رفض الرئيس السورى بشار الأسد، الذى زار بالأمس العاصمة الفرنسية بعد يومين من زيارة بنيامين نتانياهو لها، عرض الحوار المباشر المقدم من إسرائيل حول هضبة الجولان المحتلة منذ عام 1967، قائلا: "ما ينقصنا هو شريك إسرائيلى على استعداد للمضى قدما إلى الأمام وعلى استعداد لتحقيق نتائج فى النهاية"، وذلك عقب اجتماعه أمس الجمعة مع الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى، فى قصر الإليزيه، حيث كان بانتظاره مراسم استقبال لا تخصص إلا لضيف ذى ثقل، كما ذهبت صحيفة "لوفيجارو".
وقد اهتمت الصحيفة بتغطية نتائج هذا اللقاء، الذى يمثل ثانى زيارة للرئيس السورى لباريس بعد زيارته الأولى فى يوليو 2008، والتى سجلت عودته إلى الساحة الدولية، إذ تذكر الصحيفة عن مصادر محيطة برئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أنه كان قد أعلن يوم الأربعاء عن استعداد لمقابلة الرئيس السورى "فى أى وقت وأى مكان لاستئناف مفاوضات السلام"، وكان رد الرئيس الأسد أن هناك بالفعل "وسيطا وهى تركيا، كما أن هناك أيضا الدعم الفرنسى والأوروبى لهذه العملية، وإذا كان السيد نتنياهو جادا، فيمكنه إرسال فريقه من الخبراء، ونحن نرسل فريقنا إلى تركيا، ومن ثم يستطيعون التحدث إذا كانوا مهتمين حقا بذلك"، وقد أخذ الرئيس السورى على إسرائيل قيامها "باللعب بالكلمات" للتهرب من جوهر القضية، ألا وهو "استرجاع الأراضى".
وأكد بشار الأسد مجددا يوم الجمعة أن "سوريا ليست لها شروط.. سوريا لديها حقوق، ولن تتنازل مطلقا عن هذه الحقوق".
وتقول الصحيفة إن الرئيس السورى أعرب أيضا يوم الجمعة عن أمله فى أن تقوم فرنسا "بدعم" الوساطة التركية فى المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وسوريا التى بدأت فى مايو 2008، قبل توقفها بعد الهجوم الإسرائيلى على قطاع غزة.
كما تؤكد الصحيفة أن باريس تدعم المبادرة، ولكن يبقى معرفة ما هو الثقل الذى يمكنها أن تمثله فى تحسين العلاقات بين بلدين، هما تركيا وإسرائيل، تربطها بهما علاقات معتدلة نوعا ما.
ومن الواضح أن بشار الأسد ليس على استعداد لتقديم مكاسب سياسية لرئيس الوزراء الإسرائيلى تنتج عن حوار مباشر مع دمشق، فى الوقت الذى يعانى فيه المسار الفلسطينى من توقف أكثر من أى وقت مضى.
وتقول الصحيفة إن إحياء عملية السلام على هذا الصعيد قد طغت إلى حد كبير على محادثات الرئيسين الفرنسى والسورى، كما أن الرئيس نيكولا ساركوزى، رغبة منه فى تهيئة الفرصة، قد بحث مع مضيفه مشروعه الخاص بعقد المؤتمر الدولى الذى تحدث بشأنه مع نظيره الروسى ديمترى ميدفيديف يوم الأربعاء فى برلين.
كان الرئيس الفرنسى يأمل فى أواخر شهر أغسطس أن يعقد هذا الاجتماع فى إطار الاتحاد من أجل المتوسط، إلا أن التوترات، خاصة بين مصر وإسرائيل، قد عرقلت هذا المشروع.
والفكرة المطروحة للدراسة الآن هى عقد قمة فى موسكو بحضور بان كى مون والرئيس الأمريكى باراك أوباما... الأمر الذى يتطلب إحراز تقدم ملموس على عدة أصعدة، منها عملية تجميد المستوطنات على سبيل المثال، والتى تعد قضية رئيسية بالنسبة للأمريكيين، ولكنهم على ما يبدو قد تراجعوا عنها.
أكدت أن المشاحنات بين القاهرة وتل أبيب عرقلت مؤتمر السلام
لوفيجارو: الأسد رفض التفاوض مع إسرائيل
السبت، 14 نوفمبر 2009 07:02 م