محمد حمدى

لماذا كل هذا الفرح؟

الأحد، 15 نوفمبر 2009 12:39 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من حقنا أن نفرح كما فرحنا ليلة أمس بالفوز الذى حققه فريقنا الوطنى على نظيره الجزائرى بهدفين نظيفين، الفرح ليس فقط لأن حلم التأهل لمونديال جنوب أفريقيا أصبح ممكنا بعد تساوى كل الظروف مع الفريق الجزائرى والاحتكام لمباراة فاصلة الأربعاء فى الخرطوم، وإنما لأن فريقنا صنع معجزة رياضية كبيرة.

عقب مباراتين من ست مباريات فى التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم، كنا فى المركز الرابع والأخير برصيد نقطة واحدة وسجلنا هدفين ودخل مرمانا أربعة أهداف، وبدا أمام أكثر الناس تفاؤلا أننا بحاجة إلى معجزة فى زمن ليس فيه معجزات.

لكن المعجزة الحقيقية التى تحلى بها فريقنا الوطنى هى الإرادة الكبيرة التى أعادته من الخلف إلى المقدمة، ليفوز فى أربع مباريات متتالية منها اثنتان خارج القواعد، خاضها الفريق فى ظل غيابات مؤثرة حتى أنه خاضها بدون مهاجمين.

ولأن أبطال مصر تمسكوا بالأمل، وتحلوا بالإرادة كان لهم ما أرادوا، وصنعوا بأقدامهم دراما حقيقية، لم يتصورها أحد، وأثبتوا فعلا أنه لا يأس مع الحياة، طالما تمتلك إرادة، وتحلم فى حدود إمكانياتك، ولا تتعلق بخيوط الوهم.

لكل ذلك فرحنا كما لم نفرح، وحققنا أكثر مما كنا نتمنى خلال رحلة التصفيات التى بدأناها بتعثر كبير، وأداء متواضع وأنهيناها ونحن فى كامل اللياقة الذهنية والبدنية، لكن المهمة ليست سهلة كما يتصور البعض، والفوز على الجزائر هنا بهدفين لا يعنى أن الفوز فى الخرطوم قادم لا محالة، بل يحتاج إلى كل الإرادة والإصرار كما فعلنا فى المباريات الأربع السابقة.

عقب المباراة اتصلت بى قريبة هاجرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن فقدت الأمل فى الوطن، وقررت أن تنجو بنفسها وبأولادها من المركب الذى تراه يغرق، وحصلت على الجنسية الأمريكية وهى تعيش كمواطنة أمريكية منذ سنوات.

جاء صوتها على الهاتف وهى تبكى، فمع كرة القدم شعرت بمصريتها، وأعاد لها الفوز فى مباراة رياضية الكثير من الارتباط بالوطن الذى كانت قد فقدته.. وليس هذا حالها فقط بل حال الكثيرين، فالرياضة ليست فقط مباريات ولا هى هواية فقط، ولا هى وسيلة للمتعة، وإنما هى فى بعض منها نوع من أنواع الانتماء للوطن، وفى أحيان كثيرة تخرج أفضل ما فينا.. وما نراه أحيانا غير موجود.. وهو حب الوطن.

تحية إلى أبطال مصر الذين أفرحوا شعبهم.. ونحن فى انتظار اكتمال الفرحة بالتأهل لنهائيات كأس العالم بعد غياب عشرين عاما.. نتمسك معهم بالأمل ويرفع كا منا علم الوطن الذى نعشقه جميعا، حتى ولو بدت الحياة على أرضه غير محتملة.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة