
لم تشهد شوارع الجزائر الاحتفالات التى كانت معدة لاستقبال تأهل الخضر لمونديال جنوب أفريقيا، فقد خسر المنتخب الوطنى لقاءه ضد مصر فى "لحظة لم يكن أحد يتوقعها" هكذا قدمت صحيفة "الوطن" الجزائرية الناطقة باللغة الفرنسية فى مقالها التى اهتمت فيه برصد رد فعل الجماهير الجزائرية، التى كانت تتأهب بقناعة راسخة للاحتفال بوصول منتخبها إلى جنوب أفريقيا، مؤكدة على صعوبة المباراة الفاصلة التى ستلعب فى الخرطوم، خاصة وأن الجزائريين غير معتادين على هذا المكان، على عكس المصريين.
اعتبرت الصحيفة الدقيقة الأخيرة فى المباراة والتى تمكن فيها المنتخب المصرى من إحراز هدفه الثانى، بأنها كانت "دقيقة أكثر من اللزوم".. دقيقة واحدة، ولكنها سمحت للمصريين بالذهاب إلى المباراة الفاصلة، وذلك فى الوقت الذى كان فيه الجمهور الجزائرى على قناعة راسخة بتأهل منتخبه إلى جوهانسبرج.. وحتى الألعاب النارية كان قد تم تجهيزها لتضىء سماء الجزائر.
وتؤكد الصحيفة أنه على الرغم من اعتبار البعض أن هذا الوضع مجرد فوز مؤجل، إلا أن الآراء الأكثر فطنة تخشى من المباراة القادمة فى الخرطوم، إذ إنه من المؤكد عندما يكون الفريق على بعد دقيقة واحدة من التأهل وينهار كل شىء بعد ذلك، يصبح من الصعب إعادة رفع روحه المعنوية فى وقت قصير جدا. كما تضيف الصحيفة أن على المنتخب الجزائرى، الذى لم يعتد على البيئة السودانية، توخى الحذر من هذا المكان الذى جاء بالأحرى مناسبا بالنسبة للمصريين، الذين كانوا محظوظين فى القرعة التى حددت البلد الذى سيستضيف المباراة الفاصلة.
وتشير الصحيفة إلى أن مباراة الخرطوم سوف تكون مباراة صعبة لكلا الفريقين. ولكن يظل المصريون متقدمين على المستوى المعنوى عن الجزائريين. أما من ناحية الحافز، فقد تعلم الجزائريون عدم التنازل كما سبق وأثبتوا ذلك مرارا وتكرارا.
وخلصت الصحيفة إلى أن مباراة القاهرة، قد أصبحت جزء من الماضى، وعلى المختصين أن يقدموا توضيحا للجميع فى الجزائر، بشأن ما حدث فى هذا اللقاء الذى يريد الجزائريون الآن نسيانه، حيث سببت لهم بالفعل تلك الدقيقة الأخيرة ألما إلى حد بعيد.. خاصة وأن كل مشاهد الفرحة التى كانت دائما تلى كل مسيرة المنتخب الجزائرى الرياضية لا يمكنها أن تتلاشى بهذه الطريقة، أمام هذه الخيبة.