عثمان محمود مكاوى يكتب: هزمنا قبل المواجهة

الثلاثاء، 17 نوفمبر 2009 12:05 م
عثمان محمود مكاوى يكتب: هزمنا قبل المواجهة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هناك قواسم كثيرة سلبية تشترك فيها حكومات الدول النامية والمتخلفة منها عدم وجود فن لإدارة الأزمات والعشوائية فى القرارات وعدم وجود سياسة تسير عليها أثناء التخطيط . هذه القواسم صارت بارزة هذه الأيام فى سياسة حكومة مصر وهذا بسبب كيفية تعاملها فى مواجهة فيروس أنفلونزا الخنازير وخير مثال على ذلك هو كيف تعاملت معه وزارة التربية والتعليم.

فقد اتخذت الوزارة مجموعة قرارات عشوائية دون دراستها واتخذت قرارات أخرى لم تستطع تطبيقها على ارض الواقع! القرارات التى لم تستطع الوزارة الوفاء بها عدم توفير المطهرات و المنظفات.. إلخ من مواد مطهرة للمدارس لتنظيفها ولغسل الطلاب أيديهم بها. أو توفير الكمامات التى تحمى الطلاب من العدوى. وبذلك سيصبح أن لم يكن أصبح الطلاب عرضة للإصابة والعدوى بهذا الفيروس الخطير. أما القرارات العشوائية التى اتخذت دون دراسة فهى تقسيم الفصول التى يكون أعداد الطلاب بها يتراوح ما بين 40 إلى 60 طالبا وجعل نصف الطلاب فى الفصل الواحد يذهبون يوما والنصف الآخر يذهب فى اليوم التالى. ولم تكتف الوزارة بهذا بل قللت من زمن الحصة و المقرر له 45 دقيقة الى 30 دقيقة فقط !! لا أعلم إذا كان الذين اتخذوا هذه القرارات لم يدر بخلدهم نتيجة هذه القرارات على المستوى التحصيلى للطلاب أم لا؟! فمثلا المنهج الذى كان مقررا له الانتهاء منه فى شهر واحد بعد هذه القرارات وجب على المعلم أن يقوم بالانتهاء من تدريسه فى 15 يوما فقط !! و هذا نتيجة لتقسيم اعداد الطلاب داخل الفصول الى قسمين بالاضافة لتقليل المدة الزمنية للحصة كما ذكرت سالفا - الجميع يتسآءل طلاب و معلمون وأولياء أمور ومهتمون كيف يستطيع المعلم تدريس منهج شهر واحد فى 15 يوما فقط ؟! وكيف يستوعب الطالب منهجا كان مقررا لدراسته فى شهر واحد يستوعبه فى 15 يوما ؟! . كان حريا من الوزير يسرى الجمل وهو المسئول الأول أمام الله ثم أولياء الأمور والبرلمان أن يطالب مستشارو كل مادة دراسية القيام بتقليص مادته بكل حرفية و مهنية بحيث يتناسب مقدار ما يقدم من مادة علمية مع الوقت المخصص والمقرر له الانتهاء من تدريسها وحتى الآن لم يتم ذلك. هذا مثال يوضح لنا مدى التخبط وعدم وجود فن أو سياسة لإدارة الأزمات عندنا. الفيروس إلى الآن فى مرحلة كمون لم ينتشر بعد فما بالك حين يدخل مرحلة الجد و النشاط و هذا سيحدث فى الأيام القادمة مع بداية فصل الشتاء؟ أعتقد أن الفيروس سيلتهمنا بل لا أبالغ إذا قلت إنه سيبتلعنا خاصة فى ظل عدم وجود مصل مضاد له حتى الآن. إننا لا نملك إزاء هذا إلا الوقوف أمام الساحات رافعين أكفنا وبأعلى أصواتنا مبتهلين إلى الله "يا خفى الألطاف نجنا مما نخاف"!





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة