البعض يفضلونها على كل شىء، ويؤجلون كل ما وراءهم من أجلها، ويتفرغون تماما لها، إنها الكرة التى تفرض سحرها أحيانا عندما يتعلق الأمر بمباراة فاصلة مثل التى ننتظرها اليوم، الأدباء والمثقفون لهم رأى آخر، سألناهم، هل تفضلون قضاء الـ90 دقيقة مع رواية أو ديوان، أم لا؟ لكن ردودهم أسفرت عن مفاجآت أخرى وأجوبة لم نكن نتوقعها.
أشار الروائى عزت القمحاوى إلى أن المباراة قد أخذت طابعا جنسيا من الأوصاف التى أطلقت عليها، موضحا أنه سمع مصطلحات من قبيل" الحفاظ على بكارة الشباك"، "مؤكدا على أن هذه الزاوية تثير التعصب، وقال القمحاوى ضاحكا: إلى أن يخترع الصينييون غشاء بكارة للشباك هتفضل العصبية دى موجودة".
وأبدى القمحاوى اندهاشه من الرغبة الشديدة فى التأهل رغم أننا لا نحقق شيئا فى كأس العالم، ونخرج دائما من المباريات الأولى.
وأكد القمحاوى على احتياجنا لدراسة هذه الحساسية التى تطبعت بها المباراة بين مصر والجزائر، مشيرا إلى أن الكرة بها نوع من التعويض، وأوضح أن الشعوب الحزينة بحاجة لهذا التعويض الذى تجده فى انتصارات الكرة عزاء لها عن إخفاقاتها الأخرى، وأشار القمحاوى إلى قراءته لأحد التعليقات على موقع اليوم السابع لسيدة كتبت تقول إن لدى الجزائريين ما يفرحهم، ولدينا الكثير من الأحزان ومنها على سبيل المثال لا الحصر حادث القطارين الأخير.
وعن متابعته للكرة عامة والمباراة الفاصلة اليوم خاصة أكد القمحاوى أنه لا يحب الكرة عموما، والكرة العربية تحديدا، لكنه سيتابع المباراة مهنيا بحكم كونه صحفيا ومهتما بالشأن العام، وانطلاقا من دافع القلق والخوف من حدوث أى صدام، وختم حديثه قائلا: طبعا أنا أفضل القراءة ومشاهدة الأفلام على أى مباراة حتى لو لم يتم إذاعتها مرة أخرى.
الشاعر شعبان يوسف كان له وجهة نظر مختلفة، حيث أشار إلى أنه لا يقرأ طوال اليوم، والرواية موجودة فى أى وقت، لكن المباراة ليست كذلك، مؤكدا على متابعته لأى مباراة مهمة وهو ما لن يتعارض مع القراءة فى شىء، وأكد يوسف أن التعارض الوحيد المسموح به هو أن يأتى وقت المباراة مع ندوة فى الورشة، مشيرا إلى أن مواعيد الندوات مسئولية أدبية يجب أن يلتزم به، وأشار يوسف إلى خصومة حدثت بينه وبين خيرى شلبى عندما تعارض موعد ندوة مع مباراة مهمة أحب شلبى أن يتابعها، فلم يحضر الندوة، وأكد يوسف أن خيرى شلبى لا يغادر منزله عندما تكون هناك مباراة إلى أى مكان، إلا لو كان لديه موعد مع الوزير.
وأشار شعبان يوسف إلى حبه الشديد للكرة، وأوضح أنه كان من المشجعين المخلصين للزمالك، ثم انصرف عنه للأهلى، لكنه كف الآن عن متابعته لعدة أسباب منها أنه ينتمى للجيل الماضى من الأهلى ومنهم محمود الخطيب الذى كان زميله فى المدرسة وجاره فى حى عين شمس.
وتطرق شعبان يوسف إلى تحول التشجيع الآن إلى هيستيريا، مؤكدا على سعادة الدولة بانشغال الناس بالكرة، مشيرا إلى أنه يحب اللعبة الحلوة، لكنه لا يحب التعصب، وأكد أنه يعرف العديد من أصدقائه الأدباء الذين دخلوا حيز التشجيع من باب الادعاء، لكن المشجع الأصيل الذى يعرفه من الوسط الثقافى هو القاص إبراهيم أصلان، وأكد يوسف أن أصلان مشجع أصيل وقديم، ولأنه فنان فهو يحب اللعبة الحلوة، إضافة إلى كونه زملكاوى غير متعصب.
الروائى حمدى أبوجليل أوضح أنه لا يستطيع التفكير فى شئ آخر غير مباراة اليوم، وقال بالنص" الهوا نفسه بيفكر فى الماتش" موضحا أنه لن يفعل أى شيئا مساء اليوم غير التفرغ تماما لمشاهدة المباراة.
وأشار أبو جليل إلى كونه زملكاوى، لكنه " بيتكسف" عندما يقول هذا الكلام وقت انخفاض مستوى الفريق وضعف أدائه، وقال أبو جليل "أنا فى رأيى إن الزمالكاوية بيفهموا فى الكورة أكتر من الأهلاوية اللى مطمنين مسبقا لفوز الأهلى فى أى ماتش".
وأشار أبوجليل إلى أنه لم يقرر بعد أين سيشاهد المباراة، مع الأصدقاء على القهوة أم مع زوجته فى المنزل.
موضوعات متعلقة::
>> الفنانون التشكيليون: هنكسب 4/0
>> الكتاب عن مباراة اليوم: الليلة عيد وأمس الوقفة
>> كبار الكتاب: لا صوت يعلو فوق صوت المباراة