مثلى مثل ملايين المصريين جلست أمام التلفاز لمشاهدة مباراة مصر والجزائر، ويملأنى الأمل فى فوز يغسلنا من الحزن الذى يغرق فيه شعبنا، ولكن كعادتنا حرمنا من الفرحة، وعدنا لمربع الصفر الذى يطاردنا فى كل المجالات.
فشعبنا حاول أن يجد فرحة تنسيه سوء المعيشة التى تكوى جنبيه، وارتفاع الأسعار الهستيرى، وفرحة تواسيه فى شهداء العبارة والدويقة، بل وفرحة تنسينا لبعض الوقت القهر السياسى، وتزوير الانتخابات، وإطلاق يد الحزب الوطنى فى مصير وطن يئن من الظلم.
إنها فرحة لم تتم لا لتقصير فى الواجب، بل أدى أبناؤنا كثيراً مما عليهم، لكن لابد أن نعترف أنه ما زال وطننا فى احتياج ماس لخطط نهضوية فى جميع المجالات، فليس من المنطق أن نرفع أكف الدعاء للسماء دون الأخذ بالأسباب فى كافة مجالات الحياة.
إن هذه الهزيمة تتطلب منا تقييماً كاملاً لسياستنا، فليس من المنطق أبداً أن تسير الأمور فى أوطاننا بهذه الارتجالية والعشوائية التى أغرقت شعبنا فى الفقر والجهل والمرض، وعلى النظام المصرى أن يعى الدرس جيداً، فنحن فى أمس الحاجة لفتح صفحة جديدة تملأ سطورها حروف التصميم على الإصلاح والنجاح والمصالحة الوطنية، فإخفاقاتنا كلها سببها الوضع السياسى المتأزم الذى نعيشه، والكبت والقهر والمحسوبية التى أطاحت بكل معانى تكافؤ الفرص.
كما علينا كمصريين أن نصمم على أن نبنى أنفسنا من جديد، ونعتبر هذه الهزيمة بداية انطلاقة لتصحيح الأوضاع بشكل كلى، فمن الحزن يستطيع الأقوياء أن ينطلقوا للأمام، ومن الهزائم تبنى استراتيجيات النجاح، ومن الانكسار يستطيع أصحاب الإرادة أن يقفوا من جديد.
كما أطالب الدولة بمنح الملايين التى وعدت بها اللاعبين فى حالة فوزهم للشباب العاطلين الذين يحلمون بفرصة عمل، فالمبلغ من المفروض خرج من ذمة الدولة وأحق به الآن الشباب العاطلين.
كما على الدبلوماسية المصرية الرد المناسب على السلوك العدوانى المجرم الذى ارتكبه بعض المتعصبين الجزائريين الذين تعرضوا لأتوبيسات المشجعين المصريين والبعثة الإعلامية واعتدوا عليها بالأسلحة البيضاء، فالمباراة مجرد منافسة رياضية، لا تحتمل كل هذا التصعيد الغبى من المتعصبين، ولعل هذه الأحداث تنبهنا إلى أننا فى حاجة ماسة لتقوية الروابط العربية التى أصبحت هشة، لدرجة أنها لم تصمد أمام مشاحنات بسبب مجرد مباراة كرة قدم.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة