مبروك لمصر ولشعب مصر الانتصار الكروى الذى حققه الفريق القومى لكرة القدم فى لقائه مع الجزائر (2/ صفر)، ونأمل أن تكتمل فرحة الجماهير المصرية والعربية يوم الأربعاء القادم فى السودان بصعود المنتخب المصرى للمنافسة فى مباريات كأس العالم.
هذه الفرحة الغامرة تكتمل أيضًا- إن شاء الله- حينما ننتصر على أنفسنا ونفوز فى معترك الحياة فى شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والعلمية والصحية، وغيرها، ولكن لى بعض الملاحظات فى هذا السياق منها:
إعطاء الموضوع أكبر من حجمه وخروجه من مجرد مباراة كرة قدم مهمة بين فريقين إلى معركة حربية تستخدم فيها كل الوسائل المشروعة والغير المشروعة بالرغم من أن كرة القدم تعتبر جزءًا من الرياضة وليست كلها.
الزخم الإعلامى المستفز- فى كثير من الأحيان- فى مصر والجزائر بوسائله المتعددة من فضائيات وصحف وإنترنت والفيس بوك واليوتيوب والمجموعات البريدية، وغيرها من الوسائل التكنولوجية، والإنفاق المهول من أجل تغطية المباراة إعلاميًا.
انصراف كل فئات المجتمع والمسئولين إلى الاهتمام بالمباراة لدرجة أنك تشعر أن المهمة الأولى والأخيرة لكل مسئول ليست إنقاذ الوطن من الفساد والمحسوبية، والقضاء على الفقر، وقضاء حوائج المواطنين، بل إلهاء الناس وشغلهم بموضوع ربما لا يقدم ولا يؤخر فى تقدم الأمم.
ظهر لنا أننا نهتم بالقشور والمظهر دون الأصل والمخبر.
نعم الرياضة مهمة وأساسية فى حياة الإنسان ليكون شخصية متكاملة، ولكن أين اهتمامنا بالرياضة بشكل عام وبكل تخصصاتها المختلفة؟ أين انتشار مراكز الشباب والاهتمام بها ودعمها لتخرّج لنا شبابًا واعيًا مثقفًا؟!.
كم من الملايين أُنفقت فى هذه المباراة إعدادًا وتجهيزًا للفريق القومى وانتقالات ومباريات ودية وغيرها، وكم من المصالح والأعمال تعطلت من أجل مشاهدة هذه المعركة (أقصد المباراة)، وكم مريض انصرف عنه طبيبه لمشاهدة المباراة وتركه يصارع مرضه وكم .. وكم..!
• لو أُنفق 10% فقط من التكاليف التى قدمها الاتحاد المصرى لكرة القدم ورجال الأعمال للصعود- إن شاء الله- إلى كأس العالم على الفقراء والعاطلين فى ربوع مصر، وبناء المساكن للأسر المُعدمة لأصبح الحال غير الحال، ولكن انقلاب الموازين هو المسيطر على المشهد العام.
• النظرة الغير الموضوعية للمباراة دفعت الجماهير العربية وخصوصًا فى مصر والجزائر بل الجاليات العربية فى الغرب إلى تأجيج روح العصبية والعنصرية بين الشعبين أصحاب الحضارة والمقاومة من أجل إخراج الاستعمار من بلديهما، ووصل الأمر إلى تحطيم وتكسير مؤسسات هنا وهناك.
أتمنى أن نهتم بنهضتنا ورقينا كما نهتم بالرياضة وكرة القدم، لأن تقدم الأمم والشعوب يبدأ من اهتمامنا بالعلم والتعليم والمعرفة والتأهيل فى جميع المجالات الصحية والاقتصادية وغيرها، ونتسابق مع الدول المتقدمة فى ميدان المعرفة والتكنولوجيا.
أتمنى أن يهتم المسئولين فى بلدى بكل فئات المجتمع بدلا من مخاصمتهم والتضييق عليهم ومحاربتهم، نرى ذلك مع الأطباء والمهندسين والمحامين والصحفيين والإداريين، بل وصل الأمر إلى التضييق على القضاة رمز النزاهة فى وطنى.
لعل هذه السطور تجد آذانا صاغية..!
وبالطبع أتمنى للفريق القومى لكرة القدم التوفيق والسداد فى السودان ومبروك مقدمًا.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة