فى الصفحة الأخيرة من جريدة "الشرق الأوسط" اللندنية كتب مراسلها من القاهرة الصديق عبد الستار حتيتة أمس تقريرا مثيرا وغريبا عن أطفال مصريين يترقبون هبوط سكان فضاء لونهم أخضر من كوكب المريخ.
وقال إن مدرسة فى جنوب القاهرة، قالت للتلاميذ إنه تم اكتشاف حياة ومخلوقات فضائية على كوكب المريخ، وأن هذه المخلوقات ذات اللون الأخضر فى طريقها لزيارة الأرض فى أطباق طائرة. وطلبت من تلاميذها فى الصف الرابع الابتدائى، متابعة أخبار المخلوقات الخضراء الغريبة، من خلال البحث عن كلمتى "مخلوقات فضائية بالمريخ" على محرك البحث جوجل.
وقالت والدة التلميذة مريم، من سكان شارع العمدة، القريب من كورنيش المعادى، إن ابنتها البالغة من العمر 9 سنوات، وابنها البالغ من العمر 7 سنوات، عادا الأسبوع الماضى من مدرستهما، وهى مدرسة خاصة للمرحلتين الابتدائية والإعدادية، وجلسا أمام الكمبيوتر للبحث عن أخبار "كائنات فضائية تعيش على المريخ".
واكتشفت الأم التى تعمل صحفية فى صحيفة مصرية أسبوعية، أن ابنتها وابنها يستيقظان ليلا، ويجلسان فى شرفة غرفتهما التى تقع فى شقة بالطابق العاشر، ويحدقان فى السماء، انتظارا لزيارة هذه المخلوقات واعترفت أنها بعد أن دخلت فى جدل مع ابنتها وابنها، حول هذا الموضوع، بدأت تفكر فى أنه ربما تم اكتشاف مخلوقات فضائية بالمريخ بالفعل، خاصة أن طفليها كانا يدافعان عما شرحته لهما مدرستهما!
واتصلت الأم بجاراتها، من أولياء أمور تلاميذ فى عدة مدارس مجاورة، وأخبرها عدد منهم أن أطفالهم أصبحوا يعتقدون أن كائنات فضائية خضراء اللون ستزور الأرض قريبا، بعد اكتشاف علماء أميركيين لها على كوكب المريخ.
وأخذت الأم تقلب فى عدة محطات إخبارية على القنوات الفضائية، وبحثت على الإنترنت، ولم تجد أى شىء جدى أو حقيقى حول المخلوقات الفضائية، فتوجهت إلى المدرسة، التى قالت إنها استقت معلوماتها من مواقع على الإنترنت. وبعد أن أجرت الإدارة القانونية بالمدرسة الواقعة فى شارع الجسر البرانى بجنوب القاهرة، تحقيقا مع المعلمة، اكتشفت أنها تعمل سكرتيرة بالمدرسة وتم الاستعانة بها لسد النقص فى عدد المدرسين بسبب الغياب.
واكتشفت المدرسة أن مواقع الإنترنت التى اعتمدت عليها المدرسة غير المتخصصة، تعود لمنتديات دردشة، كانت ضخمت من نتائج رحلة قام بها مسبار ناسا الفضائى الأمريكى "سبيريت"، لكوكب المريخ أخيرا، ونقل صور عليها ظلال تشبه كائنات فضائية على المريخ.
هذه هى القصة التى صاغها بكل براعة الصديق عبد الستار حتيتة على الصفحة الأخيرة من عدد الشرق الأوسط أمس عن الكائنات القادمة من المريخ، وليست مشهدا من الفيلم الأمريكى الشهير "ET" الذى تم انتاجه فى ثمانينيات القرن الماضى وحقق إيرادات قياسية، لكن يبدو أن فيلم كائنات المريخ فى المعادى سيفوقه شهرة وجماهيرية لأنه على طريقة تليفزيون الواقع وليس الخيال العلمى!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة