صفوت صالح يكتب: المدرسة التقليدية......وداعا!

الأحد، 15 نوفمبر 2009 09:07 م
صفوت صالح يكتب: المدرسة التقليدية......وداعا!

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ماذا تعنى المدرسة بالنسبة للتلاميذ؟؟ أن المدرسة تعنى المكان الذى يتلقى فيه التلاميذ الدروس، وقد يمارسون فيه الأنشطة بحسب إمكانيات كل مدرسة، فالمدارس هنا تختلف تماما فى مدى قدرتها على تلبية احتياجاتهم بصفة عامة، وتتفاوت تلك القدرة من مدرسة لأخرى بصفة خاصة طبعا..فكلما ازدادت إمكانيات المدرسة زادت جاذبيتها، وازداد تعلق التلاميذ بها وطبقا للإمكانيات المتاحة المدرسة: نسبة للتربويين تعنى المكان الأمثل الذى تمارس فيه فلسفات وطرق تدريس معينة تستهدف فى المقام الأول تعديل سلوك التلميذ أكثر مما تستهدف حشو ذهنه بالمعلومات كما قد يتخيل البعض منا، وهذه هى المفارقة.

ولى أمر التلميذ يتحرك على أساس من حشو ذهن التلميذ بالمعلومات، والامتحانات هى ما يغذى هذا الاتجاه.. أما المدرسة "عادة" فتنشط على أسس سلوكية، ومعلوماتية أيضا، فالمعلومات هامة بالطبع، والتحصيل ضرورى، ولكنه ليس كل شىء.

المدرسة تعى تماما أن المعلومات المتاحة فى الكتب المدرسية ليست هى كل شىء.
ولما كانت النظرية، تدعى بأن الزبون على حق، إذن فلقد توجب تلبية طلب الزبون ، فهو الذى يدفع التكلفة فعلا، برغم بدهية مجانية التعليم، ومن هنا كان سعى الزبون- ولى الأمر والتلميذ- وراء الدروس الخاصة، تأكيدا على المعلوماتية، والحفظ.

إذن فلقد توجب الآن تلبية هذا الطلب وعلى وجه السرعة، ودون أدنى إبطاء.

فماهو الحل؟؟ الحل الأولى تمثل فى إنشاء مجموعات للتقوية، وعلى التلميذ أن يختار مدرسا ، يقوم بالتدريس له، مع ما فى ذلك من تعد على حق مدرسه الأصلى...لايهم!! المهم طلب الزبون، وينعكس هذا التوجه على العلاقات المدرسية بين (التلميذ والمعلم) ينعكس بالسلب، ويفرز وضعا غير هين، فهاهو التلميذ يدفع رسوم المجموعة للمدرس مباشرة (فالمدرسة هنا لم تعد تعبأ بالتقاليد لسبب من العجلة ونفاد الصبر الطبيعى) والمدرس يتلقاها رغم وجود المشرفين غير الفاعلين.

المجموعات المدرسية لا تلبى رغبة ولى الأمر تماما، نظرا لتقليديتها كالمدرسة الأم.
فما هو الحل إذن؟؟....الحل بسيط وسهل للغاية، من وجهة نظر ولى الأمر، ويتمثل فى مجموعات مدرسية خارج المدرسة أو دروس خاصة فردية لتلميذ بمفرده (على أن تكون بنظام المقاولات المعروف "تسليم مفتاح) فالعبرة بإمكانيات ولى الأمر، الذى يريد أن يلقى الأمر برمته على المدرس.

لسان حال ولى الأمر يقول: هيا عزيزى المدرس، لا تضع أمامى أى تفاصيل غير مرغوبة كمستوى تحصيل التلميذ أو معدل ذكائه أو قدراته الخاصة، فما أرغب فيه هو أن يحصل أبنى على الدرجة النهائية، مهما كانت الكلفة المادية، ومهما كانت المشقة، ومهما كان عدد ساعات هذه الدروس.

ويقول أيضا: عزيزى المدرس أنا أعلم أنك قادر... قادر على أن تأتينى بالذئب من ذيله، أعنى أنك ستمكن ابنى من هذه الدرجة 50/50 وخصوصا فى المسماة بالثانوية العامة!!!!. كما أننى أريد أن أتفرغ تماما لعملى، يكفينى ما لدى من مسئوليات.

فعلا.. فعلا.. وعن تجربة ومعايشة بعض المدرسين نظرا لحرفيتهم الكبيرة وتمرسهم سنين طوال، يمكنهم اختصار وقت تحصيل التلميذ إلى النصف، وقيادته مباشرة إلى لب الامتحانات وجوهرها، فالتلميذ- هنا- ناجح ناجح!! إن شاء الله، ونظام تسليم المفتاح له أثر سحرى، ومذهل فولى الأمر مطمئن تماما إلى النتيجة النهائية، فلقد ألقى بالمشكلة خلف ظهره تماما.
وماذا عن المدرسة التى تركناها منذ قليل، وسرنا فى طرق أخرى بعيدا عن تقليديتها أو (كلاسيكيتها)؟؟.

مع نظام الثانوية العامة (الحالى) ومع انعقاد الامتحانات على مرحلتين، للصفين الثانى والثالث الثانوى، ومع انشغال التلاميذ بالتحصيل الخارجى وتبعاته والمشقة الناتجة عنه، إذن يكفيها-أى المدرسة- تماما أن تكون فقط ثم فقط مقرا للامتحانات، فلقد صارت السنة الدراسية، سنة امتحانية..

وتوارت المدرسة التقليدية، رويدا رويدا....حتى يقتنع المجتمع، بضرورة التغيير
المدروس جيدا جدا، فالعيب ليس فى المدرسة، ولكن فى الممارسات التى خرجت من تحت عباءة المدرسة، وبتعبير أكثر تحديدا فى نظم الامتحانات، رغم الأهمية البالغة لهذه الامتحانات أيضا.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة