رحم الله كاتبنا الكبير نجيب محفوظ- وكاتب الحرافيش– والسيرة العاشورية– والتى أوضح لجيلنا كيف كانت البلطجة فى الزمن الماضى، وما هى أدواتها المستعملة، وطرقها، وكيفية حل النزاع بين فتوات الماضى- والتعريف الحقيقى للفتوات– هى البلطجة- لأنه كان البقاء للأقوى وقدرته على فرض السيطرة فى الحى الكائن به وفرض الإتاوات على سكان هذا الحى– وأحيانا كان يدفعه الغرور والقوة والمساندة من مأمور القسم فى أن يرنو ببصره إلى النظر فى توسيع نشاطه إلى الأحياء المجاورة.
وتطورت بعد ذلك أعمال البلطجة تحت مسميات كثيرة، فمنها من أخذ شكلا إجراميا، هدد أمن وسلامة المجتمع ومازال حتى الآن فى صورة صغار الصبية من أطفال وصبيان الشوارع وبعض المنحرفين والمدمنين– وتجار المخدارات والتى بلغ تجبرهم فى قتل لواء شرطة.
ثم استخدم الفتوات (البلطجية) للعبث من خلال التعدى على الناشطين السياسين- والحركات الوطنية، ثم استخدموا كعصى غليظة للنظام فى محاربة المرشحين لمجلس الشعب لصالح مرشحى الحزب الوطنى وضد المرشحين الآخرين.
ولا أدرى إن امتد العمر بأستاذنا نجيب محفوظ حتى الآن- تراه ماذا سوف يكتب بشأن البلطجة الحديثة– وعصر الفتوات انتقل من استعمال العصى إلى أبواق الفضائيات، وفتوات آخرين لأقلامهم وكتابتهم تكون مسخرة للنيل من الآخرين.
غريب حقا أن تحاول أن تبحث عن المضمون أو الهدف من حملات التشهير لكل من أمسك بميكرفون أو قلم ليهاجم الآخرين، ويسفه من قدرهم دون النظر إلى اعتبارات مما يقال عن ميثاق الشرف للعمل الصحفى فغالبيتهم باعوا الشرف من أجل المال بل وغالبيتهم يزايد على الشرف بالابتزاز للآخرين والبعض منهم يسخر القنوات الفضائية ليخوض حربا لم يكن المشاهد طرفا فيها وأصبح التكالب على الميكروفون شىء مستحب للبعض- وتذكرت يوما كان هناك من يقول أعطنى خبزا وحنانا– فتبدلت المقولة ب"اعطنى ميكروفونا وقناة" نوع جديد من الفتونه والبلطجة– وعلينا أن ننتظر المزيد بشرط أن يقينا الله شر أنفسنا وشر الحاقدين.
سامى عبد الجيد أحمد فرج يكتب: التطور الكبير فى عالم البلطجة
الإثنين، 16 نوفمبر 2009 10:22 ص
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة