيوتر ومحمول من المعمل ومن منازلهم، وكل هذا من خلال تعاملهم مع الإنترنت فقط وليس تأثرا بشيخ أو أمير.

وهى ذات الطريقة وذات المضبوطات تقريبا للحوادث الأخيرة، مثل تنظيمات الأزهر أو عبدالمنعم رياض، حيث تكون المضبوطات عبارة عن أجهزة كمبيوتر، ويبدو إعلان الأمن عن تنظيم أو مجموعة جديدة، أشبه بتنظيمات الوجبات السريعة «التيك اوى»، وأصبحت التنظيمات الجديدة موضة، وبعد أن كانت الجماعات القديمة تأخذ سنوات لبناء هيكلها الهرمى، وتجنيد وإعداد العضو، أصبحت تفعل ذلك بسرعة وباستعجال، لأن هؤلاء الشباب لا يتحملون الوجود فى تنظيم محكم صارم يقوده أمير يؤمر فيطاع، لينتقل الأمر -كما يقول عمرو الشوبكى الباحث فى شئون الحركات الإسلامية- من مرحلة «الفكر الجهادى» إلى عصر «الفعل الجهادى» ليصبح مهمة فردية تمثل نوعا من الخلاص الفردى الذى يبرر حادثة فردية، ولا يحمل أية رؤية جماعية أو مشاريع عامة لتغيير المجتمع أو إسقاط النظام.

بجانب كل هذا فالإحباط من زيادة البطالة وعدم وجود مشروع وطنى، وزيادة الفقر وفقدان الأمل فى كل شىء، وزيادة الهوة بين الفقراء والأغنياء، كل هذه محددات وأسباب يراها المحللون ساهمت فى زيادة اللجوء للعنف، وهو ما يفسر معالجة كل فرد مشكلته بيده وبدون اللجوء للأجهزة المختصة أو المسئولين، فزادت المشاجرات والصوت العالى، بجانب المناخ الإقصائى فى كل شىء حتى فى النخبة والنظام، كما يقول أبوالعلا ماضى وكيل مؤسسى الوسط، مع عدم وجود استراتيجية للنظام السياسى فى التعامل مع ملفات كثيرة، وبالتالى عجز عن رعاية بعض الملفات، مع غياب دور الأحزاب والمؤسسات الثقافية والفكرية، فتم إسناد هذه الملفات للأمن الذى أدت طريقة تعامله المباشرة بتغذية تيار العنف أو بمعنى أدق الرفض لما هو قائم.

قادة الجماعة الإسلامية أجمعوا على أن مراجعاتهم لم تختبر على أرض الواقع، فلم تصل إلى الشباب المعنيين المهيئين لحمل أفكار خاطئة كما يقول عصام دربالة عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، فهؤلاء الشباب لم يسمعوا شيئا عن المراجعات، ومازالت حبيسة الأدراج.. لذلك فالتوقعات منذ إعلان المراجعات بخروج مجموعات تدعو للعنف أو تنفذه هى الإطار الطبيعى للظروف المحيطة كما يقول أبوالعلا ماضى وكيل مؤسسى حزب الوسط، فظاهرة العنف الحديث مركبة فتتفاعل فيها الظروف الأمنية والسياسية مع الواقع الاجتماعى والاقتصادى، وعليه فحل جزء من الأزمة كعدول التنظيمات التاريخية القديمة عن العنف لا يعنى حل قضية العنف بوجه عام.

فلم تعد هناك جماعات وتنظيمات كبيرة مترابطة مثل الجماعة الإسلامية أو الجهاد، هكذا يرى مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين ورئيس تحرير مجلة المصور السابق وأول من أجرى حوارات صحفية فى السجون مع قادة الجماعة الإسلامية وقت إطلاق المبادرة، فعملية التجنيد للشبكات أو المجموعات الصغيرة الحالية تعتمد على الجيرة والعلاقات الأسرية، وظهرت هذه المجموعات فى السنوات السبع الأخيرة بمحاولة ضرب أتوبيس بميدان التحرير ثم حادثى عبدالمنعم رياض والأزهر، ولكن كانت عمليتا دهب وشرم الشيخ هما الأبرز والأكبر، ومع هذا فجميعها بدأ ونما عن طريق الإنترنت، وهى الأخطر فى نظر مكرم محمد أحمد لأنها قائمة على الفردية بدون تخطيط وبدون أهداف أو مرجعيات أو حتى حسابات.

من يدعى أن المراجعات لم تحدث أثرا فهو واهم، فهذه المراجعات كان لها دور كبير فى التأثير فى جماعات مسلحة كثيرة بداية من مصر والجزائر والمغرب وباكستان وها هى أخيرا فى ليبيا بعد إعلان الجماعة المقاتلة مراجعاتها، لكن فى مصر لم تظهر فاعليتها كثيرا، والسبب -كما يراه د.عمرو الشوبكى الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية- أن هذه المراجعات تخاطب التنظيمات الكبيرة وليس الخلايا، وتوجهت المراجعات للتنظيمات القائمة على مشروع فكرى متكامل به تجنيد أعضاء وتخطيط لقلب نظام الحكم وهدف لإقامة الدولة الإسلامية، أما هذه الجماعات الصغيرة فلم يقرأ واحد منهم كتابا بحجم «العمدة فى إعداد العدة» لسيد إمام والذى تصل صفحاته لألف صفحة، ولا حتى كتابات أئمة التفكير السلفى أو الجهادى.

فإذا كانت الجماعة الإسلامية أخرجت مراجعاتها، ووضعتها عبر موقع إلكترونى وتعد مرجعا مهما فى عرض جميع الأسانيد لتفسير كل القضايا المتعلقة بالعمل الجهادى سواء ما يتعلق بالخروج على الحاكم وشروطه، أو حماية المعاهدين، واستضافة المخالفين فى العقيدة «الأجنبى السائح»، إلا أن المواقع الداعية للعنف فهى بالعشرات -كما يذكر أسامة حافظ عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية- والفارق بين الاثنين أن شيوخ الشباب الجديد هو الإنترنت، وجهاز الكمبيوتر وما يتلقاه منه، أما شيوخ الجماعات القديمة فكانوا قيادات ورموزا حية بينهم، يعطونهم تفسيرات ويلقنونهم دروسا فى المسجد أو مقار اجتماعات.

لكن.. لماذا لم تؤثر شخصيات قيادية أمثال ناجح إبراهيم وكرم زهدى فيمن يدعون أنهم يتحركون من دافع الإسلام؟.. الإجابة لدى منتصر الزيات المحامى صاحب الخبرة الكبيرة فى متابعة قضايا التنظيمات، وأحد أبناء الحركة، ليؤكد أن الحصار المفروض على شيوخ المراجعات وعزلهم عن الشباب ومنعهم عن التواصل معهم حتى عبر وسائل الإعلام أو حضور فعاليات فكرية وثقافية لم يعطِ تأثيرا لهذه القيادات بين الشباب.

لكن هذه الرؤية تصطدم مع مبررات اللواء فؤاد علام الذى يرى أن الإعلام هو المقصر وليس الدولة، فيعتبر أن تخلى الإعلاميين والمؤسسات جميعها عن دورها ألقى بالمسئولية على الأمن الذى يستشعر الخطر ولا يريد أن يخل بالأمن، بل يذكر أنهم بذلوا مجهودا كبيرا أعطوا هذه الجماعات الفرصة ليقنعوا الكثير حتى من خارج الجماعة، وتركوهم ليتجولوا بين السجون وإدارة حوار، إلا أن مبرر علام فى عدم استمرار حالة الحوار التى يقول إن الأمن بدأها، هو هجوم عناصر كثيرة على هذه القيادات واتهامهم بأنهم صنيعة الأمن وبدأوا يفقدون تأثيرهم وهذا كان أهم الأسباب التى جعلت الدولة لا توافق على تحركهم وظهورهم فى فعاليات.

الأزمات الاجتماعية والإحباط والوضع الاقتصادى دفع الغالبية من الشباب إلى الدين هروبا من الواقع، ونتيجة أن أغلب المتاح لهم الوعظ والإرشاد إما من شيوخ الأزهر الذين لا يملكون معلومات أو أدلة مقنعة، أو شيوخ السلفية الذين يسيطرون على المساجد، بجانب القنوات الدينية، فأصبحت هناك حالة من «التدين المتشدد» أو «التدين العشوائى» كما يسميها أبوالعلا ماضى والتى تعد أخطر، لأن الناس فقدت الأمل فى كل شىء فالقنوات الدينية القائمة أغلبها سلفى، ومع هذا فهى -كما يقول عضو بجماعة التبليغ والدعوة- اكتفت بشحن الشباب وتهيئته لمجتمع ودولة المدينة الأولى وعهد الرسول على الشاشة فقط، ولم تعطِ النموذج الحقيقى للموجود فى الشارع والقضايا المعيشية والتعامل معها، فتكون النتيجة أن يجد هؤلاء الشباب أنفسهم أمام مجتمع -حسب كلام أغلب الفضائيات- كافر أو معتدٍ أو غير مؤمن، فتظهر هنا أفكار دار الكفر ودار الإيمان، وهنا تعمل آلة الفكر السطحى والمفردات البسيطة، كما يقول عمرو الشوبكى، فيتجه الشاب القابل للتأثر للمقارنة بين العالم من حيث الخير والشر والكفر والإيمان بدون أدبيات أو فكر.

لكن أين المؤسسة المعتدلة وهى الأزهر الذى له تاريخ كبير فى حماية الأمة من الأفكار الهدامة، هنا يرد أسامة حافظ قيادى الجماعة بأن الأزهر للأسف عندما يتصدى للفكر المتشدد يواجه بالشتائم والهجوم وليس بالفكر والمعالجة، ورغم الجهود الكبيرة للأزهر كمؤسسة فى التعليم، فإنه -كما يقول عصام دربالة قيادى الجماعة- لم يعد أحد يثق فيه، خاصة الشباب، ومبرره هنا أن مواقفه -لأسباب كثيرة- فقدت الثقة.

فغابت المرجعية التى يقف خلفها الناس سواء كشخص أو كمؤسسة، إلا أن فؤاد علام يؤكد أنه لا يوجد شىء اسمه مرجعية فى السنة، خلافا لوجود 300 جمعية إسلامية منتشرة ما بين الجمعية الشرعية وأنصار الكتاب والسنة والجمعية المحمدية وغيرهم، وساهم الأزهر ووزارة الأوقاف بكثير من المؤلفات، لكن ليس الأزهر وحده المسئول عن مثل هذه الحالات، كما يقول علام، بل تحتاج تفاعلا مجتمعيا لعرض الآراء الفقهية التى استند أصحاب المراجعات إليها فى نبذ العنف.

لكن لماذا المنتمون للتيار الإسلامى هم المتهمون دائما بالعنف دون غيرهم؟.. الإجابة يقدمها أبوالعلا ماضى بأن مصر بها أربعة تيارات رئيسية، ليبرالى، ويسارى، وقومى، وإسلامى، الثلاثة مستوعبون والإسلامى فقط غير مستوعب سياسيا، رغم أنه أكبر التيارات الذى خرجت منه أحداث هزت استقرار مصر العقود الثلاثة الأخيرة، مبررا ذلك بأن الوسط كان الحل والنموذج لدمج التيار الإسلامى المعتدل فى الحياة السياسية، لكن برفضه تم إغلاق الباب أمام الفكر المعتدل، فهذا الرفض يراه ماضى يغذى العنف والتطرف.

برؤية أخرى يرى ناجح إبراهيم منظر الجماعة الإسلامية ورجلها الثانى أنهم كأصحاب مبادرة وأصحاب شأن تم إبعادهم حتى عن المساجد، فتركت الدولة لجميع التيارات كالسلفيين والتبليغ والدعوة وغيرهم، حرية الدعوة والتواجد فى المساجد ومنعت أبناء الجماعة الإسلامية، حتى من اللقاءات التليفزيونية، فغاب أصحاب الخبرة والتجربة الواعية، والتجربة فى المرحلتين، وغابت معهم فرصة عرض رؤيتهم الشرعية والتنفيذ التى اكتسبوها من تعاملهم مع المبادرة والتأصيل لكل القضايا الخلافية خاصة المتعلقة بالجهاد.

لكن لماذا تتزايد التنظيمات الداعية للعنف رغم القبضة الأمنية التى تراقب كل شىء، هنا يؤكد منتصر الزيات أن تعسف الأمن فى إدارته ملف هذه التنظيمات التى يصفها بأنها ورقية وليس لها أساس، معتبرا أن الأمن يدير الملف بفكرة الإجهاض المبكر بدون أن يحاور أو يعيد الشباب إلى رشدهم، فيتم القبض على هؤلاء الشباب الذين لم يتشكل وعيهم بعد -حسب رؤيته- فيختلطون بأصحاب الفكر داخل السجون أو نتيجة ممارسة أساليب العنف ضدهم وحملهم للاعتراف بمعلومات قد لا تكون صحيحة فيخرجون محبطين، ويتولد لديهم رفض كبير لما يحدث.

لكن الزيات ينفى أن يكون أمر هذه التنظيمات متعلقا بالدين فى المقام الأول لأن أصحابها لم يكلفوا أنفسهم البحث عن كتاب أو الاطلاع على ما تم من مراجعات وقبلها لم يطلعوا على صحيح الدين والفقه الإسلامى، ويؤكد أنه خلال السنوات العشر الأخيرة تم حفظ أغلب القضايا التنظيمية، ولم تقع فعلا إلا وقائع محدودة كحادث شرم الشيخ والحسين ودهب وخان الخليلى، لكن زيادة حالات الاعتقال والإعلان من وقت لآخر عن تنظيم ما هو إلا محاولة لاستمرار مبررات العمل بقانون الطوارئ، وتقديم الأمن تقارير عمل للقيادات فقط.

لكن مهما انتشر فكر المراجعات ومهما حدث من جهود فإن مولدات العنف والتطرف موجودة، هكذا يرى مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين الذى يؤكد أن أساس القضية أحداث فلسطين والعراق وما يحدث من قتل ودمار يوميا، فى مقابل فكر مناوئ وقوى معارضة، إلا أن مكرم يستبعد أن تخرج أو تعود لجماعات كبيرة مرة أخرى.


لمعلوماتك...
>> 2006 تم ضبط 22 شابا باسم «الطائفة المنصورة» يتزعمهم طالب 27 عاما خططوا لاغتيال شخصيات دينية، إسلامية ومسيحية، وتفجير منشآت مهمة، ومناطق سياحية وخط أنابيب غاز طبيعى.
>> 14 عدد العمليات التى تعرضت لها مصر ضد السائحين الأجانب من قِبل الجماعات المسلحة ما بين 1992 و1997.
>> 58 عدد القتلى فى حادث الأقصر الذى يعد آخر حادث للعنف التنظيمى للجماعة الإسلامية.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة