عقد المنتدى الأدبى لأمانة القاهرة، بحزب التجمع أمس الاثنين ندوة لمناقشة رواية "هورجادا سحر العشق" للمخرج السينمائى "رأفت الميهى" والصادرة عن دار البستانى للنشر والتوزيع، وناقشه كل من الأستاذ الدكتور "صلاح السروى"، والأستاذ الدكتور "شريف رزق"، وأدار الندوة الأستاذ "أسامة عرابى"، وحضر الندوة عدد كبير من المبدعين والمثقفين.
قال عرابى: إن "رأفت الميهى" واحد من أبرز كتاب السيناريو فى الستينات، تخرج من معهد السيناريو عام 1964م، وكان تلميذًا مجتهدًا للمخرج "صلاح أبو سيف"، قدم فيلم "عيون لا تنام" عام 1981م، كأول تجربة إخراجية له، مستوحيًا السيناريو من مسرحية أمريكية هى "رغبة تحت شجرة الدردار" للكاتب "أوجين أونيل"، وقدم فيلم "الأفوكاتو" عام 1983م، وهو فيلم ينتمى إلى ما يسمى بالكوميديا السوداء، والفيلم الثالث "للحب قصة أخيرة" عام 1984م، وهو مزيج من العلاقات الإنسانية المتناقضة.
"هورجادا سحر العشق" رواية رفضت الرقابة المصرية دخولها إلى مصر، لما تحتويه من "عبارات خارجة ورؤية فيها مساس بالأديان"، إنها تروى قصة حب طاهرة بين بنت مسيحية الديانة وشاب مسلم، وتتناول الرواية الأبعاد الفكرية والاجتماعية تجاه هذه القصة ونظرة المجتمع والدين تجاه الشاب والفتاة ما بين الواجب والأعراف وما بين الحب الطاهر ولغة القلوب البريئة، وكيف أن العلاقة الإنسانية ما بين البشر لا تعرف الأديان ولا تضعها حاجزًا أمام العطف الإنسانى والرحمة.
وقال الدكتور "صلاح السروري": إن الرواية عمل أدبى استغل تقنيات السينما فاكتملت الصورة الإبداعية لدى القارئ، غير أن الرواية لا تقدم سحر العشق بصورة كاملة، بل أعتقد فى ظنى أنها رواية عن الحب والفقد، الحب المتطرف والمفرط لأبعد الحدود، تحمل الرواية من بقايا السينما سمة الصدفة التى نراها فى الرواية، كما أن الرواية تقدم حالات أكثر منها نماذج بشرية، وأعتقد أن الهدف من الرواية هو تقديم "زهرة هورجادا" على صورة مريم البتول، والتى ظلت طوال الرواية ترقص بين الأصدقاء التى جعلتهم رقباء على أنفسهم، إلى أن تحولت مجدلية بعد ذلك، كما أن الرواية تؤكد على أنه لا يمكن أن تحل إشكالية الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين إلا بالحب.
وتناول الدكتور "شريف رزق" شعرية الأداء السردى فى رواية "هورجادا سحر العشق"، كما تناول العتبات النصية وهى آخر ما يضعه المؤلف، وأول ما يقرأه القارئ، فالعنوان يحمل دلالة شاعرية، وسرعان ما يعرف القارئ دلالته بعد صفحات قصيرة من القراءة فى صفحة 24، كما أن بناء الرواية ينتمى إلى شكل المتوالية السردية لأنها مكونة من مجموعة معنونة بأسماء شخوصها، بهذا يمكن أن نقرأ كل شخصية، فى صورة متوالية، ولكن هناك ما يربط بينهما، والمتوالية تجمع بنية القصة القصيرة داخل بنية الرواية، ويبدو أيضًا فى الرواية سرعة الإيقاع السردى والتكثيف، عن طريق السارد العالم الذى يرى كل التفاصيل الخارجية والداخلية أيضًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة