هكذا أصبح الحال فى مصر المحروسة. كل شىء فيها لا يمكن أن تحصل عليه إلا بالواسطة حتى تذكرة مباراة كرة قدم! فمنذ عام 2005 تقريبا وبالتحديد مباراتى الدور قبل النهائى بدورى أبطال أفريقيا بين الأهلى والزمالك، وأصبح الحصول على تذاكر المباريات الهامة أمرا صعبا للغاية إلا فى وجود واسطة.
تكرر هذا على سبيل المثال فى مباريات أمم أفريقيا 2006 ثم فى مباريات الأهلى بالدور النهائى بنفس البطولة أعوام 2005 و2006 و2007 و2008 ثم مباراته أمام برشلونة 2007، وانتهاء بالمباراة الأهم لمصر أمام الجزائر يوم السبت القادم.
فى كل مرة يطلق السادة المسئولون تصريحاتهم بأنه لا مكان للتذاكر بالسوق السوداء، وأنه سوف يتم توزيعها توزيعا عادلا على الجماهير وفى النهاية تجد أن تصريحاتهم ما هى إلا وعود زائفة، حيث يتم توزيع الجزء الأكبر من التذاكر على المحاسيب والمقربين وعلية القوم من أعضاء النوادى، ثم يتم تسريب جزء كبير آخر منها إلى السوق السوداء لتباع ربما بثلاثة أو ربما أربعة أضعاف ثمنها، أما الجزء الأصغر منها فيتم بيعه للجماهير المسكينة التى تتزاحم لساعات طويلة فى الشمس الحارقة أمام منافذ البيع القليلة، فيحصل عدد قليل من هذه الجماهير المتزاحمة على تذاكرهم بينما يغادر الكثير منها إلى بيوتهم مكسورى الخاطر دون الحصول على شىء!
سيناريو غريب يتكرر مع أى مباراة هامة تقام على أرض المحروسة دون إيجاد حل له فى ظاهرة غريبة تنفرد بها مصر عن كل دول العالم. سيناريو غريب يعبر تعبيرا واضحا عن عجز المجتمع عن مواجهة وحل أبسط مشكلاته. سيناريو غريب يعبر عن فوضى مجتمعية وعجز وفساد وتخبط إدارى متكرر مسكوت عنه. ولكن إلى متى يستمر هذا السيناريو الفوضوى الغريب؟ لا أعرف بالتحديد، ولكن أعتقد أنه سيستمر سنوات أخرى كثيرة الله أعلم بعددها!