احتفل العالم بالأمس بمناسبة سقوط حائط برلين، فأمس كانت الذكرى العشرون لإزالة الجدار الذى فرق بين الأهل والأصدقاء والأحباب بسبب حرب لم يكن للشعب الألمانى فيها رأى – بل هى الديكتاتورية فى كل مكان، وعندما يتسلط الحكام على شعوبهم ويفرضون أحلامهم وعقدهم ونواقصهم على الشعب، فالشعوب هى التى تدفع الثمن – دماء تسيل، وقتلى فى كل مكان، فى ارض الوطن، وفى بلاد أخرى يذهب إليها الجندى المقاتل مساقا إلى ساحة المعركة التى لا تعود عليه بالنفع – كما حدث مع أبنائنا فى حرب اليمن. حروب كثيرة نفخ فى بوق حربها ودق طبولها ديكتاتور كبير وسمع له بل وسمح له كل آفاق زنيم فى تنفيذ الأوامر.
وها هى ألمانيا الموحدة تقفز بخطوات متقدمة وهائلة فى جميع المجالات – ها هى وبعد التوحد أخذت ألمانيا الغربية المتقدمة بيد شقيقتها الشرقية واندمج الشعب معا لتحقيق رفاهيتهم.
لكن عندنا وفى بلادنا أتمنى بأى وسيلة من الوسائل العقلانية والإيمانية بمصر – أن يفك أسر هذا الوطن، وأن تزال العزلة بين أبناء الوطن الواحد لا تخوين ولا عمالة، لا تخصيص ولا تقسيم ولا اختصار ولا احتكار للوطنيه – والحديث دائما مصاب بالمرارة – فالحزب الوطنى يعتقد بأنه الوحيد الوطنى – والمعارضه سواء كانت حزبية او مستقلة مجموعة مندسة على الوطن – خائنة وعميلة لجهات أجنبية – أو تهدف إلى تنفيذ أجندات لدول أخرى.
بل أصبح كل معارض من أبناء هذا الشعب صغيرا وكبيرا، متهما بدون دليل – يكفى أن يكون تقريرا مدسوسا أو فخا ملغما من أمن الدولة حيث لا أمن للمواطن.
أتمنى أن يأتى اليوم الذى نحتفل به جميعا بانهيار الجدار العازل والسور المصطنع من قبل أصحاب النفوذ والمصلحة، بأن ينحازوا إلى مصر بعيدا عن شهوة الحكم والسلطة.
فكما كان الشعب بكل فئاته يوما عظيما عندما حطم خط بارليف، ذاك السد الترابى الذى افتخر به الإسرائيليون – لكن أما عزيمة أبناء مصر كان من اليسير والهين أن يحطموة.
أصبح لزاما الآن قبل أى وقت آخر أن يسقط الجدار العازل الذى اصطنعه البعض لصالح فئة على حساب الأخرى، أصبح لزاما وواجبا أن يهدم سور عدم الثقة بين المصريين، أصبح أن يزال الخط الوهمى الذى فرق بين أبناء المجتمع، هو خط وهمى ونفسى وقانا الله إياه - حتى لا تكون الفوضى يوما هى وسيلة المعالجة. أو يكون البتر فيه الدواء والشفاء. ما أسهل القضاء أو إزالة أى جدار عازل طالما هو أسمنتى - لكن من الأصعب أكثر إزالة جدار عازل أحدث شرخا فى النفس البشرية.
سامى عبد الجيد أحمد فرج يكتب: لعن الله الحاجز ومن بناه
الأحد، 15 نوفمبر 2009 09:14 ص
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة