ماذا يحصل يا عرب حتى يطفوا على السطح كل هذا الكم من الكراهية والغضب ومن أجل ماذا؟ هل مباراة كرة قدم تفعل كل هذا الفعل المستنكر من الطرفين؟ وهل بلد المليون شهيد بحاجة للوصول إلى كأس العالم مقابل أن تدفع ولو قطرة دماء من جزائرى؟ وهل أيضاً مصر جمال عبد الناصر بحاجة كذالك للوصول إلى هذه الكأس لكى تثبت أنها الأفضل والأقوى؟ تباً للرياضة إذ كان الثمن هو قطرة دماء واحدة من جزائرى أو مصرى.
ربما تعلمون بأن الرياضة تقرب ما بين الشعوب وتكون سبباً لتحسين ما أفسدته السياسة بين الدول، ولكن أن يحصل العكس هذا والله لهو الشىء المستغرب والمستهجن بين دولتين يجمعهما التاريخ والجغرافيا والدين واللغة والمصير المشترك.
أن تسيل دماء المصرين على أرض الجزائر من أجل تحريرها من الاحتلال الفرنسى فهذا أمر لا يدعوا للدهشة والعجب، وأن يضحى الجزائرى بدمائه وحياته من أجل الدفاع عن مصر وعن قضية العرب فلسطين فهذا ليس منه منهم وهذا الأمر هو الوضع الطبيعى بين الأخوة والأشقاء.
يبدو أننا نحن العرب بحاجة لتعلم اللغة الإعلامية المسئولة من جديد، الكلمة أمانة يصعب حملها والنطق بها لمن يشعر بثقلها، فهى أودت برؤوس كثيرة حينما حان قطافها.
الإعلام المصرى والجزائرى مسئول مسئولية كبيرة عما حدث وسيحدث لا سمح الله، من الدفع نحو مزيد من ضخ الكراهية والحقد بين الشعبين لأنهم ببساطة فهموا الحرية فى الإعلام بأن ليس لها أى ضابط قانونى أو أخلاقى، منذ أسابيع أتابع عبر الشاشة الصغيرة وأيضا هذا الاختراع الرائع الذى اسمه "النت"، وحقيقةً دهشت.
بما يتفوه به أكثرهم(وهناك قلة عاقلة ولكن للأسف لا يسمع صوتها لأننا نحن العرب نحب الشتيمة والسب أكثر من صوت العقل) وكأن هناك حرب قبلية أو جاهلية استجلبناها من تاريخنا الدموى المجيد.
لذلك أتمنى وأرجو من الإعلام التخفيف من الشحن الغريزى حتى لا يقع أى مكروه بين أفراد الشعبين المحترمين من أجل كرة تقذفها الأقدام ركلاً كما تفعل الأجهزة الأمنية بالمواطن العربى.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة