يبدو أن الاضطرابات التى بدأت منذ فترة داخل أروقة القنوات الليبية لم تهدأ، فلم ينته المسئولون داخل القنوات الليبية بعد، وأولها قناة الساعة، من نفى قرار نقل القنوات الليبية من العواصم العربية إلى ليبيا، إلا وبدأت الأزمات المالية والإدارية تنهش فى كيان قناة المتوسط التى لم يمر على بثها طويلا من الأراضى الأردنية، كبديل لقناة الليبية التى توقفت بأمر من القيادة الليبية، حيث بدأت الإعلامية ماريا معلوف فى إعلان غضبها واندهاشها داخل قناة المتوسط من توقف أو "إيقاف" برنامجها "بلا رقيب" فجأة وبدون سابق إنذار.
اليوم السابع التقى الإعلامية ماريا معلوف التى أوضحت له بدورها تفاصيل الارتباك الذى أصاب القنوات الليبية.
• ما السبب وراء "إيقاف" برنامج "بلا رقيب"؟
توقف البرنامج يرجع لأسباب مالية وإدارية
• وما طبيعة المشكلات المالية والإدارية التى ألمت بالقناة؟
لست ملمة بكامل المشاكل بحكم أن علاقتى محصورة فى برنامجى، وهذا ما أستطيع التحدث عنه لكونى منتجا منفذا للبرنامج، فقد كانت إدارة القناة ومنذ التعاقد تحرص على دفع القيمة المتفق عليها مقدما، ولكن منذ ما يقرب من الشهر لاحظت أداء ماليا وإداريا مرتبكا، حتى أنى لم أتحصل بعد على قيمة الحلقات الثلاث الأخيرة، وجاءت التغييرات التى جرت مؤخرا فى الهيكل الإدارى للقناة لتزداد الأمور ارتباكا، والإدارة الجديدة اتصلت لتؤكد على أن الأمور فى سبيلها للاستقرار، وإنا لمنتظرون.
• وما حجم الأزمة المالية التى تمر بها قناة المتوسط؟
ليست هناك أزمة بالمعنى الدقيق، لكن يمكن القول إن تخبطا وارتباكا إداريا يسهم فى تأخر صرف المستحقات، إضافة إلى أزمة الثقة الناتجة عن تجارب سابقة فى الإعلام الليبى عموما.
• ومن المسئول عن حلها؟
حلها يستلزم الاستعانة بكفاءات إدارية محترفه تنتهج أسلوبا إداريا وماليا دقيقا ومنتظما.
• هل هناك نية حقيقية لنقل الفضائيات الليبية من مختلف عواصم الدول العربية مثل القاهرة والأردن إلى ليبيا؟
يتردد أن هناك توجها فى هذا الإطار، بل وهناك أنباء تفيد بأن المتوسط ستنقل إلى لندن.
• ما السبب وراء رغبة القيادة الليبية فى نقل مقر القناة إلى لندن أو طرابلس؟
تسأل فى ذلك القيادة الليبية، لكن اعتقد ان قناة المتوسط تأسست خارج طرابلس بترخيص بريطانى هروبا من الإشكالات التى يمكن أن تسببها للقائمين عليها أو للدولة، مستفيدين فى ذلك من تجربة قناة "الليبية" التى تسبب أحد برامجها فى حرج للقيادة الليبية مع قيادة دولة مجاورة، لكن يبدو أن المتغيرات التى جرت فى ليبيا مؤخرا والتى تمثلت فى تبوؤ راعى القناة لأرفع المواقع التنفيذية فى ليبيا، ربما شجعت الإدارة على البث من طرابلس، وما زال الأمر قيد البحث، وأعتقد أن الاتجاه الأقوى يأخذ الأمور ناحية البث من لندن، على أن يظل الكادر الأساسى فى طرابلس توفيرا للنفقات، ربما.
• هل هناك أمل فى عودة البرنامج للعمل مرة أخرى؟
برنامج "بلا رقيب" أراه كما يراه الآخرون البرنامج السياسى الأقوى على القناة وحقق حضورا جماهيرا كبيرا وأصداء واسعة، وأستطيع القول إن عودته واردة، ولكن ضمن أسس إدارية أكثر استقرارا ووضوحا.
• ما الخطوات التى اتخذتيها للاستفسار عن سبب الإيقاف والدعوة لإعادتها مرة أخرى؟
توقف برنامج "بلا رقيب" يعود لأسباب إدارية ومالية تزامنت مع تغيير الإدارة فى القناة والتوجه نحو نقل مكان البث من العاصمة الأردنية عمان إلى العاصمة البريطانية لندن، ما أدى إلى تضاعف الإرباك الإدارى، وأنا على تواصل مع الإدارة العليا للقناة للوقوف على أسباب الإرباك والاتفاق على أسس أكثر وضوحا لعودة بث البرنامج.
• بعد إيقاف بث قناة "الليبية" وبث قناة المتوسط من الأردن كبديل لها، ما حجم الحرية التى تتمتع بها هذه القناة؟
بداية لابد من التأكيد على أن برنامج "بلا رقيب" اسم على مسمى، ومن ثم فإن أولوياتى فى التعاقد مع أى قناة تتمثل فى الحفاظ على هذا المعنى، والأمانة تدعونى أن أسجل بأن إدارة القناة لم تتدخل فى السقف السياسى للبرنامج إلا فى أضيق الحدود، وكان الحوار مرجعنا المتفق عليه لحل أى خلاف.
• ما شعورك الخاص تجاه هذا الارتباك؟
أعتقد أن السبب عائد إلى حداثة التجربة الليبية فى مجال الإعلام الخاص وترافق ذلك مع حالة من الحراك السياسى فى ليبيا.