د. طارق اسماعيل

اتفاق على العلاج قبل الاتفاق على التشخيص

الأربعاء، 18 نوفمبر 2009 09:46 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتشرت مؤخراً موجة الاقتراحات بخصوص مصير نظام الحكم فى مصر وكان آخرها حديث الأستاذ هيكل مع المصرى اليوم وما تبعه من مقالات مؤيدة ومعارضة.

محور النقاش هو مطالبة الرئيس باتخاذ خطوات لإنقاذ مصر من حالة الديمقراطية الزائفة وحالة تفشى الفساد وانهيار الدولة، بالطبع هذا التشخيص يأتى من خارج دائرة الحزب الحاكم والمنتفعين بالحزب الحاكم، هم يقترحون على الطبيب المعالج (الرئيس مبارك) علاجاً مختلفاً عن العلاج الذى أوصى به. المشكلة الأساسية ليست فى اختلاف العلاج أو اختلاف الرأى – وما أكثره فى الطب وخلافه - بل بالعكس الاختلاف صحى ومطلوب.

الطبيب المعالج والفريق المعاون له يرون أن أفضل علاج هو المضادات الحيوية وجرعة فيتامينات، الفريق الآخر يرى أن المريض "نظام الحكم" يحتاج لعملية نقل قلب! لم يكتفِ الفريق المعارض بهذا الاختلاف الشاسع فى التشخيص ولكن أعضاءه الآن يدرسون ويناقشون فيما بينهم توصياتهم للطبيب المعالج بإجراء العملية إما فى أمريكا أو فى فرنسا.

هل يمكن أن نتفق على الإجابة قبل أن نتفق على السؤال؟
فى رأيى المتواضع أن الخطوة الأولى يجب أن تكون حواراً بناءً وعلى مستوى عالٍ لكى نصل إلى اتفاق على تشخيص الحالة، فى غياب مثل هذا الحوار ثم الاتفاق ولو بدرجة ٧٠٪ على الخطوات المطلوبة لن يكون هناك أمل، أما أى مقترحات للرئيس من عينة المريض يحتاج لنقل قلب قد تكون حالمة ورومانسية، لكنها تضييع وقت! إذن مهمتنا الأولى كيف نصل لأذن الرئيس بلا تجريح عن طريق المقربين منه أو عن طريق البرامج التى يشاهدها؟

من المؤكد أن أى رئيس يسعى لقياس نبض الشارع بما فيه المفكرين وهذا غالباً ما يتم عن طريق معاونيه، قد لا يقرأ إلا الصحف القومية وتقارير الأمن وملخصات لما ينشر فى الصحف الأخرى، سمعنا أن أغلب معاونيه يفكرون بعقلية "ما حدش يزعله"، ولكن ألا يوجد استثناء؟ بالطبع لا نتوقع أن يستجيب الرئيس لكل طلب ولكل فكرة ولكننا نتوقع قليلاً من الحوار وشيئاً من الاستماع لوجهات النظر الأخرى.

إذا كانت هناك ممرضات يخفين رسم القلب عن الدكتور، فلنبحث عن ممرضة أو مساعد مهتمين بصحة المريض "نطام الحكم" أكثر من مزاج الطبيب، السبيل الوحيد لإقناعه أن المريض يحتاج لنقل قلب أن نراجع معه نتائج فحوصنا ونقنعه بإجراء الفحوص الدقيقة اللازمة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة