أكد الناقد الدكتور جابر عصفور رئيس المركز القومى للترجمة فى جمهورية مصر العربية أن العولمة تعد من أهم التحديات التى تواجه الثقافة العربية، واعتبرها أخطبوطا رأسه موجود فى المجتمع الغربى والأذرع هى المنظمات التى تتبعها وتستعين بها مثل منظمة التجارة العالمية والشركات متعددة الجنسية.
وقال عصفور - خلال المحاضرة الثقافية (تحديات الثقافة العربية المعاصرة) التى عقدت على هامش فعاليات الدورة التاسعة لمعرض الجماهيرية الدولى للكتاب الليلة الماضية - "إنه من أجل التصدى لرياح العولمة يجب الدفاع عن هويتنا الثقافية العربية والحفاظ عليها من الاندثار، والدعوة إلى الحوار من خلالها ، والإيمان بوحدة التنوع الثقافى على مستوى الفكر الإنسانى".
وأشار إلى أن من بين التحديات التى تواجه الثقافة العربية ما وصفه بالتبعية الاقتصادية والسياسية ومبدأ التقليد الغربى الذى ينتج عنه فى نهاية الأمر تبعية ثقافية، معتبرا أن من يقلد كاتبا غربيا لن يكون إلا صورة زائفة لا معنى لها ، مشيرا إلى أن الأديب الحقيقى يجب أن يغوص فى تراثه وجذوره ليقدم أدبا عالميا مقروءا.
وأكد عصفور على ضرورة أن تكون لدى العرب ثقة بالنفس ووعى نقدى خلاق يجعلهم لا يقبلون بأى شىء يرد إليهم من التراث الأجنبى.
وقال الناقد الكبير الدكتور جابر عصفور رئيس المركز القومى للترجمة فى جمهورية مصر العربية، إن هناك تحديا ثالثا يواجه الثقافة العربية يتمثل فى المركزية الأمريكية والأوروبية، قائلا "إن هناك العديد من الكتاب فى كافة أنحاء العالم لا نعلم عنهم شيئا، وذلك نتيجة لما زرعته الأجهزة الأيديولوجية للعولمة والتى هى محصورة فى منطقة واحدة وفى عدد من اللغات".
وفيما يتعلق بالتحديات الداخلية التى تواجه الثقافة العربية ، عدد الناقد الكبير هذه التحديات بالتطرف الدينى الذى وصفه بخطر يسمى عولمة الإرهاب الدينى والذى لا يقتصر على الدين الإسلامى بل كل الديانات.
ونبه إلى التحدى المهم والأكثر خطورة وهو اللغة العربية التى مزقها صراع العاميات والتغريب.
وحول انحدار التعليم فى الوطن العربى، أشار عصفور إلى أن هذا التحدى جعل العرب فى خطر مروع ، لأن الفارق كبير بين الدول الأوروبية والدول العربية حيث لم تحصل أية جامعة عربية من خلال الإحصائيات العالمية على أية مرتبة أمام الجامعات العالمية الأخرى.
وتطرق المحاضر إلى تحد آخر وهو خطر غياب ثقافة العلم والعقلانية وشيوع الخرافة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة