سعيد شعيب

يعيش أبو مازن

الخميس، 12 نوفمبر 2009 12:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل مازال هناك من يستخدم تعبير مبايعة؟
للأسف نعم، ففى نشرة أخبار راديو مصر أمس، كانت منظمة فتح تدعم وتبايع الرئيس الفلسطينى أبو مازن والسبب هو أنه لا يريد الترشح فى الانتخابات الرئاسية القادمة.
فماذا تعنى المبايعة؟

لا تعنى الموافقة على برنامج سياسى، ولكنه يعنى الموافقة إلى الأبد على شخص ما لتولى موقعا ما.. ودعك من الكلام المرسل والغريب والعجيب الذى قالته أطراف كثيرة من السلطة الفلسطينية ومن منظمة فتح لتبرير ما يسمونه بالمبايعة.. فهى فى النهاية دليل على كارثة نعيشها ومؤشراتها هى:

1- ليس منطقيا أن تنظيما كبيرا مثل حركة فتح ليس فيه مختلف واحد مع محمود عباس، فالأنبياء حولهم خلاف، فكيف يمكن أن يكون هناك إجماع ومبايعة لأى شخص مهما كان؟!
2- هذا مؤشر مرعب على أن هذه ليست مؤسسات سياسية حقيقية، فليس لديها القدرة على تفريخ قيادات وغير قادرة أيضا على تفريخ وجهات نظر، ولكن تم تصميمها بحيث يكون دورها هو الحشد والتعبئة لصالح القائد أيا كان توجهه وأيا كانت خطاياه.
3- لذلك يحدث رعب عندما يفكر القائد مجرد تفكير، أو يلوح لسبب أو آخر، بأنه لا يريد الترشح مرة أخرى، فنواجه الفراغ ونتساءل ما هو البديل؟

هذا حدث فى حياة أبو عمار رحمه الله، ويحدث الآن مع كل القوى السياسية فى مصر، بما فيها الحزب الحاكم، فإما التوحد وراء شخص، وكأنه أب وليس مجرد مسئول سياسى لديه برنامج من الطبيعى أن يكون هناك خلاف حوله من برامج منافسة، تحاول استقطاب قطاعات حولها، لتتولى السلطة وتنفذها. وإما يحدث نزاع، بل حرب بين مختلف القيادات، تؤدى غالبا إلى انشقاقات.

4- الحقيقة أن هذه ليست وحدة صف كما يزعم البعض، ولكنها وحدة قمع من قبل صف تجاه باقى الصفوف.. أى افتقاد آلية ديمقراطية لإدارة الخلافات ووجهات النظر المتباينة داخل أى تجمع بشرى. الأمر هنا لا يتعلق بأن تكون مع البرنامج السياسى لأبو مازن أو ضده.. ولكن يتعلق بمؤسسات سياسية فقدت جوهر دورها.. ولا أمل فى تقديرى لأى مستقبل إلا باستعادة دورها الديمقراطى.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة