عرض مساء أمس الاثنين النسخة المرممة من فيلم "المومياء" للمخرج الراحل شادى عبد السلام بسينما جودنيوز فى إطار فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، وذلك بمناسبة إهداء الدورة إلى اسم المخرج الراحل.
وشهدت القاعة حضورا كبيرا من الجمهور لرؤية النسخة الجديدة من "المومياء" بعد أن رممتها مؤسسة سينما العالم، ويعد الفيلم هو الوحيد للمخرج شادى عبدالسلام الذى عمل كمصمم ديكور للعديد من الأفلام السينمائية المهمة ومنها "وا إسلاماه"، و"الخطايا"، و"رابعة العدوية"، و"بين القصرين" و"السمان والخريف".
وتدور أحداث الفيلم حول قصة حقيقية وقعت فى الدير البحرى حول إحدى العائلات الكبيرة التى كانت تتاجر فى الآثار الفرعونية، ووصول بعثة أثرية من القاهرة إلى وادى الملوك عام عام 1881 للبحث عن آثار الأسرة الـ21.
وأقيمت عقب العرض ندوة أدارها المخرج محمد كامل القليوبى وحضرها العديد من صناع الفيلم ومنهم مصمم الديكور صلاح مرعى ومهندسة الديكور رحمة منتصر وأنسى أبو سيف والروائى علاء أديب والفنان محمد مرشد والناقد السينمائى مصطفى درويش.
ورغم أهمية الندوة إلا أنها لم تحظ بحضور إعلامى كبير، ولم تتناسب التغطية الإعلامية مع قيمة الحدث وأهمية الفيلم، خصوصا أن المهرجان يهدى دورته الحالية للمخرج شادى عبدالسلام.
وقال الناقد مصطفى درويش إنه وقت التحضير للفيلم كان يشغل منصب رئيس الرقابة على المصنفات الفنية وأنه فوجئ بالشركة المنتجة "مؤسسة السينما الحكومية" تطلب منه عدم إجازة الفيلم، حيث أبلغه مدير الشركة وقتها عبد الرزاق حسن بأن وزير الثقافة ثروت عكاشة وقتئذ كان متحمسا له بشدة، لكن الشركة كانت تمر بضائقة مالية وكانت ترى الفيلم غير تجارى ولن يحقق أرباحا، لذا طلبت منه رفض الفيلم رقابيا، لكنه أبلغهم بأن العمل لا يوجد به أى شىء يدعو لرفضه.
أما مصمم الديكور صلاح مرعى شقيق بطل الفيلم أحمد مرعى أوضح أن المشهد الأساسى الذى علق فى ذهن شادى عبدالسلام وتحمس من أجله لعمل هذا الفيلم يتمثل فى خروج السيدات فى القرية وراء الموميات أثناء نقلها من مقرها إلى القاهرة، ونحيب وبكاء السيدات وكأنهن يمشين فى جنازة، وهو مشهد النهاية فى الفيلم.
وقال مدير الندوة محمد كامل القليوبى، إن الفيلم تكلف 90 ألف جنيه، وهو ميزانية وقت تنفيذه عام 1969، وحقق حتى الأن أرباح تقدر بـ12 مليون دولار، وعندما يعرض على أى قناة فضائية أجنبية تدفع حوالى 50 ألف دولار قيمة العرض ليلة واحدة.
أما مهندس الديكور أنسى أبو سيف فأشار إلى أن الفيلم ليس عن سرقة المومياوات فقط، بل عن سرقة بلد بأكمله، على حد تعبيره، وأن شادى بدأ فى كتابة الفيلم عام 1964 واستغرق حوالى 5 سنوات لخروجه إلى النور.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة