هذا العنوان الرهيب كان جزءا من عناوين أخرى شديدة البشاعة تتصدر موقع جريدة الشروق الجزائرية (الشروق أون لاين).. ومع هذا العنوان عناوين أخرى أنقل لكم بعضا منها: (مناصرو الخضر قضوا ليلة من الرعب فى ستاد القاهرة) (الأمن المصرى تعمد نقل حافلة المناصرين عبر الأحياء الشعبية للتهجم عليها) (ادخلوا مصر آمنين وأخرجوا منها مصابين ومنهارين).. وفى التغطية قصص أخرى يشيب لها الجنين فى بطن أمه عن ممارسات نازية تم ارتكابها بحق المشجعين والمواطنين الجزائريين فى القاهرة وهى لم تتوقف عند الضرب والسحل والقتل وإنما وصلت إلى إجهاض الحوامل وتعرية النساء وكل مقومات الهمجية التى نسبت الجريدة أنها تمت بشكل منظم وممنهج من جانب المصريين جميعا كشعب وحكومة.
ليست الشروق الجزائرية وحدها التى نشرت مثل هذه الأخبار.. جريدة الخبر الجزائرية أيضا نشرت نفس الأخبار والمعلومات.. ونحن هنا لا نتحدث عن صحافة صفراء أو تابلويد وإنما عن صحيفتين من أكبر صحف الجزائر الناطقة بالعربية.
سواء كنت مصريا أو جزائريا.. أو من أى جنسية وقبيلة أخرى فمن حق أى بنى آدم أن تغلى دماؤه فى عروقه وهو يقرأ هذا الكلام.. ولأن الكلام يتضمن وقائع محددة فمن السهل على جهات التحقيق المصرية والجزائرية أن تتأكد من كذب أو صدق هذه العناوين الشيطانية وتحدد إذا كانت الصحيفة تصطاد فى الماء العكر أم تقدم حقائق تحترم القارئ لتستحق أن يحترمها البشر.. فنحن هنا لا نتحدث عن حرب إعلامية (هايفة) تورط فيها إعلاميون وصحفيون غير مسؤولين هنا أو هناك وحولوا مباراة لكرة القدم إلى أم المعارك وأم المباريات.. وإنما نحن هنا أمام أخبار تتناقلها الصحافة ويجب الحكم عليها بالمعايير الصحفية.. والمعايير الصحفية تفصل بين الرأى (مهما كان خبيثا أو موجها) وبين الخبر.. الخبر هو معلومة ليس لها لون ولا انتماء، وتزييف المعلومات هو أسوأ خطأ مهنى وأخلاقى يمكن أن تقع فيه صحافة أيا كان موقعها.
صحيح أن السفير الجزائرى فى القاهرة نفى بشكل واضح وقوع أى قتلى بين المواطنين الجزائرين فى القاهرة. وصحيح أن أهل السياسة فى القاهرة والجزائر يتشابهون فى عدم الكفاءة وعدم القدرة على مخاطبة الرأى العام بلغة المعلومات.. هم يعرفون فقط لغة الشعارات والخطب الرنانة ومخاطبة مشاعر الشعبين ولكنهم أبعد ما يكون عن مخاطبة عقولهم، ولكن الموقف الآن لم يعد يتحمل المزيد من الأكاذيب هناك دماء سالت وستسيل، وهناك جذور وتراث ودين ولغة وتضحيات وجينات موروثة إشترك شعبان فى حملها وصيانتها لمئات السنين وأصبحت مهددة فى غمضة عين بأن تحترق بنيران كراهية حمقاء تصنعها عناوين صحفية تقدم الأكاذيب فى صورة معلومات.
مطلوب التحقيق فى المعلومات والوقائع التى نشرتها صحيفة الشروق الجزائرية وأى صحيفة أخرى قامت بتغطيات مشابهة فى القاهرة أو الجزائر فإذا كانت المعلومات صحيحة فمن حق المصريين قبل الجزائرين المطالبة بعقاب الفاعلين والمتسترين عليهم، وإذا كانت المعلومات كاذبة فمن حق الجزائريين قبل المصريين المطالبة بعقاب رادع ضد هذا النوع من الصحافة الذى تجرد من أبسط أخلاق وآداب المهنة وأراد أن يتورط فى بث شائعات الكراهية والحقد بهذه الطريقة.
هناك وقائع محددة ذكرتها الصحف الجزائرية ومهما بدت هذه الوقائع مبالغا فيها أو غير قابلة للتصديق (مثل حكاية الحوامل اللاتى أجهضن، فهل تذهب الحوامل أصلا للأستادات الرياضية) فيجب أن يعتبرها النائب العام المصرى بمثابة بلاغات تستحق التحقيق السريع والعادل والشفاف، وأطالب أن يقوم النائب العام الجزائرى ونقابة الصحفيين الجزائريين بالتحقيق فى المصادر التى اعتمدت عليها الصحف الجزائرية لنشر هذه المعلومات ومعاقبة أى صحف يثبت أنها نقلت أخبار ومعلومات كاذبة أو ناقصة أو مغلوطة.
وحدها فضيلتا العدالة والصدق هما اللتين يمكن أن تنزعا فتيل الفتنة التى جرت، فلا تتركوا الأزمة فى يد أهل السياسة فى الجانبين فهم أبعد ما يكون عن الفضيلتين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة