قال الوزير الإسرائيلى السابق رافى آيتان، الذى شغل منصب قائد وحدة تجنيد العملاء فى جهاز الموساد المعروف بـ"قيساريا" فى حديث أدلى به للإذاعة الإسرائيلية، إن وجود أنظمة حكم ديكتاتورية فى العالم العربى سهّل على الموساد تجنيد العملاء من العرب.
مضيفاً أن وجود أنظمة حكم قمعية "تقتل الشعور بالانتماء لدى المواطن العربى، وهذا يوفر البيئة المناسبة لتجنيد العملاء من أوساط العرب".
كما أشار آيتان إلى أسباب أخرى منها مساهمة أنظمة الطغيان فى العالم العربى بإيجاد بيئة اجتماعية وسياسية واقتصادية تدفع الكثير من العرب للموافقة على العمل لصالح المخابرات الإسرائيلية.
وقالت الإذاعة إن أكثر ما يرعب تل أبيب هو منح العرب إمكانية اختيار من يرونه مناسبا لإدارة شئون الحكم لديهم.
وتدليلا منها على ذلك، كشفت عن اجتماع عقد فى شهر أكتوبر من العام 2005 ترأسه رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق أرئيل شارون وعدد مقلص من وزرائه مع كبار قادة الجيش وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والذى ناقش العلاقات المستقبلية مع العالم العربى.
وأوضحت الإذاعة أن هناك اتفاقا توصل إليه كبار المسئولين الأمنيين والسياسيين الإسرائيليين يشير صراحة إلى أن من مصلحة تل أبيب الإبقاء على أنظمة الحكم الشمولية فى العالم العربى.
ليس هذا فحسب، بل إن المجتمعين آنذاك توصلوا إلى استنتاج مفاده أن التحول الديمقراطى فى العالم العربى وبالذات فى الدول التى تحيط إسرائيل، يؤدى إلى تفاقم المخاطر الاستراتيجية على وجود إسرائيل نفسها.
وتوصل هؤلاء المجتمعون إلى عدد من الاستنتاجات الهامة التى عادت الإذاعة وعرضتها مرة أخرى وهى أن التحول الديمقراطى فى العالم العربى سيفضى بالضرورة إلى وصول نخب من المستحيل على الدولة العبرية التوصل معها لتسويات سياسية وفق بوصلة المصالح الإسرائيلية.
ولم يكن هناك ثمة خلاف على أن وصول الإسلاميين للحكم يعنى فى ما يعنى أن الصراع بين العرب وإسرائيل لن يحل إلا عن طريق الحسم العسكرى، الأمر الذى يعنى أنّه يتحتم على الدولة العبرية ألا تعيد سيفها إلى غمده أبدا، كما صرح بنتسيون نتانياهو، والد رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.
وتعليقاً على تصريحات آيتان استضافت الإذاعة المستشرق الإسرائيلى يوسى عبادى الذى زعم انّه لا يوجد أدنى شك بأنّ ديمقراطية العالم العربى ستؤدى إلى كبح جماح القوى الإسلامية المتطرفة الفاعلة فى الوطن العربى، ليتم تحويل الإرهاب السياسى إلى عملية غير قانونية، ولكن مع ذلك، يشدد عبادى على أنّه إذا لم يتم استعمال الديمقراطية بأصول فإنّ الأمر سيؤدى إلى "إنتاج شرق أوسط جديد تتحكم فيه القوى الإسلامية المتطرفة، التى ستحول المنطقة برمتها إلى قلعة للإرهاب"، وبرأى الباحث الإسرائيلى فإنّ أكبر دليل على استعمال الديمقراطية بشكل خطير هو ما جرى فى مناطق السلطة الفلسطينية، عندما تمكنت "الحركة الإرهابية، حماس" - على حد وصفه - من استغلال الديمقراطية للوصول إلى سدة الحكم، وذلك فى الانتخابات التشريعية التى جرت فى المناطق الفلسطينية فى شباط (فبراير) من العام 2006.
للمزيد أقرأ عرض الصحافة الإسرائيلية على الايقونة الخاصة بها
قيادى إسرائيلى:الديكتاتورية العربية سهلت تجنيد العرب للموساد
الإثنين، 16 نوفمبر 2009 02:13 م