تحت عنوان الأقباط بين مطرقة الإسلاميين وسندان ضغوط جديدة قاسية، زعمت صحيفة التايمز البريطانية تعرض الأقباط فى مصر للاضطهاد، وقالت إنه فى يوم 11 سبتمبر الماضى دخل أقباط مصر فى سنة قبطية جديدة بعد موجة من الهجمات والاضطهاد عليهم من قبل المتطرفين الإسلاميين أو القرويين مستخدمين ذريعة دينية فى المشاجرات الصغيرة، التى تثير المخاوف من قيام الإسلاميين بالتشجيع على تقويض القوانين التى تعتد بالحرية الدينية والمساواة القانوينة فى مصر.
وأوردت الصحيفة بعض حوادث الفتنة الطائفية التى نتجت عن مشاجرات يومية بسيطة قد تحدث بين الأخوين، وأشارت إلى أن هذه المشاجرات الصغيرة عادة ما تنبع فى القرى حيث التحيز ضد الأقباط قد تزايد بتزايد نفوذ المتطرفين الإسلاميين الذين أبعدوا أى تسامح سابق مع المجتمع المسيحى المصرى القديم، ودائما ما يشكو الأقباط من فشل الدولة فى حماية حقوقهم، ولأن بعض المسئولين يتواطئون بنشاط فى اتخاذ الإجراءات التمييزية ضدهم.
وترى الصحيفة أن هذه الموجة من العداء للأقباط هى ما دفعت المسئولين مؤخرا إلى اتخاذ قرار ذبح الخنازير بحجة وقف انتشار أنفلونزا الخنازير، فالخطوة تبدو أنها تستهدف الأقباط خاصة أن المسلمين يعتبرون أن الخنزير حيوان نجس.
وقالت إن الأقباط شكلوا لعدة قرون الغالبية فى مصر حتى ظهر الإسلام فى عام 641 حينما تم إجبار معظم الأقباط على الدخول فى الإسلام أو تحول البعض لتجنب دفع الضرائب الباهظة المفروضة عليهم.
وتسلط الصحيفة الضوء على أهمية دور الكنيسة فى تاريخ مصر القديم، كما اهتمت بشخصية البابا شنودة الثالث (85 عاما) الذى يقود الكنيسة منذ عام 1971، والذى أثار جدلا مؤخرا حينما أقحم نفسه فى الجدل السياسى الدائر من خلال إعلانه أنه يعتقد أن جمال مبارك سيكون هو المرشح المثالى لخلافة والده وقد تم اتهامة بالتملق، إلا أن الأمر يعكس مخاوف الأقباط من تنامى نفوذ الإسلاميين فى مصر، فالبابا يعترف بوجود الكثير من التوتر بين المسلمين والأقباط على الرغم من العلاقات الجيدة التى تجمعه والقادة المسلمين فى البلاد.
وتضيف أن التمييز ضد الأقباط قد اختلف على مر القرون، فالعديد من الأقباط كانوا متقيدين للتجارة والأعمال فى البلاد إلا أن موقفهم تدهور مرة أخرى بعد الانقلاب العسكرى على الملك فاروق وخلال حكم القوميين والتدابير الاشتراكية للرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
ويشن الكثير من كبار الأقباط حملة لإجبار الحكومة على التخفيف من القانون الذى يمنع بناء الكنائس الجديدة أو حتى ترميم القديمة دون الحصول على إذن رئاسى خاص، وقد وافقت الحكومة مؤخرا على ترميم الكنائس بإذن من السلطة المحلية فقط إلا أن هذا فشل فشلا ذريعا فى تخفيف التمييز الغير الرسمى ومع ذلك تم السماح للأقباط فى الحصول على حق امتلاك قناتين تلفزيونيتين خاصتين.
ومن جانب آخر يشكو المسلمون زاعمين أن مسيحيى الغرب ولاسيما الكنائس الإنجيلية فى أمريكا تستخدم الأقباط وقليلا من الكنائس البروتستانتية فى مصر لجذب أتباع الغالبية المسلمة، حيث تتفجر فى مصر مسألة تغيير الديانة وهناك غضب واسع النطاق من محاولات التبشير كما أن بعض المسلمين ممن تركوا الإسلام يتعرضون لمحاولات قتل.
أيضا يتم اتهام مسيحيى الغرب باستخدام البرامج المجتمعية بوصفها وسيلة لنشر المسيحية إلا أن الأقباط يرفضون مثل هذا الاتهام ويؤكدون أن الاستياء من الغرب خاصة أمريكا فى مصر آخذ فى الازدياد، وفى المقابل يدعى الأقباط تعرض بناتهم فى بعض القرى للخطف وإجبارهن على الزواج من مسلمين وعلى الرغم من نداءاتهم للسلطات للبحث عن أولئك الفتيات إلا أنه نادرا ما يتم تتبع القضية كما لا يتم معاقبة الجانى بشدة.
وهذه الدائرة من الاتهامات المتبادلة تغذى التوتر والشك المتبادل بين الطرفين ونتيجة لذلك هاجر عدد كبير من الأقباط إلى الخارج متوجهين بالأخص إلى الولايات المتحدة حيث يتهمهم المسلمون بالتأثير على سياسة واشنطن نحو مصر.
التايمز:تراجع اضطهاد الأقباط رغم تنامى نفوذ المتطرفين
السبت، 14 نوفمبر 2009 08:42 م
جانب من تقرير التايمز
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة