أيمن على حمد يكتب: حكومة بسبعة أرواح!

الخميس، 19 نوفمبر 2009 03:38 م
أيمن على حمد يكتب: حكومة بسبعة أرواح!

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما تزال الأحداث الجارية تضرب أداء حكومتنا فى مقتل كل يوم، ولكنها حكومة لها سبعة أرواح كما يقولون، حتى أن أحدا لم يعد يتوقع انهيار الحكومة قبل أن تنهار البقية الباقية منا، فهذه أزمة الأنفلونزا الأخيرة قد أثبتت أننا قوم غافلون عن مصالحنا نابهون فى خلق الفوضى الهدامة لأهم أسس التنمية فى أى مجتمع وهما الصحة والتعليم، وأننا نعانى من سوء تقدير الأمور، فنحسب للصغائر ألف حساب، حتى أننا نقترف من الكبائر ما يقينا منها، وعندما تأتينا الأحداث الجسام إذا بنا نستهين بها ونغفل عن آثارها، وبعيدا عن الكلام النظرى دعونا نتساءل لماذا لم تحذو حكومتنا حذو الآخرين، حيث تم تطعيم طلاب المدارس ضد هذه الأنفلونزا الوبائية حتى يتم ضمان انتظام التعليم، بينما قام آخرون بتطعيم الطلاب ضد الأنفلونزا الموسمية، حتى ينحصر الاشتباه فى أعداد قليلة يسهل محاصرتها وعلاجها ويقل تأثيرها على انتظام التعليم، ورغم رفع شعار التطعيم قبل التعليم من الكثيرين، إلا أن حكومتنا لم تفعل سوى المخاطرة بحياة الطلاب وتعريض التعليم لخطر الانهيار، وكل من يستمع لأعداد الفصول والمدارس المغلقة يوميا يصاب بالهلع، إلا الساكنين فى وزارة التربية والتعليم، ومن المضحك المبكى أنهم ما يزالون يطبقون نظام التقويم الشامل للطلاب الذين أغلقت فصولهم أو مدارسهم أو تنتظر الإغلاق، ومن المضحك المبكى أيضا أن وزارتنا ما زالت ترفع شعار الجودة الشاملة فى التعليم، وشعارات المدارس الفعالة والمدارس المنتجة، وتحسين التعليم، وهى شعارات جميلة ليس لها صلة بالتعليم المتدنى فى كل مدارسنا الحكومية بلا استثناء، ومن المضحك المبكى أن وزارة الصحة ترفع الشعارات نفسها تقريبا، ولكنها لم تستطع توفير لقاح المرض للطلاب طوال شهور حتى بدأت الدراسة، بينما تم توفيره لكبار المسئولين والحجاج، ومن المضحك أن أعضاء مجلس الشعب رفضوا التطعيم المجانى، خوفا من الشائعات حول مضاعفاته، رغم أن عملهم يفترض مخالطتهم لأفراد الشعب كله، وما زالت وزارة الصحة تحذر وتحذر من زيادة الإصابات المتوقعة، وعدم كفاية المعامل المركزية فى تحليل العينات لآلاف المشتبه فى إصابتهم، ثم رفعت وزارة الصحة يديها عن تحليل عينات المشتبه فيهم وإحالتها للمعامل الخاصة، والغريب أنهم يريدون الآن إلغاء استقلالية مستشفيات الحميات المتخصصة وإلحاقها للمستشفيات العامة، وذلك بدلا من دعمها بالخبرات والأجهزة التى تفتقر إليها، أما وزارة التعليم العالى فكانت واضحة فلا غلق للكليات مهما ظهر من الإصابات ولا تطعيم ولا أطباء بالكليات ولا حجرات عزل هزلية ولا إجراءات صورية، ولكن ما زالت جودة التعليم الجامعى شعارا مرفوعا فى مستندات الإنجازات، ويفهم كل من يستمع لوزراء التعليم والصحة أنه من الأفضل منع الطلاب من الذهاب لمدارسهم أو كلياتهم بقرار من أولياء الأمور أنفسهم.

ثم جاءت مساهمة وزارة النقل ممثلة فى هيئة السكك الحديدية على صورة حادثة مروعة فى مثلث برمودا المصرى بالعياط، وتمت إقالة وزير النقل وبقيت الحكومة بلا وزير نقل، وكأن حالنا بلا وزير أفضل، ولكن ما زالت فى الحكومة روح ولم تلفظ أنفاسها الأخيرة، ويبدو أنها تنتظر أن يلفظ الشعب المصرى روحه قبلها!
ولكن مازال فينا نفس لنصرخ فى حكومتنا ذات الأرواح السبعة حتى تستمع إلينا، وتوفر التطعيم اللازم لطلابنا لحمايتهم، وتوفر الأمان فى مواصلتنا، وأخيرا نرجوها أن تترك التعليم كما كان فى السابق رديئا، لكنه موجود!






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة