تباينت توقعات الفنانين التشكيلين إزاء المباراة المرتقبة بين المنتخبين المصرى والجزائرى، فالبعض اعتبرها مباراة عادية ولا تستحق كل تلك المشاحنات والتعصب، والبعض عبر عن طقوسه الخاصة أثناء المشاهدة وشعر آخرون بالأسى وسط هذا الاهتمام البالغ بكرة القدم فى ظل انحدار شتى المجالات فى المجتمع المصرى وفى مقدمتهم الثقافة والفنون.
"إن شاء الله مصر هتكسب 4/0" بهذه الكلمات عبر الدكتور أيمن السمرى عن توقعاته لمباراة اليوم متمنيا الفوز للمنتخب المصرى والتأهل لكأس العالم، وأضاف "يجتمع اليوم معظم الفنانين التشكيلين فى مصر لمشاهدة المباراة فى البر الغربى منهم 10 فنانين مصريين، وعشرة فنانين عرب وخمسة أجانب"
وعن جو التعصب السائد قبل المباراة بيومين قال "فريق مصرا الآن من أفضل الفرق فى تاريخ الكرة المصرية مع احترامنا للأجيال القديمة، ومباراة اليوم غير أى مباراة، والاتحاد الدولى مازال حتى وقتنا هذا متعجب من وصول مصر مرتين لكأس الأمم الأفريقية، ولو فازت مصر اليوم ستسود فرحة عارمة فى الشارع المصرى".
وعن توقعاته أثناء المباراة قال "أول عشر دقائق سنواجه حذرا من الفريقين حتى يتمكنوا من مفاتيح اللعب، وأتوقع الهجوم الأقوى من جانب المنتخب المصرى وإحراز هدف فى الشوط الأول".
ورفض الفنان مصطفى حسين فكرة التعصب والمشاحنات بين الفريقين قائلا "أنا كأى مصرى متحمس لفوز بلاده ولكن أرفض أن يكون التشجيع مدمرا كهذا وأن يخرج الإنسان عن شعوره، وإذا لاحظنا جيدا نجد أن هذا الغباء الكروى يحدث فى البلاد العربية فقط عكس المجتمعات الأوروبية".
وأضاف عن توقعاته بشأن المباراة "كرة القدم مليئة بالمفاجآت، وليس لها توقعات والفريق الفائز هو الذى يستحق الفوز، والمباراة كغيرها من المباريات ليس بها أى شىء مميز يستحق كل هذا، وليس لى طقوس معينة أثناء المباراة سوى فقط ارتداء النظارة وتناول التسالى".
واستحضر سؤال توقعات المباراة فى ذهن الفنان أحمد الجناينى تجاهل الاهتمام بقطاع الفنون التشكيلية وفنانيه وتناسى صغار المثقفين فى ظل هذا الاهتمام المبالغ فيه على حد قوله بالمباراة وتساءل فى بداية حديثه عن موعد بث المباراة مؤكدا أنه لن يشاهدها وسيستغل فرصة انشغال الناس بها، ويختلى بنفسه فى مرسمه وسط الهدوء لمواصلة مسيرة إبداعاته الفنية.
وقال الجناينى "ما يحدث الآن شعور بفراغ قاتل، ناس فاضيه مفيش أى حاجة شغلاهم سوى المباراة والاستعداد لها، أنا لست ضدهم ولكن واقعنا ملىء بأشياء أخرى أهم ولا يلتفت لها أحد، كيف تلقى كرة القدم كل هذا الاهتمام فى الوقت الذى تتدنى فيه أحوال المجتمع تحت خط الصفر؟".
وأضاف "يهتم الغرب بالرياضة ولكن يقابله اهتمام فى مجالات أخرى، وفى مصر نجد المشادات والتعصب بين الجماهير وبعضها فى الشوارع وفى الاستاد وفى كل مكان، أتمنى أن تكون الرياضة جزءا من الثقافة الاجتماعية بشكل عام، ولكن للأسف ما أتوقعه شىء وما نجده شىء آخر".
وتابع "هناك خلل فى الشخصية المصرية وأقول هذا الكلام وأنا أدمى من داخلى، نجد مدرجات الكرة حاشدة الآلاف وفى معارض الفن التشيكلى لا نجد سوى عشرة أشخاص جميعهم من المقربين للفنان صاحب المعرض، هناك حالة من الغربة داخل البلد، ولا أتحدث عن الفنون فقط، ولكن الثقافة بشكل عام كل ما يربط المواطن بقراءة الجرائد هو صفحات الرياضة".
واستكمل قائلا "أى مباراة نتحدث عنها الآن فى ظل الانحطاط الذى نعانى منه، عايزين نطلع لكأس العالم ليه وعلشان إية، وتوقعاتى للمباراة مخالفة لرغبتى فأنا أتمنى الفوز لمصر وأتوقع أن مصر تفوز فقط 2/1".
موضوعات متعلقة::
>> المثقفون يفضلون الكرة عن الأدب أحيانا
>> الكتاب عن مباراة اليوم: الليلة عيد وأمس الوقفة
>> كبار الكتاب: لا صوت يعلو فوق صوت المباراة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة