يعيش المسلمون فى ألمانيا هذه الأيام، حالة قلق بعد إسدال الستار على حادثة قتل مروة الشربينى والحكم على قاتلها بالسجن مدى الحياة، حيث يخشون من أن يصبحوا أكثر تعرضا لهجمات من قبل العنصريين هناك.
وقالت صحيفة التايم الأمريكية، إن المسلمين فى ألمانيا شاهدوا باهتمام مثلهم مثل بقية العالم الإسلامى محاكمة قاتل مروة الشربينى، كوسيلة لمعرفة مدى جدية الدولة فى مواجهة الاتجاه المتزايد فيها من الإسلاموفوبيا والعنصرية. فقد كانت هذه الجريمة صادمة بدرجة كبيرة بسبب وحشية القاتل ألكسندر فينز وتبجحه، حيث قام بطعن مروة 18 مرة فى قاعة المحكمة أمام ابنها البالغ من العمر 3 سنوات وفى وجود زوجها علوى عكاظ الذى تعرض للهجوم أيضا.
ولم تكن هذه الجريمة غائبة عن اهتمام الإعلام الألمانى فقط، بل إن السياسيين الألمان اتهموا بالتهرب من أسئلة حول هذه القضية لتجنب مناقشة مشكلة زيادة العداء للمسلمين فى ألمانيا. ويقول كنان كوليت رئيس الجالية التركية فى ألمانيا إن العداء للمسلمين ما زال أمراً ممكناً. فالإسلاموفوبيا موجودة فى ألمانيا ويجب التعامل مع هذه المشكلة، قبل أن يصبح الوقت متأخراً للغاية، داعياً الساسة الألمان إلى عدم وصم المسلمين.
وأشارت التايم إلى سعادة البعض بالحكم بالسجن مدى الحياة ضد قاتل مروة، ومنهم السفير المصرى فى ألمانيا، الذى رأى أن الحصول على الحد الأقصى للعقوية له معان كثيرة، وهذا يعنى أن الجالية المسلمة يمكن أن تشعر بأن العدالة قد تحققت، فى حين قال المتحدث باسم الخارجية المصرية حسام زكى إن الحكم يمثل ردعاً للهجمات ذات الدوافع العنصرية فى ألمانيا الأمر الذى من شأنه تعزيز العلاقات المصرية الألمانية.
وفى نفس الوقت فإن البعض لم ينظر إلى الحكم بشكل إيحابى مثل طارق الشربينى شقيق مروة، الذى قال إن القانون الألمانى سيسمح بإطلاق سراح القاتل بعد 15 عاما.
ويعترض كوليت على الافتراض بأن الحكم سيساعد فى الحد من أى هجمات على المسلمين مستقبلاً. فالبعض يعتقد أن المحاكمة ربما جعلتهم أكثر عرضة للخطر، والنساء المسلمات المرتديات للحجاب لا يزلن فى مواجهة خطر تعرضهن لاعتداءات.
من ناحية أخرى، دعا كثير من المعلقين فى الصحف الألمانية إلى بذل مزيد من الجهود لدمج المسلمين فى المجتمع الألمانى وفضح العنصرية. فقالت إحدى الصحف فى افتتاحيتها إن صورة ألمانيا تعرضت لضربة قاسية بسبب عدم تعاطف الألمان مع الشربينى وعدم وجود رد فعل من جانب السياسيين بعد عملية القتل. ومضت الصحيفة فى القول إن التفكير فى المسلمين فى ألمانيا يرتبط بالزواج القسرى وجرائم الشرف والإرهاب. والآن أصبح هذا المعتقد موضوع شكوك. فقتل مروة الشربينى جعل مشكلة الإسلاموفوبيا فى دائرة الضوء العام، ويجب أن يلتفت الرأى العام لهذه المشكلة الآن.
وسلطت التايم الضوء على ما أسمته جهود المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فى التواصل مع الجالية المسلمة فى السنوات الأربع الماضية، لتسهيل تكامل أفضل معهم من خلال استضافة المؤتمرات الخاصة التى تهدف إلى معالجة هذه المسألة، إلا أن الكثير من المسلمين يعتقدون أن وسائل الإعلام الألمانية لديها دور لتعلبه، فهى المسئولة عن ربط المسلمين بالإرهاب.
للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به
صحيفة التايم الأمريكية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة