تنطلق غدا، الجمعة، فعاليّات المؤتمر الإقليمى الثانى للصحافيين الاستقصائيين العرب ضمن خطط "أريج" لحفز هذا النمط من الإعلام المحترف، المستقل القائم على توثيق المعلومات بهدف كشف المستور، وتحقيق العدالة وتفعيل المراقبة، وكلها رسالات تقع فى صلب عمل السلطة الرابعة.
يشارك فى مؤتمر "أريج" "إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية" ما يقرب 200 إعلامى من 12 دولة عربية، بمن فيهم رؤساء، ومديرو تحرير، وكتاب زوايا على رأس جيش من الصحفيين أنجزوا تحقيقات تسبر ما وراء الخبر، مستفيدين من برنامج الدعم الذى توفرّه الشبكة.
على هامش المؤتمر ستطلق أريج "على درب الحقيقة"، أول دليل إرشادى عربى شامل حول منهجية وأسس عمل الصحافة الاستقصائية.
هذا الدليل الفريد - بالعربية، الإنجليزية والفرنسية- يتوج تجربة أربع سنوات من التفاعلية مع إعلاميين وأكاديميين غربيين، راكمت الشبكة خلالها أفضل المعايير الدولية فى تجهيز التحقيقات بعد مواﺀمتها مع احتياجات الــواقــع العربى ومناخات الإعلام السائدة فيه.
مديرة "أريج" التنفيذية الزميلة رنا الصباغ تؤكد أن "أريج" "نجحت فى تحقيق أهدافها المرسومة، فى مقدمتها توفير تدريب مستدام لرواد فى الصحافة العربية يبتغون إنجاز تحقيقات تهم الرأى العام، بهدف إحداث تغييرات إيجابية فى مجتمعاتهم".
كذلك أضحى دليل أريج الإرشادى "مرجعا للصحفيين والمشرفين والمدربين العرب المتعاونين مع الشبكة" تحت شعار "من عرب إلى عرب"، وذلك فى إطار توسيع قاعدة المعرفة وتبادل الخبرات على امتداد الوطن العربى، حسبما تشرح الصباغ.
وتعرب عن فخرها بروحية التعاون الجمعى بين أعضاء مجلس الإدارة وزهاء 350 "أريجى عربى"، باتوا جزءا من خريطة الصحافة الاستقصائية العالمية، بعد كانت المنطقة العربية الوحيدة خارج نطاقها.
وبذلك "تساهم أريج فى زرع غراس مثمرة، بجذور راسخة فى الأرض، قادرة على البقاء والنماء لخدمة المجتمعات العربية بمكوناتها كافة" لتحصد النتائج التراكمية بعد سنوات.
تتمحور جلسات المؤتمر حول مبادئ التحقيقات الاستقصائية، حق الوصول إلى المعلومات، مستقبل الصحافة الاستقصائية فى العالم العربى، وسائل إنتاج تحقيقات استقصائية تشاركيه بين إعلاميين عرب، تتبع المال وتقصى قضايا فساد، طرق التعامل مع الضحايا، والإعداد الجيد لتعظيم فرص الحصول على معلومات خلال المقابلة الصحفية.
كذلك تتخلل المؤتمر ورشات عمل مجانية حول استعمال مهارات الكمبيوتر لجمع وتبويب الكم الهائل من المعلومات التى يحصل عليها الصحفى المتقصى خلال فترة العمل، بالإضافة إلى تقنيات تتبع أصحاب المواقع، واستعادة المعلومات المخزنة بعد محوها، وتحصين الوثائق ضد القرصنة.
فى المرحلة المقبلة، تعكف أريج على دعم وإسناد مؤسسات إعلامية راغبة فى تأسيس أقسام للتحقيقات الاستقصائية عبر شراكات مستدامة، حسبما تضيف الصباغ التى تأمل فى أن تستفيد الدول العربية كافة من تجربة الشبكة.ٍ
ٍ
فى اليوم الثانى من المؤتمر (السبت)، ستوزع أريج جوائز للفائزين بأفضل ثلاثة تحقيقات استقصائية أنجزت ونشرت عام 2009، وذلك فى مستهل عشاء، تنقسم الجوائز إلى فـئـة الصحافة المكتوبة، المسموعة والمرئية فى الدول الثمانى التى تنشط فيها أريج، الأردن، وسورية، ولبنان، ومصر، والبحرين، واليمن، وفلسطين والعراق. وخصّصت جائزة أيضا لأفضل تحقيق استقصائى عن التلوث البيئى أو التغير المناخي.
تساهم فى تمويل هذه التظاهرة الإعلامية الاستثنائية على مستوى المنطقة، عدّة جهات راعية محلية من بينها أمانة عمان الكبرى، والمركز الوطنى لحقوق الإنسان، وصحيفتا "العرب اليوم"، و"الغد"، والبنك الأردنى الكويتى، فضلا عن هيئات غير حكومية أوروبية وسفارات منها الولايات المتحدة، وهولندا، والسويد وأستراليا المعتمدة لدى الأردن.
يحاضر فى مؤتمر "أريج" عدد مــن أبرز الأسماﺀ اللامعة فى حقل الصحافة الاستقصائية مثل تشك (تشارلز) لويس من جامعة واشنطن الأمريكية، ومؤسس مركز النزاهة الدولية، ومؤسسة "إنفيزتيغيتف ريبورتنغ وركشوب" لدعم الصحافة الاستقصائية فى الولايات المتحدة.
ويشارك أيضا موندلى ميخينيا، رئيس تحريـر صحيفتى التايمز والصنداى تايمز فى جنوب أفريقيا اللتين أدخلتا مفهوم الصحافة الاستقصائية إلى غرف التحرير قبل أربعة عقود، حين كانت تلك الدولة تــرزح تحت نظام الفصل العنصرى قبل بـدﺀ عملية الإصلاح السياسى فى تسعينات القرن الماضى.
من بين المحاضرين الرئيسيين أيضا البروفيسور مارك هنتر، أستاذ الإعلام والصحافة الاستقصائية فى جامعتى "باريس 2" و"انسياد"، الذى أشـرف على صياغة دليل أريج. ويشارك أيضا البريطانى تيم سباستيان، رئيس مجلس إدارة البرنامج الحوارى الإعلامى البريطانى "نقاشات الدوحة"، ومقدم سابق لبرنامج تلفزيون البى. بى. سى الشهير "هارد تولك" الكلام القاسى لسنوات قبل أن يستقيل.
إلى ذلك يستضيف المؤتمر بول رادو، رئيس منظمة الصحفيين الاستقصائيين فى رومانيا، الذى ألف دليلا إلكترونيا عن تقصى الفساد فى عالم "المال والأعمال"، ومايك شانهان المسئول الإعلامى للمعهد الدولى للبيئة والتنمية، والسويدى الشهير نيلز هانسون، رئيس تحرير برنامج "مهمة تحقيقية" الأسبوعى عبر التليفزيون السويدى.
ومن العالم العربى يشارك يسرى فوده معد ومقدم ورئيس تحرير برنامج "آخر كلام" على تلفزيون "أون تى فى" وأحد أعضاﺀ مجلس إدارة أريج، ومن مصر أيضا، يشارك مجدى الجلاد، رئيس تحرير صحيفة "المصرى اليوم".
خلال إحدى ورشات العمل يستعرض 15 صحفيا تجاربهم والخبرات التى اكتسبوها من كتابة تحقيقات استقصائية بدعم من الشبكة.
يتوج المؤتمر بطاولة مستديرة بمشاركة رؤســاﺀ ومديرى تحرير من 12 دولة عربية لمناقشة واقع وتطلعات الصحفيين الاستقصائيين فى العالم العربى، وكيفية تـشجيع هذا النمط الذى يتطلب تفرغا تاما أو جزئيا، فضلا عن إسناد تقنى وقانونى ومادى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة