كلمة مبروك لمصر لاتكفينا.
كلمة مبروك تشير إلى نصر كروى.
وقد تشير إلى نصر سياسى أو اجتماعى أو عسكرى.
ولكن نصرنا مساء السبت الماضى لم يكن ابدا نصرا عسكريا ولا اجتماعيا ولاسياسيا على الإطلاق.
ولم يكن فوزا ذا إبعاد رياضية فقط.
كان أكبر وأعمق واشمل واعظم.
ولا أبالغ إذا قلت إنه النصر الأعظم فى تاريخ الرياضة المصرية.
لم تكن مباراة السبت الماضى بين منتخب مصر والجزائر فى التصفيات الافريقية المؤهلة لنهائيات كاس العالم لكرة القدم 2010 فى جنوب افريقيا مجرد مباراة عادية فى دنيا الرياضة.. ولم تكن فقط مجرد مباراة يتحدد على ضوئها ممثل خامس لقارة افريقيا فى كاس العالم.
كانت اكبر من ذلك بكثير.. بكثير جدا.
كانت اختبارا للوطنية التى اعتقد الكثيرون انها ابتعدت عن الاغلبية من المصريين الواقعين تحت سقف الازمات والمشاكل والمعاناة فى بلادهم.
كانت امتحانا للمصريين امام العالم.. خصوصا القنوات العربية والاجنبية التى تخصصت مؤخرا فى السخرية من انتماء المصرى لبده.. ومن التهكم على المصريين بدعوى ان الاغلبية غير راضية عن مجتمعها ولاتنتمى اليه.
جاءت مباراة مصر والجزائر لتقلب مجتمعا باسره امام العالم.. وتؤكد انه المجتمع الاقوى داخليا وانه الاكثر تماسكا والاقرب تجانسا والاعلى انتماء.
سبحان الله.. حالة من التوحد غير المسبوق فى تاريخ الامة.
ولا اعتقد ان حالة مماثلة أو حتى قريبة منها شهدتها مصر فى تاريخها القريب أو البعيد.
يمكننا القول إن كل فرد من الكل تحول إلى الكل.. أى ان كل فرد من بين ثمانين مليون مصرى تحول إلى ثمانين مليون فى طموحاته واحلامه بلا وجود لشخص شاذ عن القاعدة.
وارتفع عدد المصريين فى التعداد خلال مباراة مصر والجزائر إلى حاصل ضرب ثمانين مليونا فى ثمانين مليونا أى ما يصل إلى ستة مليارات واربعمائة مليون نسمة.
ولكن العدد يمكن ايضا ان نقول انه كان الادنى على الاطلاق فى التعداد لسبب اخر وهو ان كل مصر بداية من رئيسها حسنى مبارك ونهاية باصغر طفل فيها تحولت كلها إلى 11 فردا هم لاعبو منتخب مصر الذين خاضوا مباراة الجزائر.
مباراة مصر والجزائر كانت بحق مباراة فى الوطنية.
ونجح فيها المصريون بدرجة الامتياز.
وتحولت شوارع كل مدينة وكل قرية فى كل ارجاء مصر إلى صالة فرح مفتوح بمشاركة الملايين من الاشقاء الذين تواجدوا معا بالصدفة وسط حالة من الحب والانتماء والعشق للعلم وللبلد وللفريق.
الفرحة لم تقف عند المصريين داخل بلدهم ولكنها شملتهم ايضا خارج الحدود سواء فى دول الخليج أو فى الاردن وفلسطين أو فى النمسا وغيرها من الدول الاوروبية.. ولكن الاجمل والاروع ما قدمه عدد من الاشقاء العرب.. فرحة الاخوة السعوديين والاماراتيين والاردنيين والعمانيين فى شوارع دولهم لصالح مصر كانت كبيرة ورائعة
شكرا للوطنية التى قدمها المصريون وقتلوا بها الكارهين.
واعود إلى كرة القدم وجوانبها الفنية.
نحن الاجدر بالتاهل شكلا وموضوعا.
جيل الفراعنة الرائع بقيادة النجوم الافذاذ احمد حسن وعبد الظاهر السقا وعصام الحضرى ووائل جمعه ومحمد بركات ومحمد ابو تريكه جديرون بالتواجد فى نهائيات كاس العالم قبل ان يعلنون اعتزالهم للعبة.
نجومنا جديرون بالتواجد وسط عمالقة كرة القدم من البرازيليين والالمان والاسبان والايطاليين والانجليز وغيرهم فى المونديال.. الفراعنة الكبار فى قمة العطاء بعد ان تجاوزوا عامهم الثلاثين ولن تتاح لهم فرصة اخرى للعب فى كاس العالم.
ومع تقديرنا الكامل للجزائر ونجومها لايوجد لديهم لاعب واحد يمكن ان تضعه فى مصاف عمالقتنا.
وسيكون ملعب المريخ فى العاصمة السودانية الخرطوم هو ممرنا للعبور باذن الله عبر الملحق الافريقى إلى كاس العالم.
ولايخفى على احد ان الفائز مساء الاربعاء سيكون الممثل الوحيد للعرب فى كاس العالم 2010 بعد الخروج المخزى للبحرين وتونس.. وسيحدد الاربعاء ايضا خمس دول اخرى تتاهل للمونديال من بين روسيا أو سلوفينيا وايرلندا أو فرنسا والبرتغال أو البوسنة والهرسك وأخيراً أوكرانيا أو اليونان.. والدول المتاهلة للمونديال حتى اليوم هى اليابان واستراليا وكوريا الجنوبية وكوريا الشمالية عن قارة اسيا.. وغانا وساحل العاج ونيجيريا والكاميرون ومعها جنوب افريقيا الدولة المنظمة عن افريقيا.. والبرازيل وباراجواى وشيلى والارجنتين عن اميركا الجنوبية.. والولايات المتحدة والمكسيك وهندوراس عن اميركا الشمالية.. وهولندا واسبانيا وانجلترا والمانيا وايطاليا والدنمارك وصربيا وسويسرا وسلوفاكيا.. ونيوزيلندا من الاوقيانوس.
علاء صادق
مباراة الجزائر كانت اختبار للمصريين الذين أثبتوا أن فوز الوطنية أهم من فوز كرة القدم
علاء صادق يكتب :لا عزاء للقنوات العربية الكارهة لمصر
الإثنين، 16 نوفمبر 2009 01:08 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة