رغم خبرتى الكروية المحدودة، بل المعدومة، إلا أننى كنت فى أشد حالات الإشتياق إلى هذا الحلم الغالى .. حلم الصعود لكأس العالم، فتمسكت بأملى هذا حتى آخر لحظة ولم أترك أى فرصة لليأس أن يفترس حلمى لأنه ليس حلمى وحدى بل حلم الشعب المصرى كله و الذى يشتاق لأى لحظة سعادة.
احتفالية رائعة قضيناها بعد إنتهاء مباراة مصر والجزائر والتى انتهت بفوزنا الغالى على المنتخب الجزائرى و وجدت فرحتى و سعادتى بهذا الفوز الرائع المشرف تتلاحم و تعانق فرحة الـ 80 مليون مواطن مصرى.. لقد كنا فى أشد الحاجة لهذا الفوز فالكرة أصبحت هى ملاذنا ومصدر سعادتنا الوحيد بعد أن انتشر الفساد فى كل بقعة من بقاع الوطن .. فلو لا قدر الله انهزمنا فى المباراة لكان سيصبح شيئاً قاسياً علينا. الحمد لله حققنا الفوز وفى انتظار تأكيد النصر يوم الأربعاء القادم بمشيئة الله.
أصبحت كرة القدم هى الشىء الوحيد التى نعبر من خلالها عن حبنا لبلدنا، فرغم اختلاف ثقافتنا و ديانتنا و اتجاهتنا السياسية و الفكرية إلا أننا لحظة الفوز ننسى الخلافات والصراعات والمشاكل وأى شىء من الممكن أن يفسد علينا تلك اللحظة المبهرة والتى تحتاج إلى آلاف من المخرجين والمصورين كى يعبروا عنها.. إنها لحظة صدق و تلقائية تخفف عنا همومنا ومشاكلنا.
السؤال الذى حيرنى وأرهقنى من كثرة التفكير فيه لماذا أصابنا مرض التعصب فى مقتل.. فنحن أولاً وأخيراً شعب عربى واحد وتاريخ مصر مع الجزائر ومساندتنا للجزائريين أثناء الاحتلال الفرنسى للجزائر ومساندة الجزائر لنا بعد هزيمة 1967 وأثناء حرب أكتوبر 1973 معروفة ومعلومة لهم ولنا، ولكن حدث ولا حرج فهناك خطاً أحمر فى كرة القدم بالتحديد، وهناك من هم أكثر منى خبرة فى المجال الكروى لكى يتحدثوا بشكل أفضل منى ولكن ألا يكون الموضوع متخذاً أبعاداً أخرى وكرة القدم هى فقط القشرة الخارجية للموضوع.
لقد لعب الإعلام المصرى والجزائرى دوراً خطيراً فى زيادة جرعة التعصب بين الشعبين قبل الفريقين وأقلام قليلة فقط هى التى حاولت تهدئة الأوضاع، ولكن لابد وأن نلتمس العذر للفريقين فهما ينتظران لحظة التأهل لكأس العالم 2010 منذ سنوات بعيدة و أنا لن أنكر على نفسى أننى أتمنى أن ينتصر منتخبنا المصرى ولكن دون أن نخسر علاقتنا بالشعب الجزائرى.
أحمد عبد الفتاح السيد محمد يكتب: فرحة الفوز الغالى وحلم 80 مليون مصرى
الثلاثاء، 17 نوفمبر 2009 12:03 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة