احتفلت الكاتبة هبة العفيفى أمس الاثنين بتوقيع كتابها "بالنيابة عن جسدى" بمكتبة البلد وسط نخبة من الكتاب والمثقفين، ومنهم الكاتبة "فريدة الشوباشى" والكاتب "مصطفى فتحى" والشاعر "ياسر الزيات".
تحدثت "العفيفى" عن الكتاب قائلة: "حاولت أن أعبر عن معاناة البنت فى الشارع، ونظرة المجتمع إلى "الأنثى" التى اختصرت فى مجرد جسد وشكل فقط، فتناولت نظرة المجتمع إلى المطلقة وإلى المغتصبة وتحدثت عن تجربتى الشخصية مع الحجاب".
ثم تحدث مصطفى فتحى عن الكتاب وقال: "الكتاب واقعى جدا، فعندما تقرأه تشعر أنك سمعت هذا الكلام من أختك أو من والدتك من قبل". وأضاف: "هى تجربة حقيقية دون تمثيل أو مبالغة".
ثم تساءل أحد القراء عن "فكرة اختصار البنت فى الجسد" وقال: "هل هذا يرجع إلى المرأة أم الرجل"؟
فأجابت "العفيفى": بل يرجع إلى الموروث الثقافى الذى زرع فى نفوسنا تلك الأفكار، فحرم على "المرأة" التمرد والعمل والتفوق وكل شىء.
اختلف معها "مصطفى فتحى" وقال: لا نستطيع أن نجزم أن كل الرجال ينظرون إلى المرأة تلك النظرة، فهناك الكثير من الرجال الذين يؤمنون أن المرأة إنسان، وسبق أن رأيت جروبا على الفيس بوك بلغ أعضاؤه ما يقرب من 10000 فتاة يطالبون بعودة الفتاة إلى المنزل، واستكمل: "فلا ننكر أن للمرأة دورا فى هذه الأزمة".
وتداخلت معه قارئة وقالت: لأن المرأة عندما خرجت إلى الشارع تعرضت للتحرش الجنسى والعنف اللفظى فرأت بعض الفتيات أن العودة إلى المنزل هو أفضل الحلول.
ثم انتقد أحد القراء" "العفيفى" وقال: كنت قاسية جدا فى كلمتك الأخيرة فى الكتاب عندما قلت "أقول لكل الرجال "طظ فيكم".
وعن تجربة "العفيفى" مع الحجاب سألتها إحدى القارئات: ذكرت فى كتابك أن غير المحجبة تتعرض للاضطهاد من قبل المحجبات، فما هى الأسباب من وجهة نظرك؟
فأجابت "فريدة الشوباشى" منذ العام 2000 بدأت موجة ارتداء الحجاب فى مصر، فأصبحت غير المحجبة مسيحية أو غير مؤدبة، وأضافت: هناك أكذوبة واضحة تنادى بأن الحجاب "حرية شخصية" بل هو تيار سياسى وفهم خاطئ للدين وتشويه للمرأة وللمجتمع، واستكملت: منذ ثلاثين عاما نبهت إلى خطورة استخدام مفردات خبيثة مثل "الإرهاب الإسلامى" فبعد سقوط الاتحاد السوفيتى بحثت "الولايات المتحدة" عن عدو جديد، وقد سهل "الحجاب" عليهم تلك المهمة لأن الحجاب استطاع أن ينمط المصريين وحقق نوعا من الفرز الطائفى فى الشارع المصرى، وتساءلت: "ما معنى الحجاب فريضة، والنقاب فضيلة؟ وقالت: "انت بتتفضلى على ربنا، فإذا كان من حق المنقبة أن تختبئ فمن حقى أن أعرف من يجلس إلى جوارى".
وعن أسباب تدنى وضع المرأة فى المجتمع قالت الشوباشى: "الرجل يقهر فى المجتمع بسبب النظام أو لعوامل أخرى عديدة فيحاول أن يصب غضبه فى المرأة ويقرر أن جسدها، وشعرها، وصوتها عورة، وكلها حرام".
اختتمت الحديث قائلة: تجربة "هبة العفيفى" جاءت فى عصر ردة ثقافية، ونحن بحاجة إلى مثل هذه الكتب والصيحات.