وسام البحيرى يكتب: الدكتور محمد المسير… عام على رحيل مشعل الاعتدال

الخميس، 12 نوفمبر 2009 12:32 م
وسام البحيرى يكتب: الدكتور محمد المسير… عام على رحيل مشعل الاعتدال

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ نحو عام وتحديدا يوم الأحد الرابع من ذى القعدة سنة 1429 هـ الموافق الثانى من نوفمبر 2008 م شيعت جنازته من الجامع الأزهر بعد صلاة الظهر..

أتحدث عن رحيل العالم الجليل الأستاذ الدكتور محمد سيد أحمد المسير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، مر عام على وفاته، وانتظرنا أن نحيى فكره ولو مع مرور طيف ذكرى وفاته.

لكن يبدو أنه لا عزاء لرجال الدين.. مر عام على رحيل الدكتور المسير -أبو حذيفة كما كان يوقع فى كتبه- وقد خاض معركة الدعوة إلى الله تعالى فى هدوء يحسد عليه وابتسامة لا تفارقه.

كان فى دعوته إلى الله تعالى مستيقنا قول الحق تبارك وتعالى: "ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إننى من المسلمين" سورة فصلت: (33)، خاض الدكتور المسير معارك فكرية ضد المزايدين على دين الله تعالى.. ولم يثأر يوما لنفسه قط ممن خالفه الرأى. وإنما كان يغار على حدود الله، ومنهاجه فى ذلك الحكمة والموعظة الحسنة.

كان مهموما لقضايا الأمة الإسلامية ويؤكد على ذلك بقوله "إن الأمة تعيش فى بلبلة فكرية تحاول أن تصرفها عن القضايا الكبرى ومشاكلها المصيرية وتشغلها بقضايا ليس لها أهمية مثل النقاب والحجاب والختان وغيرها".

لأن المشكلة ليست من وجهة نظره فى مسألة الحجاب والنقاب، وإنما المشكلة تتعلق "بالسفور والعرى وانحراف الشباب والزواج السرى وزواج الدم وغيره من الأمور التى ما أنزل الله بها من سلطان. لقد أصبحنا الآن- كما يرى- أمام مسودات أخلاقية فى المجتمع لا نعيرها اهتماماً... فالهدف الذى يسعى إليه أعداؤنا هو إيجاد إسلام بلا قوة وبلا عقيدة وبلا شرف".

كانت لفضيلة الدكتور طموحات لم يسعفه المرض أن يكافح من أجلها فنادى بمشروع قومى للدعوة إلى الله عز وجل، وهذا المشروع ليس وقفاً على علماء الأزهر وإنما تتحمله كل المؤسسات الرسمية والشعبية فى الدولة، فكل واحد يحاول أن يقدم لنفسه جواباً لهذا السؤال ماذا قدمت لدينى؟

وحينما سئل فضيلته عن حوار الأديان فأوضح أنه عبث لا طائل منه فالحوار لا يكون أساساً إلا فى العقيدة "تنحية العقيدة عن حوار الأديان عبث وباطل ولا يسمى حواراً". هكذا كان عالمنا الجليل الذى مرت ذكراه بالأمس القريب دون أن يخرج قلم من غمده يسطر -ولو على استحياء - سطرا ينعى فيه فضيلة الدكتور محمد سيد أحمد المسير.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة