دعاء سلطان تنفرد بحوار صامويل آل جاكسون فى مهرجان القاهرة السينمائى : أخطاء الماضى منعتنى من استكمال مسيرتى السياسية.. لكن فى الفن الماضى لا يهم أحدا

الثلاثاء، 17 نوفمبر 2009 01:11 م
دعاء سلطان تنفرد بحوار صامويل آل جاكسون فى مهرجان القاهرة السينمائى : أخطاء الماضى منعتنى من استكمال مسيرتى السياسية.. لكن فى الفن الماضى لا يهم أحدا دعاء سلطان وصامويل جاكسون

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انفراد دعاء سلطان نقلا عن جريدة الدستور
هذا الممثل لا يملك وسامة جورج كلونى أو براد بيت، ولا خفة ظل آدم ساندلر وستيف مارتن، ولا رصانة جاك نيكلسون وأنتونى هوبكينز، ولا حيوية وحرارة روبرت دى نيرو وآل باتشينو، ولكنه يملك شذرات من كل هؤلاء.. خليط من لحم ودم وأعصاب ومشاعر جعلت اسمه يتصدر المشهد السينمائى فى السينما الأمريكية والعالمية.. جعلت جماهير عريضة فى العالم كله تحب وتعشق وتنتظر طلته، وإن تجاوز ظهوره فى الفيلم السينمائى مجرد مشهد عابر.. هو ملك وعبقرى الأداء الهاديء.. يعشق التمثيل بغض النظر عن حجم الدور أو شهرة فريق العمل.. لديه مبدأ يضعه نصب عينه: "الإخلاص.. يساوى الاستمرار".. ستجده إذا أردت ممثلا جمع بين العمل فى الأفلام الفنية الخالصة، وتفوق فيها، وستجده إذا بحثت عن ممثل تمكن من اختيار أدوار فى أفلام تحقق نجاحا تجاريا ساحقا، بل كاسحا، فحسب إحصاء مؤسسة Guinness World Records شارك هذا الممثل فى مائة فيلم، وتم وضعه فى قائمة أكثر نجوم هوليوود الذين شاركوا فى أفلام حققت إيرادات كبيرة، وبلغ إجمالى إيرادات أفلامه 7.47 مليار دولار.



صامويل آل جاكسون ذلك الممثل الأمريكى الأسود الذى ابتدع مهرجان "كان" عام 1991 جائزة أفضل ممثل مساعد - وهى جائزة غير موجودة ضمن جوائزه- فقط من أجل تكريمه عن دوره فى فيلم Jungle Fever.. ذلك الممثل الذى اختارت مجلة "إمباير" أداءه لشخصيته فى فيلم PULP FICTION كثانى أفضل أداء لشخصية سينمائية بعد شخصية تايلر ديردن فى فيلم FIGHT CLUB.. ذلك الممثل الذى رغم شهرته الكاسحة إلا أنه لا يخجل من قبول أدوار صغيرة فى أفلام مهمة مثل 2Kill Bill ثم دور راوى الأحداث فى Inglourious Basterds و Goodfellas، دون اعتبار لحسابات النجومية التى تجعل النجم يقدم قدما ويؤخر أخرى.. صامويل آل جاكسون ذلك الممثل المعروف بدأبه وانضباطه وأخلاصه.. التقيناه فى حوار خاص جدا وبعيد عن صخب أجواء مهرجان القاهرة السينمائى الدولى وضجيج المؤتمرات الصحفية فى هذا الحوار.



قلت فى حوار سابق لك إن على الممثل الذى يقول إنه لا يحب مشاهدة نفسه على الشاشة التوقف عن الكذب.. كيف تصف مشاعرك وأنت تشاهد نفسك على الشاشة.. هل تنتقد أداءك مثلا؟
لا انتقد أدائى أبدا، ولكنى أنتقد أداء المخرج وأسلوبه، لأنى دائما وعندما اشاهد أى عمل من أعمالى أتذكر اللقطات التى صورها المخرج واتذكر من كم زاوية التقطها، واتعجب واتساءل: لماذا اختار هذه اللقطة تحديدا؟

ما تقوله يؤكد لى أنك ممثل تحب نفسك كثيرا.. ألا تنتقد أداءك أنت كممثل وتقول لنفسك مثلا: "كان يمكن أن يكون أفضل من ذلك"؟
"أنا ممثلي المفضل".. فعندما يقول لى المخرج تعالى لنجرب طريقة معينة فى الآداء، أجربها، وأكون سعيدا إذا خرجت جيدة فى إطار الفيلم، ولكنى فى كل الأحوال أكون سعيدا بنفسى، فالسينما بشكل عام هى صناعة للمخرجين لا للممثلين.. المخرجون هم من يدخلون الغرف المغلقة ليختاروا المشاهد التى مثلتها، بينما لا أعلم أنا كيف ستخرج فى النهاية.. ولكن فى كل الأحوال.. أنا أحب ما أقدمه.

هل تمنيت أن تتم إعادة تصوير مشهد قدمته من قبل؟
لا.. لم يحدث ذلك مطلقا.

رغم هذه الثقة الشديدة فى أدائك على الشاشة، إلا أنه معروف عنك أنك تقطع تذكرة لكل فيلم تقدمه وتذهب لتشاهده مع الجمهور.. هل هذا من قبيل الخوف وترقب رأى الجمهور أم من قبيل حبك لمشاهدة نفسك على الشاشة؟
أفعل ذلك مع كل فيلم أمثل فيه لرغبتى فى معرفة ما إذا كان الفيلم سيحقق إيرادات أم لا، وهذا جانب مهم، والأمر الثانى الذى يدفعنى لمشاهدة أفلامى وسط الجمهور هو أن ألمس بنفسى ردود أفعال الناس حول الفيلم بشكل العام ودورى فيه بشكل خاص، كى أعرف ما إذا كانت ردود الأفعال متوافقة مع تخيلى عن الفيلم أم لا.



معروف عنك أيضا أنك تحضر أحياناً اجتماعات التسويق الخاصة بأعمالك رغم أن هذا ليس دورك، لماذا تفعل ذلك؟
أفعل ذلك رغم أنى أعرف جيدا أن التسويق وخططه لا تخص الممثل على الإطلاق، ولكنى أفعلها فقط، لأنى أود أن أعرف إذا ما فشل الفيلم إلى أى أحد سأتوجه باللوم.. من الذى أخطأ ومن الذى كان على صواب، ففى بعض الأحيان الأشخاص الذين يسّوقون للفيلم لا يدرون طبيعته ولا ما الذى يتناوله ومن الجمهور الذى يتوجه له الفيلم.

كيف أعطيت لنفسك هذا الحق وما الذى جعلك متأكدا إلى هذا الحد من أنك تعرف ما لا يعرفه مسئولو التسويق والدعاية؟
لا أدرى إن كان هذا أمر صحيح أم خاطيء، ولكنى فقط أرغب فى أن أمنح أفلامى أكبر فرصة للنجاح، فأنا شخصيا مشاهد، وعضو فى جمعية الجمهور، ولذلك عندما يبيع لى أحدهم أى فيلم أكون على علم تام بما أرغب فى مشاهدته.

بعض الممثلين في مصر يتدخلون فى كل صغيرة وكبيرة فى صناعة الفيلم السينمائى من سيناريو إلى إخراج ومونتاج.. ما هى حدود تدخل الممثل فى عملية صناعة الفيلم فى هوليوود؟
فى هوليوود لا يتدخل الممثل فى أى شيء متعلق بالقصة، ولكن مسموح بتغيير كلمة أو كلمتين على الأكثر فى السيناريو أثناء التصوير، لكن فى العموم من المستحيل أن يقول الممثل للمخرج ما الذى يأخذه وما الذى لا يأخذه.



متى يبدأ دور الممثل ومتى ينتهي، وما أهمية رأيه بعد بداية تصوير الفيلم؟
هذا يتوقف على من هو المخرج وما مدى العلاقة بينه وبين الممثل، فالأمر يبدأ باقتراحات ومناقشات تصل أحيانا إلى حد الاشتبكات والشجار، لكن كل هذا قبل التصوير، أما بعد التصوير فالرأى للمخرج وحده، كل ما يمكن أن يفعله الممثل هو أن يهدد بأن يفضح المخرج أمام الجمهور فى المؤتمر الصحفى للفيلم، فيقول إنه كان لديه مشهد مهم فى الفيلم، لكن المخرج قام بحذفه.

هل أقدمت على هذا الأمر من قبل؟
أقوم بذلك طوال الوقت!

قلت فى حوار صحفى إن صناع السينما فى هوليوود "ليسوا أصدقاء للجمهور" they're not audience friendly، ماذ عنيت بذلك؟
ليس جميعهم، لكن بعض صناع السينما يقدمون أفلاما لا تعنى أى شيء لأى أحد.. إنها لا تعنى سوى الشخص الذى أخرج الفيلم لسينما بيعملوا أفلام شخصية بعض الافلام لا تعني اي حاجة لاي شخص غير الشخص اللي عمل الفيلم، فمن يصنع فيلم يتمنى أن يراه العالم كله، لأن صناعة السينما لا تعنى أن يخرج المخرج فيلما ويمثل الممثل دورا ثم ينزوى فى غرفة مظلمة ليشاهده بمفرده.. بعض صناع هوليوود يفعلون ذلك، ولا يعلمون أن السينما بلا جمهور لا تعنى شيئا.



قبلت دورك فى فيلم Star Wars: The Phantom Menace دون أن تقرأ السيناريو ودون أى تحضير.. ما سر اهتمامك الشديد بتمثيل أى دور فى هذه السلسلة؟
كنت أشاهد أفلام Star Wars وتمنيت أن أعمل فيها بأى شكل من الأشكال.. وفى إحدى المرات كنت ضيفا فى إحدى البرامج فى لندن وسألتنى المذيعة عن مخرج لم أعمل معه واتمنى أن أعمل فى أفلامه، وكنت وقتها أعلم أن جورج لوكاس سيقدم جزا فى سلسلة Star Wars، فسمعنى بالصدفة أحد العاملين مع لوكاس، ويبدو أنه قال له، ففوجئت بعدها بالمخرج جورج لوكاس يعزمنى فى مزرعته، وسألنى: هل تحب أن تشارك فى فيلمى؟ فقلت له بلا تردد: نعم، فسألنى: ألن تسألنى عن دورك؟ فقلت له: ليس مهما الدور.. المهم أننى سأكون معك، ولم أقرأ السيناريو، لأنهم بعده مباشرة طلبوا منى أن أتوجه إلى لندن، ومن المطار إلى الغرفة التى سأرتدى فيها ملابس الشخصية وأعطونى ثلاث ورقات، قرأتها وعرفت من خلالها أننى سأجسد شخصية "ماك ويندو" وسأجرى حوارا مع شخصية "يودا" التى كانت وقتها لعبة مطروحة فى الأسواق، ثم أعطونى سلاحا، وأجريت تدريبات على الدور، ثم جسدته كما ظهر على الشاشة، وكنت أهم ثانى شخصية فى الفيلم، واعتبر هذا الدور من أدوارى المفضلة.

حصلت على ترشيح لأوسكار عن دور القاتل المحترف ذو الفكر والفلسفة الخاصة بفيلم كوانتن تارانتينو Pulp Fiction، ثم قمت بدور الراوى فى فيلمه الأخير Inglourious Basterds وقبلها عملت معه فى Kill Bill بدور صغير.. كيف ترى التعاون مع تارانتينو؟ وهل هناك تعاون قريب بينكما؟
كل مرة يكتب فيها ترانتينو فيلما، يجد فيها طرقة لوضعى فى الفيلم، فهناك علاقة قوية تربطنا.. كلما كتب فيلما يرسله لى وأصرح له أنا بدورى بأنى أريد أن أعمل هذا الدور أو ذاك، فشخصياتنا أيضا متقاربة.. هو مجنون وجامح وأنا كذلك، ونحن الاثنين نحب نفس نوعية الأفلام فكلانا من عشاق أفلام الرعب والأفلام الآسيوية، كما أن خلفيتنا الاجتماعية تقريبا واحدة، فهو طفل وحيد لأهله وأنا كذلك.

تقوم بدور الرجل القوى القاسى فى أفلامك فى الغالب، ومع ذلك أطلق عليك لقب King of Cool أو Mr. Cool، من أين جاء هذا اللقب؟
أنا فى حياتى الشخصية، لست إنسانا Cool، لكن من الممكن أن يكون اللقب قد جاء من خلال الشخصيات التى أجسدها على الشاشة والتى أظهر فيها كرجل واثق فى نفسه ولا يهمه أى شيء ولا أى أحد.



تستعد لدخول 10 أفلام خلال الـ 18 شهر القادمة حسبما كُتب على موقعك الرسمى، وهو نشاط كبير للغاية فى وقت قصير، ألا تعتقد أنه نشاط زائد عن الحد؟
هذا الرقم مبالغ فيه جدا، فأنا استعد لتقديم دور مكون من 9 أجزاء سأقدم خلالها نفس الشخصية، وذلك فى فيلم Iron man .

كنت فى الستينيات ناشطا سياسيا تحارب من أجل حقوق السود، هل إذا كنت أكملت فى عالم السياسة، كان هناك احتمال أن تصبح الآن رئيسا للولايات المتحدة؟
أولا لم أكن أملك مالا يكفى لاستكمال مشوارى السياسى ولم أكن مؤمنا بمستقبلى كسياسى، ولو كنت قد أكملت فى مجال السياسة، كان سيصبح هناك جماجم وهياكل عظمية كثيرة فى حياتى، لأن لدى ماض مظلم.

تقصد بمظلم.. حزين أم قاس؟
ليس حزينا ولا قاسيا، ولكن توصيفه الصحيح هو مظلم، فقد ارتكبت فى الماضى أخطاء فى حياتى، ولو كنت أكملت فى عالم السياسة كانوا سيلوحون لى بها ويشّهرون بى.

ألم يزعجك أحد بماضيك المظلم وأنت فنان مشهور؟
فى الفن.. الماضى لا يهم أحدا.

هل ذلك سببه أن جمهور السينما والفن عموما أكثر سماحة من محترفى السياسة وممارسيها؟
بالطبع، لأنه ليس من المهم أن تكون أصدق إنسان حتى تصبح ممثلا، فالممثل يكذب أحيانا، لكن فى السياسة لابد أن تكذب كثيرا جدا حتى تكون الشخص المثالى ووقتها ستصبح سياسيا مهما.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة